تايبيه تعمل على تعزيز روابطها التجاريّة مع دول أوروبّية

رئيسة تايوان تؤكد وجود قوّات أميركيّة في الجزيرة

02 : 00

القيادة التايوانيّة تتحضّر للأسوأ مع بكين (أرشيف - أ ف ب)

في موقف لافت، أكدت رئيسة تايوان تساي إنغ وين وجود عدد صغير من القوات الأميركية في الجزيرة للمساعدة في التدريبات العسكرية، مشيرةً إلى أنه لديها "ملء الثقة" بأن الجيش الأميركي سيُدافع عن البلاد في حال تعرّضها لهجوم صيني، بينما استدعت تصريحاتها انتقاداً حاداً وإن كان متوقعاً من بكين التي اتهمت الولايات المتحدة بالسعي إلى "إثارة المشكلات"، مؤكدةً أنها "تُعارض بشدّة" أي اتصالات رسمية أو عسكرية بين واشنطن وتايبيه.

ووصفت تساي خلال مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، تايوان، بأنها "منارة" إقليمية للديموقراطية تُواجه بلداً مجاوراً استبداديّاً عملاقاً، لافتةً إلى أن التهديد الصيني يتزايد "كلّ يوم". ولدى سؤالها عن عدد القوات الأميركية الموجودة في تايوان، أجابت تساي: "ليس العدد الذي يعتقده الناس"، مضيفةً: "لدينا تعاون واسع النطاق مع الولايات المتحدة بهدف زيادة قدرتنا الدفاعية".

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت واثقة من أن الولايات المتحدة ستُساعد في الدفاع عن تايوان إذا لزم الأمر في مواجهة الصين، أجابت تساي: "لدي ملء الثقة" في ذلك، فيما كان مسؤول في البنتاغون قد أكّد في وقت سابق من الشهر الحالي لوكالة "فرانس برس" ووسائل إعلام أخرى وجود قوات أميركية في الجزيرة.

لكن تصريحات تساي هي المرّة الأولى التي يُقرّ فيها زعيم تايواني بهذا الأمر علناً منذ مغادرة آخر حامية عسكرية أميركية في العام 1979، عندما حوّلت واشنطن الاعتراف الديبلوماسي إلى بكين. كما عرضت تساي مجدّداً إجراء محادثات مع الرئيس الصيني من أجل "تقليل سوء التفاهم"، و"معالجة الاختلافات في نظامَيْهما السياسيَّيْن"، وهو أمر رفضته السلطات الشيوعية في بكين حتّى الآن.

وخلال حديث مع نواب الخميس، أوضح وزير الدفاع التايواني تشيو كيو تشنغ أنّ هناك تواصلاً منذ فترة طويلة بين القوات الأميركية والتايوانية. وقال: "لدينا تبادل أفراد وسيكون (الجنود الأميركيون) هنا من أجل تعاون عسكري، لكن ذلك يختلف، بحسب تعريفي، عن وجود "قوات متمركزة" هنا". وخلال قمّة شرق آسيا الافتراضية التي عُقِدَت الأربعاء وحضرها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، وبّخ الرئيس الأميركي جو بايدن بكين في شأن تحرّكاتها قرب تايوان، وقال إنّ الولايات المتحدة "تشعر بقلق كبير إزاء الإجراءات القسرية والاستباقية للصين عبر مضيق تايوان"، محذّراً من أن مثل هذه التحرّكات "تُهدّد السلام والإستقرار الإقليميَّيْن".

تزامناً، يزور وزير الخارجية التايواني جوزيف وو جمهورية التشيك وسلوفاكيا هذا الأسبوع استجابةً لدعوة سياسيين محلّيين، وهي رحلة انتقدتها بكين. ومن المقرّر أن يُسافر إلى روما نهاية الأسبوع الجاري، في حين ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أنه يعتزم أيضاً زيارة بروكسل. وقالت ناطقة باسم الاتحاد الأوروبي لصحيفة "بوليتيكو" إنّها "على علم بالزيارة التي ستكون غير سياسية"، مضيفةً: "نحن نتعامل مع تايوان حتّى في غياب اعتراف ديبلوماسي"، بينما رفضت وزارة الخارجية التايوانية التعليق على التقارير التي تُفيد بزيارة الوزير بروكسل. ووقّع وفد تايواني يضمّ 66 عضواً 18 بروتوكول تعاون مع سلوفاكيا والجمهورية التشيكية وليتوانيا. وينصبّ تركيز تايوان في هذه المنطقة التي كانت ضحية قمع الشيوعية السوفياتية، على الابتكار الصناعي والبحث والتطوير وقطاع الفضاء والأمن السيبراني.

وعلى صعيد آخر، اعتبرت بكين أن حظر الولايات المتحدة "تشاينا تيليكوم" في البلاد لأسباب تتعلّق بالأمن القومي "قمع خبيث لشركة صينية"، محذّرةً من أن هذا الأمر سيُلحق ضرراً بالعلاقات بين البلدَيْن.


MISS 3