"رسالة دعم" أوروبّية قويّة لتايوان

02 : 00

تساي خلال استقبالها رئيس وفد البرلمان الأوروبي في تايبيه أمس (أ ف ب)

وصف رئيس وفد البرلمان الأوروبي الرسمي، الذي يزور تايوان، أمس، الديموقراطية التايوانية بأنها "كنز ينبغي حمايته"، متعهّداً الوقوف إلى جانب الجزيرة في وقت بلغ التوتر بين بكين وتايبيه أعلى مستوى له منذ سنوات.

ويقود الوفد النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي رافايل غلوكسمان، وهو أحد أبرز المنتقدين للصين وكان من بين 5 مشرّعين فرضت بكين عقوبات عليهم في آذار. ووصف غلوكسمان ديموقراطية تايوان بأنها "كنز يجب على جميع الديموقراطيين في كافة أنحاء العالم أن يعتزّوا به ويحموه".

وبينما التقى الوفد برئيسة تايوان تساي إنغ ون، قال غلوكسمان: "جئنا إلى هنا برسالة بسيطة للغاية وواضحة للغاية... لستم وحدكم"، مشدّداً على أن "أوروبا تقف معكم في الدفاع عن الحرّية والدفاع عن سيادة القانون والكرامة الإنسانية"، وحضّ الاتحاد الأوروبي على تكثيف التعاون مع تايوان.

وتابع غلوكسمان: "حان الوقت لنا في الاتحاد الأوروبي لإظهار بأنّنا في القارب ذاته... نحتاج الأسبوع المقبل إلى جدول أعمال ملموس يشمل لقاءات وخطوات عالية المستوى" لبناء شراكة بين الاتحاد الأوروبي وتايوان.

بدورها، شكرت تساي على "تويتر" الوفد، قائلةً إنّ الشراكة الأوروبّية - التايوانية "ستُساعدنا على التعامل بشكل أفضل مع هذه التهديدات المشتركة وحماية قيمنا الديموقراطية المشتركة".

وفي المقابل، أعرب مكتب الشؤون الخارجية التابع للصين عن "عدم الرضا الشديد والمعارضة الحازمة" للزيارة، معتبراً أن على أعضاء البرلمان الأوروبي "فهم تعقيدات وحساسية قضية تايوان بشكل كامل والامتثال لإلتزام الاتحاد الأوروبي بمبدأ الصين الواحدة... وحماية الأسس السياسية لتنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".

وردّت بكين أيضاً على التصريحات الصادرة عن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية مارك ميلي الأربعاء، والتي شدّد فيها على أنّه لدى واشنطن "القدرة التامة على الدفاع عن تايوان"، محذّرةً من أنّه "على أي كان ألّا يستخفّ بعزم الصين الحازم ورغبتها في الدفاع عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها". وتابعت: "لن نسمح لأي شخص أو قوّة بانتزاع تايوان من حضن البلد الأم بأي طريقة كانت".

وسبق لبعثة الصين لدى بروكسل أن حذّرت قبل مغادرة وفد البرلمان الأوروبي، من أن زيارة نواب البرلمان الأوروبي إلى تايوان ستؤدّي إلى "الإضرار بمصلحة الصين الأساسية وتُقوّض تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي".

وردّت السلطات الشيوعية في بكين بغضب على سفر مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي إلى تايبيه الشهر الماضي، وزيارات وزير الخارجية التايواني جوزيف وو الأخيرة إلى سلوفاكيا وجمهورية تشيكيا.

وتُطالب الصين بضمّ تايوان وكثّفت جهودها في السنوات الأخيرة لعزلها على الساحة الدولية، رافضةً أي محاولة للتعامل مع الجزيرة، التي تحظى بحكم ذاتي، على أنها دولة مستقلّة.

وقوبلت عمليات توغل متكرّرة نفّذها سلاح الجو الصيني في منطقة الدفاع الجوّي التايوانية، بموجة تأييد دولي واسعة لتايبيه، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة التي شدّدت على التزامها المتواصل منذ مدّة طويلة بدعم دفاع الجزيرة عن نفسها.


MISS 3