إدانات دولية وعربية لمحاولة اغتياله... و"الأمن القومي الأميركي" يساعد في التحقيق

الكاظمي يتوعّد"دولة العصابات": نعرفكم وسنكشفكم!

02 : 00

الكاظمي مترئساً اجتماعاً أمنيّاً في بغداد أمس (أ ف ب)

على قاعدة "الارتياب المشروع"، سرعان ما اتجهت الأنظار والأصابع أمس نحو اتهام الميليشيات والفصائل المسلحة الموالية لإيران بالوقوف وراء محاولة تصفية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، باعتبار "المسيّرة المفخخة" التي استهدفته إنما تندرج ضمن سياق مترابط المسارات مع مجريات الانقلاب الدموي الحاصل على الأرض ضد نتائج الانتخابات التشريعية، لمحو آثار ما أفرزته من نكسة لها على امتداد الساحة الوطنية العراقية، فحامت الشبهات سريعاً حول هذه الفصائل تلميحاً وتحليلاً، بينما اكتفى الكاظمي نفسه بالتوجه إلى من حاولوا اغتياله لتحويل العراق إلى "دولة عصابات" بالقول: "نعرفكم جيداً وسنكشفكم"!

فبعد يومَيْن على المواجهات الدموية المفتعلة بين القوى الأمنية ومناصرين لفصائل مسلّحة موالية لإيران حاولوا اقتحام "المنطقة الخضراء" المحصّنة في وسط العاصمة، اعتراضاً على نتائج الإنتخابات النيابية التي خسروها بشكل مدوّ، وبعدما كان رئيس الوزراء العراقي هدفاً صريحاً لحملة سياسيّة وإعلاميّة شعواء من قبل تلك الفصائل التي اتّهمته بتزوير الإنتخابات، نجا "رجل المخابرات" المحنّك من محاولة فاشلة لاغتياله بواسطة "طائرة مسيّرة مفخّخة" استهدفت مقرّ إقامته في بغداد فجر الأحد.

وفيما شهدت بغداد استنفاراً أمنيّاً كبيراً يواكب حجم الحدث الأمني الذي أثار استياء واسع النطاق داخليّاً وخارجيّاً، ترأس الكاظمي جلسة للمجلس الوزاري للأمن الوطني الذي توعّد بـ"ملاحقة المعتدين ووضعهم أمام العدالة"، كما قال في بيان، واصفاً الهجوم بـ"الإعتداء الإرهابي" و"الإستهداف الخطر للدولة العراقية على يدّ جماعات مسلّحة مجرمة"، في حين توعّد رئيس الوزراء بملاحقة المرتكبين، مؤكداً أنّه "نعرفهم جيّداً وسنكشفهم". واعتبر أن "هناك من يُحاول أن يعبث بأمن العراق ويُريده دولة عصابات"، بينما نحن "نُريد بناء دولة".

وبينما تلقّى رئيس الوزراء العراقي اتصالات ورسائل دعم من مسؤولين حول العالم، قدّم الكاظمي شكره إلى "قادة وزعماء المنطقة والعالم الذين اتصلوا أو أرسلوا رسائل أو أصدروا مواقف تتضامن مع الدولة العراقية"، كما شكر "كلّ القوى السياسية التي عبّرت عن دعمها لمفهوم الدولة إزاء اللادولة".

توازياً، أكد مصدر أمني رفيع لوكالة "فرانس برس" تشكيل "لجنة تحقيق عليا لمتابعة ملابسات قصف منزل الكاظمي، تضمّ كبار القادة الأمنيين وبرئاسة مستشار الأمن القومي العراقي"، في وقت أوضح مصدران أمنيان أن الهجوم نُفّذ "بثلاث طائرات مسيّرة أسقطت منها قوات حماية رئيس الوزراء الأمنية اثنتَيْن"، فيما انفجرت الثالثة ملحقةً أضراراً بمنزل رئيس الوزراء.

وفي أبرز ردود الفعل، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان ارتياحه لعدم إصابة رئيس الوزراء، مشيداً بالقدرات التي أظهرها كزعيم عبر الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس، ومطالباً بمحاكمة المسؤولين عن هذا الهجوم. وأضاف الرئيس الديموقراطي: "أصدرت أوامر لفريقي للأمن القومي بتقديم المساعدة اللازمة لقوات الأمن العراقية للتحقيق في هذا الهجوم وتحديد المسؤولين".

وفي السياق، تشاور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيّاً مع الكاظمي ليُكرّر له شخصيّاً هذه الإدانة ويعرض الدعم الأميركي للتحقيق. وأورد بيان للخارجية الأميركية أن بلينكن "أكد أن هذا الهجوم هو أيضاً هجوم على سيادة الدولة العراقية واستقرارها".

كذلك، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدّة محاولة اغتيال الكاظمي، داعياً إلى محاسبة مرتكبي هذه الجريمة. كما دعا غوتيريش العراقيين إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ونبذ كلّ أشكال العنف وأي محاولات لزعزعة استقرار العراق"، بينما استنكرت إيران الهجوم، ودعت إلى "اليقظة لإحباط المؤامرات الأمنية".

داخليّاً، كان لافتاً تأكيد زعيم "عصائب أهل الحق" التي تدور في فلك طهران، قيس الخزعلي، "ضرورة التحقق من الإنفجار الذي حصل في منزل الكاظمي" من قبل "لجنة فنية متخصّصة وموثوقة للتأكد من حيثياته"، مضيفاً: "إذا لم يكن انفجاراً عرضياً... فإنّنا نُدين هذا الفعل بكلّ صراحة"، بينما دان زعيم تحالف "الفتح" الممثل للحشد الشعبي الذي خسر ثلث عدد نوابه في البرلمان، هادي العامري في بيان، "بشدّة الاستهداف الذي حصل... لمنزل رئيس الوزراء"، داعياً الى "محاسبة أيّاً كان" من يقف وراءه.


MISS 3