هجوم انتحاري يهزّ مستشفى كابول العسكري

02 : 00

عناصر من "طالبان" يحرسون مستشفى كابول العسكري أمس (أ ف ب)

في مذبحة دموية جديدة، قُتِلَ نحو 20 شخصاً وأُصيب 50 آخرون بجروح أمس في هجوم نفذه انتحاري ومسلّحون آخرون استهدف مستشفى كابول العسكري الوطني، وسط تصاعد العنف في أفغانستان بين حركة "طالبان" الحاكمة وتنظيم "داعش" الإرهابي.

ولم تتبنَّ أي جهة على الفور الهجوم الذي حصل في وسط كابول، لكن الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد حمّل مباشرةً تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية، معتبراً أن "متمرّدي هذا التنظيم أرادوا استهداف مدنيين وأطباء ومرضى في المستشفى"، وأشار إلى أن قوات "طالبان" صدّت الهجوم خلال 15 دقيقة. كما كشف مجاهد أنه تمّ إنزال "قوّات خاصة" تابعة لـ"طالبان" على سطح المستشفى بواسطة إحدى المروحيات التي استولت عليها الحركة من الحكومة السابقة التي كانت تدعمها الولايات المتحدة، فيما أفاد مسؤولون بأن الهجوم بدأ عندما فجّر انتحاري عبوته قرب مدخل مستشفى سردار محمد داود خان العسكري الذي اقتحمه مسلّحون وراحوا يُطلقون النار.

ولاحقاً، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليّته عن الهجوم، بينما نفت "طالبان" مسؤوليّتها. غير أن ناجين قالوا لوكالة "فرانس برس" إن المهاجمين هتفوا "عاشت طالبان" بلغة الباشتون وهاجموا كلّ العنابر، باستثناء جناحَيْن في الطابق الأوّل في المستشفى، حيث كان يُعالج مرضى "طالبان".

وفي المقابل، أكد مسؤول من الفريق الإعلامي لـ"طالبان" مقتل جميع المهاجمين، موضحاً أن الهجوم انتهى قبل الرابعة والنصف بعد الظهر (12:00 ت غ). وهرع مقاتلون من "طالبان" بسرعة إلى المكان في ناقلات جند مدرّعة وشاحنات صغيرة، فيما دوّت صافرات سيارات الإسعاف التي شوهدت تنطلق مسرعة نحو الموقع.

كذلك، أُغلقت الطرق القريبة من "المنطقة الخضراء" الشديدة التحصين، حيث توجد مباني العديد من السفارات الغربية السابقة، أمام حركة المرور، وكثف حرّاس "طالبان" من عمليات البحث والتدقيق.

وعلى مدى 20 عاماً، خاضت "طالبان" تمرّداً ضدّ الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة. ومنذ سيطرتها على البلاد، تُحاول تحقيق الإستقرار في أفغانستان التي شهدت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإعتداءات الدموية التي تبنّاها الفرع المحلّي لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وتعرّض المستشفى الذي يُعالج الجرحى من كلّ من "طالبان" وقوات الأمن الأفغانية السابقة، لهجوم في العام 2017 عندما قتل مسلّحون متنكّرون بزيّ طواقم طبّية ما لا يقلّ عن 30 شخصاً خلال حصار استمرّ ساعات. وانتقل المسلّحون آنذاك من غرفة إلى أخرى، فقتلوا من فيها وانقضّوا على ضحاياهم بالسكاكين عندما نفدت منهم الذخيرة.


MISS 3