طوني فرنسيس

لو أبقت المنظومة على ممثّليها المباشرين!

28 تشرين الأول 2021

02 : 00

لم يتبقّ لحكومة الإختصاصيين ما يسترها وأوراق التين التي تسربلتها تساقطت بسرعةِ الصوتِ الأول الذي ارتفع في اجتماعها الثاني وفي اطلالات بعض عناصرها الاعلامية هنا وهناك.

ومع انه لا يجوز التعميم، ففي الحكومة أشخاص يملأون مواقعهم بجدارة وتقترب مواصفاتهم من الصيغة التي جرى تداولها إثر الانهيار والانفجار والانتفاضة، عن ضرورة الإتيان بإختصاصيين مستقلين الى الحكومة المنشودة، فإن الأيام الأولى والإجتماعات الأولى والمواقف الأولى أظهرت فداحة ما ارتكبه التحالف المهيمن على عملية التشكيل والإختيار.

احد الوزراء إعترف وبراءة الأطفال في عينيه، بأنه طُلب إليه أن يزور رئيس كتلة نيابية قبل أن تتم توليته المنصب. ولنا ان نتوقع حصول مثل ذلك مع آخرين. أي ان قيادات المجموعة الحاكمة بأمر الله انتقت كل هؤلاء الذين تمت تسميتهم بالمستقلين ليمثلوها في حفلة تنكرية كان يمكن تفاديها.

فلا لزوم لبذل الجهد التنكري اذا كان القناع سيسقط عند الخطوة الأولى في رقصة المسؤولية، وكان الأجدى الإبقاء على الوجوه المعروفة نفسها لتنطق بما تراه مناسباً فتوفر الوقت والجهد في التفسير والتبرير ولملمة الأخطاء. لكن التنكر هو الوعد الوحيد الذي وفت به المجموعة تجاه الفرنسيين والمجموعة الدولية والعربية. وهي اعتبرت انه بذلك تستجيب ايضاً لمطلب داخلي عارم بالتغيير والتجديد، لكن تبين ان الصناعة التايوانية ستبقى في مرتبتها المتخلفة عن الأصل، وفي ذلك إعتراف ضمني بفشل لم يرقَ بعد الى مرتبة الإعتراف.

وزراء كُثر في الحكومة اصبحوا وزراء ليس لما سيفعلونه بل لما فعلوه سابقاً ومنهم الوزير الذي سبق أقرانه في اختيار الرئيس بشار الأسد شخصية العام، واعتباره الحوثيين يخوضون حرباً وطنية عظمى.

وآخرون باتوا وزراء لأنه طلب اليهم ببساطة ان يكونوا الصدى لصوت سيدهم كذلك الوزير الذي قرر تعطيل مجلس الوزراء.

يقيناً، لو ابقت المنظومة على ممثليها المُعلنين، ربما لم تكن الأمور وصلت الى هذا الدرك، فعلى الأقل تعلّم هؤلاء من معلميهم الأبديين آداب المخاطبة في ظروف احتدام المعركة، وفنون العراك تحت سنابك المصالح، وكلهم تخرجوا من مدرسة "الامتياز في فن الانتهاز".


MISS 3