بعد تعهّد بايدن الدفاع عسكرياً عن تايوان

واشنطن تسعى إلى احتواء غضب بكين

02 : 00

بايدن متحدّثاً خلال لقاء مع ناخبين في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند الخميس (أ ف ب)

مع تخوّف الدول من حول العالم من استعار "الحرب الباردة" بين العملاقَيْن النوويَّيْن الأميركي والصيني في أكثر من ملف حسّاس، والتي قد تتحوّل في أي لحظة إلى "حرب ساخنة" في المحيطَيْن الهندي والهادئ، وبعدما تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس الدفاع عن تايوان عسكريّاً إذا تعرّضت لهجوم صيني، سعت الولايات المتحدة أمس إلى تجنّب تصعيد التوتر القائم مع السلطات الشيوعية في بكين، بتشديدها على أن سياستها حيال تايوان لم تتغيّر. وفي هذا الصدد، جدّد البيت الأبيض التأكيد أن السياسة الأميركية المتّبعة حيال تايوان لم تتغيّر، موضحاً أن "الرئيس لم يكن بصدد الإعلان عن أي تغيير في سياستنا، ولا تغيير في سياستنا".

وتابع: "سنحترم تعهّدنا بموجب القانون بمساعدة تايوان في الدفاع عن نفسها، وسنستمرّ في معارضة أي تغيير أحادي للوضع القائم".

وشدّدت الرئاسة الأميركية على أنها لا تزال تقتدي بقانون العلاقات مع تايوان الصادر في العام 1979، الذي طالب فيه الكونغرس بأن توفّر الولايات المتحدة السلاح للجزيرة للدفاع عن نفسها، لكنّه ظلّ غامضاً حول إمكان تدخّل واشنطن عسكريّاً.

وفي مقرّ قيادة "حلف شمال الأطلسي" في بروكسل، شدّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على الموضوع نفسه، قائلاً: "على غرار ما فعلنا في الماضي، سنُواصل مساعدة تايوان بما تحتاج إليه من قدرات للدفاع عن نفسها". وتابع: "نُواصل التركيز على هذه التدابير. ولن أخوض في أي افتراضات في ما يتعلّق بتايوان".

وخلال لقاء الخميس مع ناخبين في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند نظّمته شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، قال بايدن ردّاً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتّحدة مستعدّة للدفاع عسكرياً عن تايوان إذا تعرّضت الجزيرة لهجوم صيني: "أجل. لدينا التزام بهذا الشأن". وهي ليست المرّة الأولى التي يُطلق فيها بايدن تعهّداً بالدفاع عن تايوان.

وردّاً على هذه التصريحات، نبّهت بكين واشنطن إلى ضرورة التزام الحذر بخصوص تايوان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إنّ "الصين لن تفسح المجال لأي مساومة في شأن القضايا التي تتعلّق بمصالحها الجوهرية"، محذّراً من أن واشنطن "ينبغي أن تتصرّف وتتحدّث بحذر في شأن قضية تايوان".

وردّ بايدن خلال مقابلته الأخيرة بالإيجاب أيضاً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستكون قادرة على الردّ على تطوير برامج عسكرية في الصين، وقال: "لا تقلقوا إذا كانوا يُعزّزون قوّتهم"، مؤكداً أن "الصين وروسيا وبقية العالم تعلم أن لدينا أقوى قدرة عسكرية في العالم". لكنّ بايدن أعرب عن قلقه من احتمال انخراط دول منافسة للولايات المتحدة "في نشاطات قد ترتكب فيها خطأ فادحاً".

توازياً، أصدر مسؤولون استخباراتيون أميركيون تحذيرات جديدة في شأن طموحات الصين في مجال الذكاء الإصطناعي ومجموعة من التقنيات المتطوّرة التي قد تمنح بكين في النهاية تفوّقاً عسكرياً حاسماً وهيمنة محتملة على قطاع الرعاية الصحية وغيرها من القطاعات المهمة في الولايات المتحدة. وحذّر "مركز مكافحة التجسّس والأمن الوطني" الأميركي أصحاب الأعمال والأكاديميين ومسؤولي الحكومات المحلّية والولايات، من مخاطر قبول استثمارات أو خبرات صينية في صناعات مهمّة.

إلى ذلك، بحث بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية في الجهود التي يتعيّن بذلها من أجل تعزيز الدفاع في أوروبا، وفق ما أعلن البيت الأبيض، الذي أوضح في بيان أن الرئيسَيْن "بحثا في جهود تعزيز قوّة الدفاع الأوروبي وقدراته والتأكيد على الشراكة مع حلف شمال الأطلسي"، فيما سيلتقي بايدن ماكرون خلال قمة "مجموعة العشرين" في روما نهاية تشرين الأوّل. وأشار بيان الرئاسة الأميركية إلى أن بايدن "يتطلّع إلى لقاء الرئيس ماكرون في وقت لاحق من الشهر الحالي في روما، حيث سيُواصلان البحث في الملفات الكثيرة المتّصلة بالتعاون الفرنسي - الأميركي".

كذلك، أعلن البيت الأبيض أن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ستزور باريس في 11 و12 تشرين الثاني وستلتقي الرئيس الفرنسي، بحيث "سيبحثان في أهمّية العلاقة عبر المحيط الأطلسي من أجل السلام والأمن في العالم، وسيُشدّدان على أهمّية شراكتنا في التصدّي للتحدّيات التي تُواجه الكوكب... مروراً بقضايا الساحل ومنطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ".