"نحن نستهجن استدعاء رئيس حزب القوات سمير جعجع إلى القضاء"

الراعي يلتقي عون وبري وميقاتي: الحل بصيانة القضاء والقانون والدستور

02 : 00

عون خلال لقائه الراعي (دالاتي ونهرا)

بعدما بلغت الأزمة الداخلية أفقاً مسدوداً أدى إلى تعطيل الحكومة وتعليق عملها، قرر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التحرك على خط الرئاسات الثلاث، والبحث في عمق الاشكالية التي صارت متعددة الجوانب، سياسية وأمنية وقضائية، في محاولة لإيجاد صيغة تعيد الاوكسيجين إلى شرايين الحكومة.

وبالفعل، أعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، أنّ "حل الأزمة موجود ودستوري وينتظر التنفيذ اعتباراً من صباح الغد (اليوم)"، مشيراً إلى أنّ "الحل الذي تم الاتفاق عليه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ينطلق من الدستور ورئيس الجمهورية رحب به ولم يبق الا ان ننتظر ان يبدأ العمل مع المسؤولين".

واعتبر أن "الحل لن يكون بالشارع وبالسلاح وبفرض القوة"، مشدداً على أنه "في حال بدأت الحلول من الممكن الخروج من المأزق المتمثل بتعطيل الحكومة او نتائج الاحداث الاخيرة". واكد أن "السياسة يجب ان تستبق الاحداث وان تعالج المسببات فالامور لا تحل بالشارع انما بالسياسة"، واصفًا السياسة بـ"فن استباق الاحداث".

وكان الراعي بدأ جولته على المراجع الرئاسية الثلاثة، في مواعيد حددت على عجل بين الثالثة والرابعة والخامسة بعد الظهر، من عين التينة بلقاء مع الرئيس نبيه بري. وقد لفت الراعي بعده الى انه "يجب ان نخرج من الواقع الذي نحن فيه، والرئيس بري لديه افكار مهمة للحلول وانا اقبلها وسأعمل عليها، واليوم لا يمكن الا ان نجد الحلول لما نحن فيه كلٌ من موقعه، ولبنان يموت وشعبه يهاجر والمؤسسات تتفكك، واليوم ليس هو المكان المناسب كي اعلن عن الحلول التي تحدث عنها بري، بل ازور شخصاً مسؤولاً وله حلول ورؤية ويعرف اين الطريق للحل".

وقال: "نحن نطالب بأن يكون القضاء حراً ومستقلاً وان لا يكون تحت الضغط". ولفت الى انه "بحث مع بري في التطورات المختلفة وفي موضوع القضاء وتعطيل مجلس الوزراء الذي يفاقم الازمات الاجتماعية والمعيشية".

اضاف : "نحن نستهجن استدعاء رئيس حزب القوات سمير جعجع الى القضاء، ونحن لا نعلم معطيات القضاء لهذا الاستدعاء، وهل اذا ذهب انصار او اعضاء من حزب معين وقتلوا او اي شيء آخر، هل نستدعي رئيس الحزب؟ واكد انه لا يستطيع الحكم لانه لا يملك معطيات وهو فقط عبّر عن استهجانه". واكد أنّ "هناك خريطة طريق للحلول ولكن لا مقايضة بين حادثة الطيونة وانفجار المرفأ".

كذلك التقى رئيس الحكومة حيث اعتبر بعد اللقاء أنّه "كان من الضروري أن نزور الرئيس ميقاتي حتى نتباحث كمسؤولين، كل من موقعه، عما يمكن القيام به أمام الواقع المر والخطير الذي نمر به، والذي نعرفه جميعاً. هذه الزيارة تلت زيارتي الى دولة الرئيس نبيه بري حيث قلت في تصريح "بأننا طرحنا تصورنا وموقفنا سواء مع الرئيس بري أو الرئيس ميقاتي، ونحن متفقون على الحلول نفسها إنطلاقا من الدستور والقوانين، ولذلك فإن الواقع الذي نحن فيه اليوم يحل كليا بالعودة الى الدستور".

وتابع: "من هذا المنطلق أنا سعيد أن أعود مطمئن البال بأننا لسنا في غرفة مقفلة من دون أبواب، فهناك باب للحل ويجب بالإرادة الطيبة وروح المسؤولية أن يجري العمل بهذا الحل كي تستعيد البلاد الحياة، فلا يمكن لمجلس الوزراء أن يستمر معطلاً وغير قادر على الإجتماع للأسباب المعروفة، ولا يمكن أيضا أن تستمر الأزمة المالية والإقتصادية والمعيشية كما هي، كذلك نحن تجاه الرأي العام العالمي لا يمكن أن نستمر على هذه الحال، مع دولة معطلة يوماً بعد يوم".

أضاف: "لقد تباحثنا بكل هذه الأمور، وقد تحدثنا باللغة ذاتها ونحن متفقون على الحل ذاته، ويبقى علينا أن نستمر للوصول الى تنفيذه".

وأمل أن "نصل الى حلول تنتشلنا من هذا المأزق الكبير في كل المواضيع المطروحة اليوم، كل شيء له حل، المهم هو أنه بصيانة القضاء والقانون والدستور كل شيء يحل".