الإحتجاجات مستمرّة ومطار الخرطوم مُغلق

حمدوك في بيته... وأنباء عن إعتقال المهدي

02 : 00

البرهان متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم أمس (أ ف ب)

بينما يستمرّ السودانيّون بالإحتجاج في الشارع على انقلاب "العسكر" على شركائهم المدنيين في السلطة، أُعيد رئيس الوزراء السوداني المُقال عبدالله حمدوك مساء أمس إلى منزله في كافوري، الذي أُحيط بقوّة أمنية كبيرة، فيما رفض مسؤول عسكري سوداني الردّ على سؤال لوكالة "فرانس برس" عمّا إذا كان ذلك يعني الإفراج عنه أم وضعه تحت الإقامة الجبرية.

ومن ناحية ثانية، اعتُقل زعيم حزب "الأمة" القومي السوداني صديق الصادق المهدي من منزله، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عمّا وصفتها بـ"مصادر عائلية". ولم تكشف الوكالة تفاصيل في شأن عملية الإعتقال أو معلومات أخرى بخصوص الوجهة المفترضة لزعيم الحزب. علماً أن الحزب دان بأقوى العبارات "الإنقلاب والإعتقالات".

وأُعيد حمدوك إلى منزله تحت وطأة الأصوات التي تعالت في الداخل والخارج للمطالبة بالإفراج عنه، بعدما كشف قائد الجيش الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر صحافي أمس أن حمدوك الذي أوقف الإثنين متواجد معه في منزله.

وفي هذا الصدد، قال البرهان: "رئيس الوزراء موجود معي في المنزل وليس في مكان آخر... خشينا أن يحدث له أي ضرر"، متعهّداً بأن حمدوك سيعود إلى منزله "متى استقرّت الأمور وزالت المخاوف". لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى "الإفراج الفوري" عن حمدوك، معرباً عن أسفه لتعدّد الإنقلابات و"الإقصاء الكامل" الذي ينتهجه العسكريون.

كذلك، ندّد الاتحاد الأوروبي بالإنقلاب وهدّد بتعليق مساعدته المالية في حال لم يُعد العسكريون السلطة فوراً إلى الحكومة المدنية. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريح باسم الدول الـ27 الأعضاء في التكتل: "هذه المحاولة لتقويض الإنتقال نحو الديموقراطية في السودان، غير مقبولة"، محذّراً من أنّه "إذا لم يُعد الوضع فوراً إلى ما كان عليه، ستكون هناك تداعيات خطرة لإلتزام الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دعمه المالي" للسودان.

من جهتها، دعت دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج) في بيان، سلطات الأمن في السودان، إلى "الإفراج الفوري عمَّن احتجزتهم بشكل غير قانوني"، معتبرةً أن "تصرّفات الجيش تُمثل خيانة للثورة والعملية الإنتقالية والمطالب المشروعة للشعب السوداني".

توازياً، نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والإعلام السودانية المنحلّة على موقع "فيسبوك" بياناً يُفيد بانشقاق سفراء السودان في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإعلان رفضهم الإنقلاب. وكانت رابطة سفراء السودان قد أكدت في بيان أنها "تقف بين صفوف منظمات الحرّية والتغيير المهنية والنقابية والحزبية لإعلان الإضراب السياسي العام في كلّ مرافق الدولة حتّى تعود الأوضاع إلى طبيعتها".

وفي الخرطوم، أغلقت جميع المحال أبوابها في العاصمة، باستثناء المخابز وبعض محال البقالة، فيما قطع متظاهرون في بعض أنحاء العاصمة طرقاً وأحرقوا إطارات احتجاجاً، وحملوا الأعلام السودانية، وهتفوا: "لا لحكم العسكر" و"ثوار أحرار حنكمّل المشوار"، بينما قطع الجيش جسوراً تربط الخرطوم بمناطق مجاورة مثل أم درمان وبحري.

وأطلقت قوات الأمن مساء أمس غازات مسيّلة للدموع لتفريق متظاهرين مناهضين للعسكريين كانوا يُغلقون شارعاً رئيسيّاً في منطقة بري في شرق الخرطوم. وحاولت قوات الأمن إزالة متاريس من الحجارة وجذوع الشجر وضعها المتظاهرون لغلق الشارع، إلّا أن الثوّار أعادوها مرّة أخرى، مؤكدين أنّهم لن يُغادروا الشوارع حتّى تعود الحكومة المدنية.

تزامناً، تقرّر تعليق جميع الرحلات من مطار العاصمة السودانية الخرطوم وإليه حتّى يوم 30 تشرين الأوّل، بحسب ما أعلن مدير الطيران المدني إبراهيم عدلان. ويقع مطار الخرطوم في وسط العاصمة السودانية، حيث يُغلق المتظاهرون والجنود معظم الطرق. ويفصل سور حديدي المطار عن الشوارع الرئيسية للخرطوم.