السودان... التصعيد الميداني سيّد الموقف

02 : 00

هل تنجح المساعي الأميركيّة في إنقاذ المرحلة الإنتقاليّة في السودان؟ (أ ف ب)

ما زالت الساحة السودانية تشهد حراكاً ميدانيّاً في العاصمة ومناطق أخرى مع احتدام الخلاف بين المدنيين والعسكر على إدارة المرحلة الإنتقالية. وأعادت الشرطة السودانية فتح جسر "المك نمر" الرابط بين وسط الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وعدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة أمس، بعد أن أغلقتها لساعات مجموعات من المعتصمين قرب القصر الجمهوري. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيّل للدموع لتفريق المعتصمين فوق الجسر، قبل أن تتمكّن من إعادة فتحه وتعود حركة السير إلى طبيعتها تدريجيّاً عبره، وكذلك عبر معظم الشوارع التي أُغلقت صباح أمس، بعد عمليات كرّ وفرّ بين الشرطة والمتظاهرين.

ويأتي التصعيد بعد يوم من لقاء المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان شركاء المرحلة الإنتقالية في البلاد، وصدور بيانات متضاربة عكست عدم التوافق على حلّ للأزمة المستمرّة.

وطالب فيلتمان خلال لقائه رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بالعمل معاً من أجل العبور بالمرحلة الإنتقالية نحو غاياتها. ودعا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في السودان، وذلك وفق بيان أصدره مجلس السيادة حول اللقاء.

واعتبر فيلتمان خلال اللقاء الذي حصل بحضور نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي أنّ التباينات في مواقف القوى السياسية، هي السبب في تأخير تشكيل المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومفوضية الإنتخابات وهياكل العدالة الإنتقالية ومجلس القضاء العالي.

وأكد المبعوث الأميركي أن الإنتقال لن يحصل بصورة آمنة من دون إنشاء هذه المؤسّسات، في حين شدّد البرهان على ضرورة العودة إلى منصّة تأسيس قوى الحرّية والتغيير، والإحتكام للوثيقة الدستورية واتفاقية جوبا.

ودعا البرهان أيضاً إلى ضرورة توسيع المشاركة السياسية لكلّ القوى الوطنية ما عدا حزب "المؤتمر الوطني" المحلول، معتبراً أنه لا يُمكن احتكار الحكومة التنفيذية بواسطة أحزاب بعينها لا تُمثل كلّ أطياف الشعب السوداني.

من جهته، أوضح مجلس الوزراء السوداني في بيان أن حمدوك وفيلتمان ناقشا الأزمة السياسية الحالية في البلاد، وسُبل الخروج منها عبر الإلتزام بالوثيقة الدستورية وباتفاقية جوبا لسلام السودان وبالشراكة الحالية.


MISS 3