طهران تُهدّد مجدّداً بتدمير "النظام الصهيوني"

تمرين عسكري في البحر الأحمر لـ"منع تموضع إيران"

02 : 00

نائب وزير الخارجيّة الإيراني للشؤون السياسيّة علي باقري كني في لندن أمس (أ ف ب)

في أوّل تدريب عسكري من نوعه يُعلن عنه، تقود القوات البحرية الأميركية تمريناً أمنيّاً في البحر الأحمر يجمع قوات إسرائيلية مع قوات إماراتية وبحرينية، في خضمّ التهديدات الإيرانية البحرية المتزايدة في المنطقة. وأوضحت البحرية الأميركية في بيان أنّ "قوات إماراتية وبحرينية وإسرائيلية بدأت (الأربعاء) مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية (الأسطول الخامس) في إجراء تمرين متعدّد الأطراف على عمليات الأمن البحري في البحر الأحمر".

ويشمل التمرين الذي يستمرّ 5 أيّام، تدريباً في البحر على متن سفينة نقل برمائية بهدف التدرّب على "تكتيكات الزيارة والدخول والتفتيش والمصادرة"، بحسب بيان القيادة المركزية، معتبرةً أنه "سيُعزّز قابلية العمل بين الفرق البحرية للقوات المشاركة".

وقال قائد القيادة المركزية البحرية والأسطول الخامس والقوات المشتركة نائب الأدميرال براد كوبر في البيان: "من المُثير رؤية القوات الأميركية تتدرّب مع شركاء إقليميين لتعزيز قدراتنا الأمنية البحرية الجماعية". واعتبر أن "التعاون البحري يُساعد على حماية حرّية الملاحة والتدفق الحر للتجارة، وهما أمران ضروريان للأمن والإستقرار الإقليميَّيْن".

وبالإضافة إلى تعزيز التعاون مع شركاء إقليميين جدد، تهدف التدريبات في البحر الأحمر إلى الحماية من نفوذ طهران ومنع تموضع إيران البحري، بحسب ما أفاد مسؤول في الجيش الإسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويّته لوسائل إعلام عدّة.

وأضاف المسؤول العسكري الإسرائيلي أن هذه التدريبات "ستزيد من تعاوننا وأمننا في البحر، وليس فقط في البحر الأحمر، لأنّنا نُواجه الإرهاب الإيراني الذي تجلّى قبل بضعة أشهر في (ناقلة) ميرسر ستريت"، مشيراً إلى وجود "تهديد" من إيران.

كما اعتبر أن "ترسخ إيران (في المنطقة) لا يحصل فقط عبر المقاتلين الذين يعملون بالوكالة، ولكنه يتمّ أيضاً في البحر"، مشيراً إلى التدريبات الإيرانية مطلع الأسبوع في مضيق هرمز الإستراتيجي.

وشاركت إسرائيل والإمارات في تدريب جوّي في اليونان العام الماضي. كما سافر قائد القوات الجوّية والدفاع الجوّي الإماراتي اللواء ركن إبراهيم ناصر محمد العلوي الشهر الماضي إلى جنوب إسرائيل لمشاهدة "العلم الأزرق"، أكبر مناورة جوّية إسرائيلية.

وفي المقابل، اعتبر قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده أن الطائرات المسيّرة الإيرانية باتت "شوكة في عين" أعداء الجمهورية الإسلامية، وقال: "اليوم، يقول أعداؤنا إنّ علينا التفاوض في شأن الصواريخ والطائرات المسيّرة، التي أصبحت شوكة في أعينهم".

وتطرّق حاجي زاده إلى "التهديدات الإسرائيلية" لإيران، معتبراً أن "النظام الوحيد الذي يتحدّث عن البقاء والوجود هو النظام الصهيوني. لذا، نظام يتحدّث عن وجوده محكوم عليه بالتدمير، ولا يُمكن أن يتحدّث عن تدمير دول أخرى".

ورأى أن التصريحات الإسرائيلية هي "تهديدات موجّهة بالدرجة الأولى للإستهلاك الداخلي، وهم يعرفون أنهم يُمكنهم أن يبدأوا (بالإعتداء)، لكن النهاية ستكون بيدنا، وهذه النهاية هي تدمير النظام الصهيوني". وحذّر من أنه "في حال قدّموا لنا الذريعة، سيكونون بالتأكيد يُسرّعون من تاريخ تدميرهم".

توازياً، تلقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من أجل بحث العلاقات الثنائية بين البلدَيْن. وتطرّق الاتصال، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية، إلى بحث مجالات التعاون المشترك وسُبل تطويره وتعزيزه بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدَيْن.

كما أوضحت الوكالة تطلّع بن زايد للعمل المشترك مع إيران في مجال حماية البيئة ومواجهة تحدّيات التغيّر المناخي، بينما أفادت الخارجية الإيرانية في بيان بأنّ أمير عبداللهيان اعتبر أن زيارة بن زايد إلى دمشق هي "خطوة إيجابية".

وقبل أسبوعَيْن من استئناف "محادثات فيينا" النووية، أبدى مسؤولان إيرانيان تشاؤمهما بقولهما إنّ احتمال فشل المفاوضات أكبر من فرص نجاحها. وقال مسؤول إيراني متشدّد طلب عدم نشر اسمه لوكالة "رويترز": "منشآتنا النووية قائمة وتعمل. يُمكننا أن نعيش مع الصفقة أو بدونها. الكرة في ملعبهم"، مضيفاً: "التقدّم يعني رفع كلّ تلك العقوبات القاسية. إيران لم تتخلَّ عن الصفقة. أميركا فعلت".


MISS 3