"أزمة المهاجرين"... تلويح أوروبي بالعقوبات ومخاوف من "مواجهة عسكريّة"

02 : 00

مهاجرون يُخيّمون على الحدود البيلاروسيّة - البولنديّة أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ لبحث قضيّة آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين يُحاولون عبور الحدود البيلاروسية - البولندية، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاتحاد الأوروبي إلى التواصل مجدّداً مع الرئيس البيلاروسي المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشنكو، الذي تتّهمه بروكسل بالوقوف وراء أزمة المهاجرين على حدودها مع بولندا.

وخلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، هو الثاني في يومَيْن، شدّد بوتين على "أهمّية معالجة أزمة المهاجرين الخطرة في أسرع وقت"، معتبراً أن ذلك يتطلّب "إحياء الاتصالات بين دول الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا"، وفق بيان للكرملين.

وبعد نفاد صبرها، رأت برلين على لسان وزير خارجيّتها هايكو ماس أن "الوقت قد حان لاستخلاص عواقب" هذه الأزمة من خلال تشديد العقوبات ضدّ نظام لوكاشنكو القمعي، فيما من المتوقع اتخاذ إجراءات في هذا الصدد مطلع الأسبوع المقبل، وفق بروكسل.

وفي المقابل، حذّر لوكاشنكو من أن بلاده ستردّ على أي عقوبات أوروبّية جديدة، بما في ذلك تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز. وقال: "إذا فرضوا عقوبات جديدة علينا، يجب أن نردّ"، مضيفاً: "نقوم بتدفئة أوروبا ويقومون بتهديدنا... ماذا لو أوقفنا إمدادات الغاز الطبيعي؟".

ويُشير لوكاشنكو بذلك إلى إمكان تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي الذي يعبر بيلاروسيا وينقل كمّيات حيوية من الغاز الروسي للأوروبّيين.

تزامناً، وفي بيان نشر بمناسبة عيد استقلال بولندا، قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنّ بلاده تُواجه "نوعاً جديداً من الحرب... ذخيرتها من المدنيين"، متّهماً مينسك بممارسة "إرهاب دولة".

وفي الأثناء، عبّرت ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، الدول المجاورة لبيلاروسيا، في بيان مشترك، عن قلقها من تصاعد "أزمة المهاجرين"، محذّرةً من أن الأزمة قد تتحوّل إلى "مواجهة عسكرية". ودانت "التصعيد المتعمّد للهجوم الهجين المستمرّ من جانب نظام بيلاروسيا، الذي يُشكّل تهديداً خطراً لأمن أوروبا".

ميدانيّاً، كشفت وارسو أن المهاجرين العالقين داخل حدود بيلاروسيا رشقوا حرس الحدود البولندي بالحجارة وفروع الأشجار، وحاولوا قطع سياج الأسلاك الشائكة أثناء الليل في مسعى جديد لدخول الاتحاد الأوروبي بالقوّة.

ومدّت بولندا أسلاكاً شائكة عند حدودها مع بيلاروسيا، ونشرت أكثر من 15 ألف جندي لمنع المهاجرين من دخول أراضيها، في وقت أعلنت فيه أوكرانيا عزمها نشر آلاف العناصر من حرس الحدود والشرطيين على حدودها مع بيلاروسيا، على خلفية "أزمة المهاجرين".

كذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن بلاده "ستردّ بشكل مناسب" على أي تطوّر للوضع على الحدود، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الليتواني غيتاناس ناوسيدا.

وعلى جبهة أخرى، طلبت واشنطن من موسكو "توضيح نواياها" في شأن النشاط العسكري "غير الاعتيادي" للقوات الروسية قرب الحدود الأوكرانية، محذّرةً روسيا من تكرار "الخطأ الفادح" الذي ارتكبته العام 2014 وأشعل حرباً في شرق أوكرانيا.

من جهتها، رأت وزارة الدفاع الروسية أن إجراء تدريبات بالقرب من حدود روسيا الجنوبية (البحر الأسود) "عمل عدائي" من قبل الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن موسكو لم تستفزّ أحداً. كما أوضح المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين "قلق إزاء تصرّفات الولايات المتحدة في البحر الأسود ويُراقب الوضع عن كثب".


MISS 3