الجبهة المدنيّة الوطنية: مقاومتنا مدنيّة سلميّة لتحقيق العدالة واستِعادة السّيادة

09 : 41

في ذكرى مرور عامين على انطِلاقة ثورة 17 تشرين، واستمرارها تحقيقًا لطموحات الشّعب اللّبناني بالعدالة، والسّيادة، وحقوق الإنسان، والحريّات العامّة، والعيش الواحِد، أصْدَرت الجبهة المدنيّة الوطنية، عضو الائتلاف المدني اللّبناني، الموقِف التّالي:


"عامَّان مرّا على انطِلاقة ثورتِنا المباركة في 17 تشرين، ومسيرةُ نضالِنا لتحرير لبنان من خاطِفيه مستمرّة.

عامَّان مرَّا، وثمَّة من يستمرّ في شَيْطَنة أحْرار لبنان، والتّهويل عليهم، وتيئيسهم، وتجويعهم، وتهجيرهم، واغتيالهم، لكنّ أحرار لُبْنان مُقيمين ومغتربين مصمِّمون على إبقاء شُعْلَة نضالِهم مرفوعة بسلميَّةٍ تواجِه إصرارات النّحر. قبل هذه المحطّة بأيّام طالعنا عُنْفٌ عاهرٌ مُمَأسَس للمنظومة حاكمًا ومتحكِّمًا، عُنْف مكشوفٌ وسرطانيّ، ومقاومتنا لهذا العُنْف ستبقى مدنيّة سلميّة.

عامَّان مرَّا، وثمَّة في المُقابِل مَنْ يستمرّ في التّشكيك بجدوى الثَّورة وفاعليّتها، ويُعابُ عليها تشتُّت قِواها، وتناقُض مقاصِدِها، لكنّ أحرار لُبْنان مُقيمين ومغتربين، وبالرّغم من بعضٍ الخيبات، سائرون دونَ هَوَادَة إلى تدعيم أُسُس لُبْنان الجديد.

عامَّان مرَّا، وثمَّة من يُصِرّ في منظومة الجريمة المنظّمة على الاستثمار في العصبيّات الطّائفيّة والمذهبيّة والمناطقيّة والعشائريّة في مواجهة تربُّع خيار المواطنة الفاعِلة الدّيموقراطيّة في صفوف أحرار لبنان، لكنَّ الأخيرين معنيّون بالاستشراس السّلميّ في إنهاء منزلقاتٍ انتِحاريّة لتأبيد مواقِع نفوذ على أشلاء شعبٍ طيّب مبدِع، خذلهُ وقتلهُ ونهبهُ زعماءٌ مارقون.

عامَّان مرَّا، وثمَّة من سعى ويسعى بإحتِرافٍ خبيث إلى اختِراقٍ منهجيّ لعقلِ الثّورة، وبعض تشكُّلاتِها، ناهيك برَفع سواطير وعصيّ وسلاح بوجهِ قِواها المجتمعيّة الحيَّة النَّقيَّة، لكنَّ أحرار لُبْنان انحازوا لترسيخ اللَّاعُنْف والمقاومة المدنيّة العقلانيّة، لإعادة إنتاجٍ حضاريّةٍ للصِّيغةِ اللّبنانيّةِ القائمة على احتِرام الخُصوصيّات في مواطنة حاضنة للتنوّع،

عامَّان مرَّا، وثمَّة من استَأسَد في ابتِداع مناخاتِ حربٍ أهليّة آتية، لكنَّ أحرار لبنان ثابِتون في ترسيخ الذودِ عن تلاقيهم على الخير العامّ في مقابِل الشرّ العامّ للمنظومة وقواعِدِها المُضَلَّلة.


عامَّان مرَّا، وثمَّة من غاصَ في استِباحة المالِ العامّ وجنى عُمْرِ الشَّعْب اللّبناني في شراهَةٍ فاجِرة، ظنًّا منهُم بإمكان تطويع مقاومة أحرار لبنان السّلميّة، وتحويلهم شحّادين خاضعين لمتصدّقين عليهم بفُتات، لكنَّ أحرار لُبْنان أنشأوا منصَّاتِ تعاضُدٍ فيما بينهم ومع الاغتِراب وأصدِقاء لبنان على امتِداد الخارطة العالميّة، وهُم سائرون دون كَلَلٍ في المسالِك الوَعِرة لاستِعادة أموالهم ومدخراتهم من مافيا النهب والسرقة.

عامَّان مرَّا، وبينهما فجَّروا بيروت ويجِدُّون في السَّعي الحثيث لتدميرٍ منهجيّ للتّحقيق فيه، كما يتذاكون في تشييد عمارات تفخيخ الآتي إلينا من خيار إعادة تكوين السّلطة بِنَسَقٍ ديموقراطي، لكنَّ أحرار لبنان لن يألوا جُهْدًا في تحصين العَدالة، وخَوْض الاستحقاقات الدُّستوريّة بقناعة استِرداد الدَّولة الرّهينة، والتحدّي أن يخوضوها معًا بمنأى عن الأنانيّات، والمزاجيّات، والأجندات الفرديّة.

عامَّان مرَّا، وقد كسرَ فيهما أحرارُ لبنان كُلّ محاذير الخَوْف وخطوط المنظومة الحمر، ليُعْلِنوا بالفمّ الملآن أنّ لا راحَة قبل قَبْع براثِن تحالُف المافيا – الميليشيا السامّة.

عامَّان مرَّا، عَهْدٌ وَوَعْدٌ معًا باستِكمال المُواجهة حيث العدالة والسّيادة يتلازمان، وحيثُ مكافَحَة الفساد والإصلاحات البُنيويّة تتقاطع، إنّما أساس كُلّ هذا صدُّ الهيمنة الميليشياويّة على مفاصِل الحياة اللّبنانيّة.

عامَّان مرَّا، معًا، مقيمين ومغتربين، بلُبنانيّتنا الصّميمة سنُنقِذ وطن الرّسالة.

حمى الله لبنان واللّبنانيّين.

عاشت ثورة 17 تشرين المباركة."