واشنطن مستعدّة لـ"خيارات أخرى" حيال النووي الإيراني

إسرائيل تُنظّم أكبر مناورة جوّية بمشاركة دوليّة

02 : 00

"أف 35" تُعتبر السلاح الأقوى في الترسانة الجوّية الإسرائيليّة (أ ف ب)

تُجري إسرائيل حاليّاً مناورة جوّية هي الأكبر على الإطلاق بمشاركة دول عدّة، وسط تأكيد رئيس العمليات في سلاح الجو الإسرائيلي أمير لازار للصحافيين أن التدريبات "لا تُركّز على إيران"، رغم أنها تُمثل التهديد الإستراتيجي الأوّل لإسرائيل وفي قلب الكثير من خطط الدولة العبرية العسكرية. وبينما تُنظّم إسرائيل تدريبات "العلم الأزرق" كلّ عامَيْن منذ 2013 في صحراء النقب، تُشارك في تدريبات هذا العام كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي تُحلّق طائراتها فوق الأراضي الإسرائيلية للمرّة الأولى منذ قيام الدولة العبرية في العام 1948.

وأوضح لازار للصحافيين في قاعدة "عوفدا" الجوّية جنوب إسرائيل أن وجود أكثر من 70 طائرة مقاتلة، من بينها "ميراج 2000" و"رافال" و"أف 16"، ومشاركة 1500 فرد في التدريب، يجعله التدريب الأكبر على الإطلاق في الدولة العبرية.

وعلى الرغم من عدم مشاركة الطائرات الإماراتية في التدريبات، لكن لازار وصف زيارة قائد القوات الجوّية الإماراتية بأنها "مهمّة للغاية"، وعبّر عن أمله في "استضافة القوة الجوّية الإماراتية" في المستقبل.

وفي السياق، وصل قائد القوات الجوّية الإماراتية اللواء الركن إبراهيم ناصر محمد العلوي إلى اسرائيل أمس، حيث اجتمع مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء عميكام نوركين، الذي تحدّث عن "يوم تاريخي ذي أهمّية كبرى" للجيشَيْن.

ويتوقع أن يتوجّه المسؤول الإماراتي إلى قاعدة "عوفدا" لحضور التدريبات العسكرية اليوم. ونوّه رئيس العمليات في سلاح الجوّ الإسرائيلي بأن الإتفاقات التي شهدت تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، ومن بينها الإمارات والبحرين والمغرب، قد "فتحت المجال لمجموعة متنوّعة من الفرص".

وبحسب لازار، فإنّ أهداف تدريبات "العلم الأزرق" تتضمّن مزامنة أنواع مختلفة من الطائرات التي تستخدمها دول مختلفة، لمواجهة الطائرات المسيّرة المسلّحة وغيرها من التهديدات.

هذا وسعت إسرائيل من خلال المناورة إلى دق ناقوس الخطر حول أسطول من الطائرات المسيّرة التي تُرسلها طهران إلى وكلائها في كافة أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن والعراق وسوريا ولبنان. وأشار لازار إلى أن إيران تُركّز على "بناء أسطول من الطائرات بلا طيار".

وتوقع لازار أيضاً أن تعمل الدول المشاركة في التدريبات "في يوم من الأيام" على مواجهة التهديد الإيراني، في حين كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن سلاح الجو الإسرائيلي سيبدأ العام المقبل تدريباته على هجوم محتمل ضدّ إيران.

وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قد توجّه إلى إسرائيل الأحد بالقول: "بدلاً من تخصيص ميزانية بقيمة 1.5 مليار دولار للشرور ضدّ إيران، يجب على النظام الصهيوني التركيز على توفير عشرات الآلاف من المليارات من الدولارات في الميزانية لإصلاح الأضرار الناجمة عن ردّ إيران المدمّر".

نوويّاً، جدّدت الولايات المتحدة التحذير من أنها مستعدّة لاتخاذ "تدابير أخرى" إذا باءت المفاوضات الرامية إلى إنقاذ الإتفاق النووي الإيراني بالفشل، ولكنّها لم تُغلق الباب أمام الديبلوماسية.

وبعد جولة استمرّت أسبوعاً في الخليج وأوروبا، أكد المبعوث الأميركي المكلّف الملف النووي الإيراني روب مالي مجدّداً أن لدى واشنطن "خيارات أخرى" لمنع طهران من حيازة السلاح النووي، وهو تحذير سبق أن أطلقه في منتصف تشرين الأوّل وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي كان قد ألمح ضمناً إلى خيار عسكري.

وقال مالي في تصريح للصحافيين: "سنُواصل الضغط ديبلوماسيّاً حتّى من خلال تدابير أخرى، إذا وجدنا أن الأمر يقتضي ذلك"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن تعتبر أن هذه المشكلة "لا يُمكن حلّها إلّا ديبلوماسيّاً"، وأضاف: "لن نُغلق الباب أبداً أمام الديبلوماسية".

غير أنه رأى في الوقت عينه أن إنقاذ الإتفاق النووي مهمّة تزداد صعوبة، طالما أن الحكومة الإيرانية لم تُقرّر استئناف المفاوضات المعلّقة منذ حزيران، محذّراً من أن هذا "الباب" "لن يبقى مفتوحاً إلى الأبد". لكنّه رفض تحديد مهلة نهائية، لافتاً إلى أن "العدّ التنازلي تقني وليس زمنيّاً". واعتبر أن الإتفاق "سيكون في مرحلة معيّنة قد أصبح بلا معنى، لأنّ إيران ستكون قد حقّقت تقدّماً لا عودة عنه" على الصعيد النووي.

كذلك، أعرب مالي عن أسفه لكون "البعض ينتقدون الولايات المتحدة عند تطرّقها لخطّة بديلة. لكن يبدو أن ما يُطبّق أمام أعيننا حاليّاً هو خطّة بديلة إيرانية تقوم على تأخير المفاوضات وتسريع البرنامج النووي"، فيما يلتقي المفاوض الإيراني في الملف النووي علي باقري هذا الأسبوع المفاوض الأوروبي انريكي مورا في بروكسل، لمناقشة استئناف المحادثات في فيينا.

وفي هذا الصدد، قال المتحدّث باسم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو لوكالة "فرانس برس": "من المقرّر أن يُعقد لقاء بين الرجلَيْن هذا الأسبوع"، ولكن "لا اجتماع مقرّراً مع جوزيب بوريل".