"غسل قلوب" بين بايدن وماكرون في روما

02 : 00

بايدن وماكرون يفتحان صفحة جديدة في العلاقات بين بلدَيْهما (أ ف ب)

بعد "أزمة الغوّاصات" التي هزّت العلاقة المتينة بين الحليفَيْن، ظهرت المصالحة الأميركية - الفرنسية جليّة في روما أمس بعد لقاء "غسل قلوب" بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مع مصافحات ودية متكرّرة وبسمات عريضة ومصارحة سياسية وتصريحات حول شراكتهما الجيوستراتيجية.

وقال بايدن: "ما قمنا به لم يكن ملائماً ولم يكن على قدر كبير من اللياقة"، في أوضح إقرار أميركي بالندم على ما حصل. وأضاف الرئيس الديموقراطي متوجّهاً إلى الصحافيين إلى جانب نظيره الفرنسي في فيلا بونابرت، مقرّ السفارة الفرنسية في الفاتيكان، أن فرنسا "شريك بالغ الأهمّية" لبلاده وأقدم حليف لها.

وأقرن القول بالفعل مصافحاً ماكرون مرّتَيْن أمام الكاميرات، بعد مصافحة حارة وابتسامات لدى استقباله عند مدخل السفارة، فيما رحّب الرئيس الفرنسي بـ"قرارات ملموسة" اتُّخذت أو أُعلنت منذ بدء الأزمة في منتصف أيلول، ما يسمح ببدء "عملية الثقة" بين البلدَيْن، وقال: "أوضحنا ما ينبغي توضيحه... ينبغي الآن التطلّع إلى المستقبل".

وأوضح ماكرون أن المستقبل يشتمل على قرارات مشتركة "ملموسة جدّاً تدعم التحرّكات والمبادرات المشتركة"، حول المناخ والدفاع والابتكار، معتبراً أن على البلدَيْن أيضاً "توفير توضيحات ضرورية حول السيادة والدفاع الأوروبّيَيْن"، فيما استمرّ اللقاء الثنائي بينهما الذي انضمّ إليه وفدا البلدَيْن لاحقاً، ساعة ونصف الساعة تقريباً.

وتتطلّع فرنسا خصوصاً إلى دعم أميركي واضح لمشروع المنظومة الدفاعية الأوروبّية المشتركة. وتُريد باريس أيضاً دعماً أكبر في عمليات التدخل العسكري الهادفة إلى مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل. وقد أشاد ماكرون بالإجراءات الملموسة الأولى التي اعتمدتها الولايات المتحدة على الأرض.

وقبل الرئيس الفرنسي، التقى بايدن الساعي إلى تعزيز تحالفات الولايات المتحدة الأوروبّية، رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. وخلال هذا اللقاء، شدّد الزعيمان على ضرورة "تطوير الدفاع الأوروبي"، بحسب ما أعلنت الحكومة الإيطالية.

كذلك، عقد بايدن اجتماعاً مطوّلاً بشكل غير معتاد مع البابا فرنسيس في الفاتيكان، الذي أوضح أن الاجتماع الخاص استمرّ ساعة وربع الساعة علاوة على 15 دقيقة أخرى لالتقاط الصور وتبادل الهدايا في حضور أعضاء آخرين من الوفد المرافق، من بينهم جيل، عقيلة بايدن.

وأشار الفاتيكان أيضاً إلى أنهما ناقشا سُبل "الحفاظ على كوكب الأرض وقضايا الرعاية الصحية والوباء واللاجئين والمهاجرين وحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك حرّية الاعتقاد".

من جانبه، كشف البيت الأبيض أن بايدن وجّه الشكر للبابا على "دفاعه عن فقراء العالم وجميع الذين يُعانون من الجوع و(من ويلات) الصراعات والاضطهاد". كما أشاد بايدن بـ"الدور القيادي للبابا في مكافحة أزمة المناخ، فضلاً عن دعواته الى القضاء على الجائحة بالنسبة للجميع، عبر تبادل اللقاحات وإلى انتعاش اقتصادي عالمي بصورة منصفة وعادلة".

وتأتي هذه اللقاءات عشية قمّة "مجموعة العشرين" التي تُنظّم في روما برئاسة إيطاليا اليوم وغداً. ويُفترض أن تُعلن القوى العظمى خلال هذه القمة إتفاقاً حول ضريبة دنيا تُفرض على الشركات الدولية، لكن ثمّة شكوكاً متواصلة حول إمكان إعلان تعهدات قوية في شأن المناخ قبل انعقاد مؤتمر الأطراف "كوب26" في غلاسكو في اسكتلندا الأسبوع المقبل.


MISS 3