موسكو تُجمّد علاقاتها مع "الأطلسي"

واشنطن وتبليسي تُعزّزان تعاونهما العسكري

02 : 00

الولايات المتحدة تُعزّز نفوذها في "الباحة الخلفيّة" لروسيا (أ ف ب)

تعهّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمس تقديم مزيد من الدعم العسكري لجورجيا، ودان احتلال روسيا لأراض جورجية ومحاولتها توسيع نفوذها في منطقة البحر الأسود. كما وقّع أوستن في أولى محطّات جولته بين دول شريكة لـ"حلف شمال الأطلسي"، مذكّرة تفاهم مع نظيره الجورجي جوانشر بورشولادزه حول تعزيز التعاون العسكري وبرنامج تدريب جديد.

وقال أوستن لرئيس الوزراء إيراكلي غاريباشفيلي إنّ "الولايات المتحدة تُدين الإحتلال الروسي المستمرّ في جورجيا ومحاولاتها لتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأسود من خلال الإكراه العسكري والأنشطة الخبيثة"، معتبراً أن برنامج التدريب سيُساعد البلاد في الدفاع عن حدودها.

ورأى أن "هذه منطقة مهمّة والأمن والإستقرار أمران حاسمان لتحقيق الرؤية الكاملة التي نتشاركها لأوروبا متكاملة وحرّة وتنعم بالسلام". وأشاد وزير الدفاع الأميركي بمساهمات جورجيا المهمّة في قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.

وفي هذا الصدد، اعتبر أوستن خلال مؤتمر صحافي مع بورشولادزه أن "جورجيا دفعت ثمناً باهظاً"، مشيراً إلى مقتل 32 من عسكرييها في أفغانستان، وقال إنّ "الولايات المتحدة تُشيد بتضحياتها".

لكنّه شدّد على أن الحربَيْن المذكورتَيْن "لا تُحدّدان" العلاقة العسكرية الثنائية، لافتاً إلى أن واشنطن تُريد مساعدة تبليسي في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل. وأوضح أن روسيا تحتلّ 20 في المئة من الأراضي الجورجية، في إشارة إلى المنطقتَيْن الانفصاليّتَيْن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

كما أكد أن "دعمنا لسيادة جورجيا ووحدة أراضيها ثابت"، فيما أوضح وزير الدفاع الجورجي أن بلاده ما زالت تأمل في أن يضعها تعاونها على طريق العضوية الكاملة في "حلف شمال الأطلسي"، وهو تطلّع قديم، لكن أوستن لم يتحدّث عنه.

وقال بورشولادزه: "لقد وقّعنا وثيقة بالغة الأهمّية تقودنا إلى مرحلة جديدة من التعاون مع الولايات المتحدة. وتنصّ على تعزيز القدرات الدفاعية لجورجيا ومستوى أعلى من الردع والتوافق مع معايير الناتو". واعتبر أيضاً أن "الإحتلال تحدّ يومي"، مشيراً إلى أن "للإحتلال أشكالاً مختلفة ويستخدم أساليب مختلفة ضدّ بلدنا" من الهجمات العسكرية إلى الهجمات الإلكترونية.

وبعد تبيليسي، يتوجّه أوستن إلى بلدَيْن آخرَيْن على البحر الأسود، هما أوكرانيا ورومانيا، حاملاً رسالة الدعم نفسها ضدّ روسيا. ويعتزم أن يُشارك نهاية الأسبوع في قمّة وزراء دفاع الدول الأعضاء في "الأطلسي" التي تُعقد في بروكسل.

توازياً، أعلنت روسيا تعليق عمل بعثتها في بروكسل لدى "الأطلسي" إلى أجل غير مسمّى وإغلاق مكتب الارتباط التابع للحلف القائم في السفارة البلجيكية في موسكو، بعد سحب أوراق اعتماد 8 من أعضاء البعثة الروسية لدى الحلف بتهمة التجسّس. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "إثر بعض الإجراءات التي اتخذها "حلف شمال الأطلسي"، لم تعد الظروف الأساسية لعمل مشترك متوفرة"، موضحاً أن هذه القرارات سيبدأ تطبيقها في 1 تشرين الثاني.