واشنطن لن تدعم تطبيع العلاقة مع "ديكتاتور وحشي"

وزير خارجيّة الإمارات في دمشق

02 : 00

الأسد خلال استقباله عبدالله بن زايد في دمشق أمس (سانا)

في أوّل زيارة لمسؤول إماراتي رفيع إلى دمشق منذ عقد، تُعبّد الطريق أمام سوريا للعودة إلى جامعة الدول العربية، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد آل نهيان أمس.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن الأسد استقبل عبدالله بن زايد على رأس وفد. وجرى خلال اللقاء "بحث العلاقات الثنائية بين البلدَيْن الشقيقَيْن، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، خصوصاً في القطاعات الحيوية، من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات".

كما نقلت "سانا" عن الأسد تأكيده على "العلاقات الأخوية الوثيقة" بين البلدَيْن. ونوّه بما وصفه "بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات" التي "وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري"، في حين أوضحت وكالة أنباء الإمارات "وام" أن وزير الخارجية أكد خلال اللقاء "حرص دولة الإمارات على أمن واستقرار ووحدة سوريا الشقيقة".

وفي المقابل، انتقدت واشنطن الزيارة، إذ قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس خلال مؤتمر صحافي: "نحن قلقون لورود تقارير عن هذا الإجتماع والإشارة التي يبعث بها"، مضيفاً: "هذا الموضوع غالباً ما تُتاح الفرصة للبحث فيه مع شركائنا المقرّبين في المنطقة، بمن فيهم الإماراتيون، ونحن أبلغنا موقفنا بكلّ وضوح".

وتابع برايس: "هذه الإدارة لن تُبدي أي دعم لجهود تُبذل من أجل تطبيع العلاقة مع بشار الأسد أو تعويمه"، واصفاً الرئيس السوري بأنه "ديكتاتور وحشي". كما دعا "كلّ دول المنطقة إلى أن تأخذ في الاعتبار كلّ الفظاعات التي ارتكبها هذا النظام وبشار الأسد شخصيّاً بحق الشعب السوري خلال العقد الأخير، كما والجهود التي لا يزال يبذلها النظام من أجل حرمان القسم الأكبر من البلاد من المساعدات الإنسانية ومن الأمن".

وشدّد المتحدّث الأميركي على أنّه "لم يطرأ أي تغيير على موقفنا"، معتبراً أن "الأسد لم يقل ما من شأنه تعويم صورته أو ما يوحي بأنه هو أو نظامه غيّر أساليبه". لكنّه أكد أن "اللقاء لم يكن مفاجئاً" لواشنطن.

توازياً، اعتبرت مصر أن العلاقات مع سوريا يجب أن تُستأنف، لكنّها شددت في الوقت عينه على وجوب أن تُعالج دمشق قبل ذلك هواجس على غرار التداعيات الإنسانية للحرب.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري من واشنطن: "نعتقد أنه يجب في مرحلة معيّنة إعادة سوريا إلى الحضن العربي"، مشدّداً على وجوب أن يتزامن ذلك مع خطوات سياسية للحكومة السورية.

وفي مركز "وودرو ويلسون" الدولي للعلماء، اعتبر شكري أنه يتعيّن على سوريا "إظهار اعتدال أكبر في كيفية استعادة ثقة المنطقة ودينامياتها الداخلية".

ومن المقرّر أن يلتقي وزير الخارجية الإماراتي نظيره الأردني أيمن الصفدي في عَمّان اليوم. وتأتي زيارة المسؤول الإماراتي إلى دمشق بعد أكثر من شهر على اتصال هاتفي أجراه الأسد بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، للمرّة الأولى منذ اندلاع النزاع، في مؤشّر الى بداية إنتهاء عزلة دمشق الديبلوماسية مع محيطها العربي.

ومنذ استئناف العلاقات الديبلوماسية بين دمشق وأبوظبي، جرى اتصالان هاتفيان بين الأسد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، فيما أرسلت الإمارات طائرات عدّة محمّلة بمساعدات طبية إلى دمشق منذ تفشّي الوباء.

وفي بداية الشهر الماضي، بحث وزيرا الاقتصاد السوري والإماراتي خلال لقاء على هامش معرض "إكسبو دبي" العلاقات الاقتصادية وضمنها الإتفاق على إعادة تشكيل وتفعيل مجلس رجال الأعمال السوري - الإماراتي، بهدف تشجيع التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدَيْن خلال المرحلة المقبلة.

وفي خطوة لم تكن لتحصل لولا تبدّل في الموقف السعودي، شارك وزير السياحة السوري محمّد مارتيني العام الحالي بدعوة من السعودية في اجتماع للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في الرياض.


MISS 3