إحتجاج في ساحة الشهداء وإمرأة تهدّد بإحراق ابنتيها

01 : 05

من صرخات المحتجين: "بدنا دولة عدالة اجتماعية وحريات عامة" (فضل عيتاني)
حركة احتجاجية متواضعة شهدها الشارع اللبناني أمس. لم ينضوِ المحتجون تحت سقف خطاب سياسي أو مطلبي يجمعهم، كان واضحاً غياب تنسيق الخطوات والرؤية. تجمّعوا، حملوا لافتات، وعلى وقع الأناشيد والاغاني الوطنية اعترضوا ثم تشتتوا منقسمين. بدوا قلة، لكنهم صمدوا في ساحة الشهداء على أمل أن تزداد أعدادهم. قدر التحركات المطلبية في لبنان لا يركن إليها ولو شكل تحرك يوم أمس والذي سبقه بقعة أمل باليوم الذي ينتفض فيه المواطنون في وجه جشع الطبقة الحاكمة التي لا تتوقف عن إفقارهم ونهب مقدرات البلد.

نفّذ عشرات المواطنين تظاهرة في ساحة الشهداء احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الراهنة في لبنان. وبث المتظاهرون الأناشيد والاغاني الوطنية عبر مكبرات للصوت، في حضور كثيف للقوى الأمنية، ورفعوا الاعلام اللبنانية وأغصان الزيتون ولافتات كتب عليها "نازلين نتظاهر ضد اللي حكمونا من التسعينات لليوم ومصوا دمنا وسرقوا خيرات بلادنا وأفقروا شعبنا وغربوا ولادنا وبعدن عم ينهبوا المال العام"، "نازلين نتظاهر ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد"، "بدنا دولة عدالة اجتماعية وحريات عامة"، "بدنا حرية الرأي والتعبير بدل من سياسات كمّ الافواه"، "نازلين كرمال نسترد الدولة المنهوبة ونحاسب مافيا السلطة".

وكانت التظاهرة التي دعت اليها مبادرة "وعي" انطلقت قبل الظهر من ساحة الشهداء ثم انتقلت الى ساحة رياض الصلح، أمام مدخل السراي الحكومي، وسط حضور أمني كثيف.

ودعا المنظمون المواطنين الى أن يطلقوا صرختهم في وجه السلطة، وأجمعت الكلمات المقتضبة على "وقف الهدر والسرقات وتجويع الناس والفساد المستشري في كل القطاعات، وعلى وجوب أن يتحمل الناس مسؤولياتهم ويتوقفوا عن انتخاب المسؤولين الذين اثبتوا فشلهم الذريع"، ودعت الوسائل الاعلامية كافة الى إيصال صرختهم، وطالبوا بـ"استقالة المسؤول الفاشل من عمله ليحل مكانه الموظف الناجح والنظيف الكف"، مستنكرين "انتفاع الجمعيات والهيئات والمراكز الوهمية من مليارات الليرات من دون حسيب أو رقيب، وهذا يدخل ضمن الهدر والفساد الكبيرين في قطاعات الدولة".

بعد وصولهم إلى ساحة رياض الصلح، ووقوفهم أمام السراي، ألغى المتظاهرون فكرة التوجه نحو مصرف لبنان. وبعد التشاور بين مسؤولي الحراك ولمزيد من التنسيق، قرروا أن يتم الإعلان عن التحرك المقبل بعد بضعة أيام.

إلا أن قسماً من المشاركين قرر السير بتظاهرة نحو مصرف لبنان، ولدى وصولهم عمدت القوى الأمنية إلى منعهم من قطع الطريق، فتشتتوا بعدما قرروا العودة إلى ساحة رياض الصلح.

وعززت القوى الامنية ومخابرات الجيش ومكافحة الشغب تواجدها على مداخل السراي الكبير ومجلس النواب، مستقدمة تعزيزات اضافية، من دون أن تحصل أية احتكاكات بين المتظاهرين والقوى الأمنية حتى الساعة.

هدّدت بحرق ابنتيها

وكان قسم من المعتصمين في ساحة الشهداء توجه الى السراي الحكومي بعدما هدّدت إمرأة بحرق ابنتيها بسبب رفض مدرسة بلال فحص في الجنوب إدخال اولادها الى المدرسة بسبب عدم قدرتها على دفع القسط المدرسي، وأكدت أنه في حال عدم حل مشكلتها بإدخال ابنائها الخمسة الى المدرسة فانها ستلجأ الى احراق ابنتيها امام السراي الحكومي، وتوجهت إلى الرؤساء الـ 3 بالقول "يحطو الكاميرا ويشوفوا"...

وشاركت النائبة بولا يعقوبيان في التظاهرة واعتبرت "ان السلطة حتى اليوم فاشلة ولم تحقق أي إنجاز يذكر، إذ أصبحنا في نصف العهد ولا اصلاح او تغيير". وتابعت القول: "إن القوى السياسية مسؤولة عما وصلنا اليه من انهيارات ومحاصصات ومافيات"، مؤكدة أننا "سنظل ننزل لنتظاهر حتى تغيير كل هذا التعتير الذي تعيشه الناس، وسط لامبالاة السلطة". وأضافت: "أنا هنا لأقوم بمصلحة الناس فالنائب هو موظف للناس ولمصلحة الناس". وغادر المتظاهرون الساحة بعد الظهر وأكدوا فضّ الاعتصام بشكل رسمي.

وكانت فاجعة أليمة فاجأت المتظاهرين، حيث قضت الناشطة في المجتمع المدني نادين جوني في حادث سير مروع فجر أمس على طريق الدامور، أثناء توجهها للمشاركة في تظاهرة.