مؤتمر المناخ: حشد دولي لـ"إنقاذ البشريّة"!

02 : 00

دردشة جانبيّة بين بايدن وجونسون خلال مؤتمر "كوب 26" في غلاسكو أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي تتصاعد فيه تحذيرات الخبراء حول العالم من مخاطر الإحترار المناخي، اجتمع أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو أمس للمشاركة في القمّة التي تستمرّ يومَيْن والتي تُعتبر حاسمة لوضع خريطة طريق لتجنّب كارثة بيئيّة قد تُهدّد مستقبل البشرية على الأرض، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤتمر المناخ "كوب26" إلى "إنقاذ البشرية".

وبينما اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال افتتاح القمة أنها "الفرصة الأخيرة وعلينا التحرّك حالاً"، محذّراً من تفجّر غضب شعبي "لا يُمكن احتواؤه" في حال فشلت القمة في تحقيق المنشود، رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن العصر الحالي لكارثة المناخ يُمثل "نقطة انعطاف في تاريخ العالم"، معتبراً أن الوقت حان للتصرّف، إذ إنّ "العالم يُواجه تهديداً وجوديّاً بسبب التغيّر المناخي".

كما اعتبر جونسون أنه إذا فشل الزعماء في تحقيق الهدف، فإنّ الأجيال التي لم تولد بعد "لن تُسامحنا"، وقال: "سيحكمون علينا بمرارة وبامتعاض يطغى على نشطاء المناخ اليوم، وسيكونون على حق"، في حين اعتبر بايدن أن الاستجابة لأزمة المناخ يجب أن يُنظر إليها على أنها فرصة لاقتصادات العالم.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدول التي تُسجل أكبر انبعاثات لثاني أكسيد الكربون والمتأخرة في التزاماتها إلى "رفع طموحاتها خلال الأيام الخمسة عشر" لمؤتمر "كوب26". لكن التوقعات المتوخاة من القمة تراجعت بسبب غياب عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينها الرئيس الصيني شي جينبينغ، الذي لم يُغادر بلاده منذ ظهور الوباء، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كذلك، ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته لأسباب "أمنية" لم تُحدّد. ويرى مراقبون أن النقاشات في قمّة غلاسكو المتواصلة حتّى 12 تشرين الثاني لن تكون سهلة، إذ قدّمت معظم الدول بالفعل خططها لخفض الانبعاثات المعروفة باسم "المساهمات المحدّدة وطنيّاً" قبل "كوب26". لكن في حال بقاء الإلتزامات على حالها، فإنّها ستؤدّي إلى "احترار كارثي" بمقدار 2.7 درجة مئوية، وفق الأمم المتحدة.

وشنّت الولايات المتحدة هجوماً على الصين أمس، بحيث اعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان أن موقف بكين "محيّر" بخصوص احتواء التغيّر البيئي، وقال: "لن تكون الصين ممثلة على مستوى قائد البلاد في مؤتمر "كوب26" ولديها واجب تعزيز طموحاتها ونحن نمضي قدماً".

وبعدما كان كثيرون ينتظرون خطاب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أعلن الأخير أن الهند حدّدت لنفسها هدفاً لتحييد أثر الكربون بحلول العام 2070. وستُراقب خطابات أكثر من 100 زعيم عن كثب، خصوصاً من الناشطين الشباب الذين توجّهوا إلى اسكتلندا عبر القطار، رغم العقبات الماثلة جرّاء الوباء.

واصطفّ الآلاف من المندوبين حول المبنى لحضور القمّة، في ظلّ إجراءات أمنية مشدّدة في وسط المدينة المغلق. وفي الشوارع المجاورة لمقرّ انعقاد القمة، تظاهر محتجون لمواصلة الضغط على المندوبين.

وعلى صعيد آخر، ورغم الإبتسامات الودية في قمّتَيْ "مجموعة العشرين" و"كوب26"، تستمرّ المواجهة بين فرنسا وبريطانيا حول الصيد البحري، وقد دعت لندن باريس إلى سحب تهديداتها بفرض عقوبات عليها اعتباراً من منتصف ليل الإثنين.

وكشف مصدر ديبلوماسي لوكالة "فرانس برس" أن "اجتماعات جارية"، مؤكداً إجراء مفاوضات مكثفة في الكواليس. وفي حال عدم التوصّل إلى تسوية، ستلجأ الحكومة البريطانية إلى آلية تسوية النزاعات بموجب إتفاق التجارة لما بعد "بريكست" لطلب "تدابير تعويضية". وحذّرت لندن من أنها تستعدّ أيضاً لتعزيز الرقابة على قوارب الصيد الأوروبّية.