سفارة الصين في باريس ندّدت بقوّة بانتقادات الأوروبّيين

سلطات هونغ كونغ تستعين بالقضاء لردع المتظاهرين

02 : 21

الأزمة في هونغ كونغ تتصاعد

مَثُلَ متظاهرون مدافعون عن الديموقراطيّة في هونغ كونغ اعتُقلوا لتجاهلهم قرار منع ارتداء الأقنعة، أمس أمام محكمة، بعد مواجهات دامية خلال عطلة نهاية الأسبوع مع قوّات الشرطة تخلّلتها أعمال شغب أدّت إلى شلّ حركة القطارات السريعة، في وقت ندّدت السفارة الصينيّة في باريس بتصريحات أوروبّية تنتقد الحملة الأمنيّة في هونغ كونغ، معتبرةً إيّاها "إجراميّة وشديدة الخطورة"، وذلك في بيان شديد اللهجة أكّدت فيه "استياء بكين من النفاق الأوروبي".

وشهدت المستعمرة البريطانيّة السابقة سلسلة أعمال غير مرخّص لها خلال ثلاثة أيّام متعاقبة، بعد إعلان رئيسة السلطة التنفيذيّة في هونغ كونغ كاري لام منع ارتداء الأقنعة خلال التظاهرات، مستندةً إلى سلطات تُمنح في حالات الطوارئ. وهذا الاجراء الذي أُعلن الجمعة، أثار سخطاً كبيراً، فتحدّى عشرات الآلاف الحظر طيلة نهاية الأسبوع بالتظاهر بالأقنعة. ومَثُلَ صباح أمس، أوّل شخصَيْن لم يحترما هذا الحظر أمام محكمة في هونغ كونغ، وهما طالب وامرأة في الـ 38 من عمرها. وغصّت قاعة المحكمة بناشطين كان يرتدي معظمهم أقنعة.

واتُّهم المتظاهران بالتجمّع غير المشروع، ما قد يُعرّضهما لعقوبة بالسجن لثلاثة أشهر، وبعدم احترام قرار منع ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، وهو ما يحمل عقوبة بالسجن حتى عام كحدّ أقصى. وأفرج عنهما بكفالة. وخارج المحكمة، ردّد متظاهرون شعارات على غرار "ارتداء قناع ليس جريمة" و"القانون ظالم". ويخشى العديد من المعارضين لهذا المنع، من أن يؤدّي ذلك إلى تبنّي السلطات تدابير طارئة جديدة وصولاً إلى فرض "الأحكام العرفيّة".

واستخدمت الشرطة الغاز المسيّل للدموع الأحد لتفريق عشرات آلاف الأشخاص الذين تظاهروا في هونغ كونغ. كما اندلعت مواجهات في العديد من أحياء المدينة طوال النهار. وتعرّض سائق سيّارة أجرة لضرب مبرح في حي شام شوي بو، بعد أن صدم متظاهرتَيْن بسيّارته. وأصيبت امرأة علقت بين سيّارة الأجرة ومتجر بجروح، كما أصيب فتى يبلغ من العمر 14 عاماً بجروح على يد شرطي بلباس مدني خلال التظاهرات. كذلك كان لافتاً رفع العلم الأصفر للمرّة الأولى على سطح ثكنة لجيش التحرير الشعبي لتوجيه تحذير، بعد أن صوّب متظاهرون أقلام الليزر على المبنى.

توازياً، تنوي السلطات في هونغ كونغ الحدّ من استخدام الانترنت، بحسب ما أعلن عضو في المجلس التنفيذي كوك هيم لوكالة "فرانس برس". وقال: "لن تستثني الحكومة المحلّية امكانيّة منع استخدام الانترنت". لكنّه أكّد أن منع استخدام الانترنت قد تكون له عواقب وخيمة على هونغ كونغ، مضيفاً: "أعتقد أن أحد أسباب تطبيق الحظر سيكون عدم التأثير على المؤسّسات في هونغ كونغ".

وفي الأثناء، ندّدت السفارة الصينيّة في باريس في بيان، بالتصريحات الأوروبّية التي تنتقد الحملة الأمنيّة في هونغ كونغ. وجاء في البيان: "نُعرب عن سخطنا الشديد واستيائنا العميق من نفاق التصريحات الأوروبّية"، التي أعرب فيها الأوروبّيون عن قلقهم من تصاعد العنف في هونغ كونغ، ودعوا إلى الحوار بين المتظاهرين والسلطات. واعتبرت السفارة الصينيّة أن "الاتحاد الأوروبي مجّد علناً انتهاكات مثيري الشغب وهاجم اجراءات الدفاع عن النفس التي اتخذها عناصر شرطة هونغ كونغ ليُدافعوا عن حياتهم في مواجهة المعتدين"، لافتةً إلى أن "هذا أمر إجرامي وخطر جدّاً". كذلك، رأت السفارة الصينيّة أنّه "إذا انهارت الشرطة، التي هي دعامة النظام الاجتماعي والضامن لأمن المواطنين، تحت تهديدات هذه الاعتداءات البغيضة، فسيغرق مجتمع هونغ كونغ في فوضى غير قابلة للعلاج"، متسائلةً: "هل هذا ما يُريده المسؤولون الأوروبّيون؟". وعيّن السفير الصيني لو شاي في باريس هذا الصيف، وهو يُعرف بتصريحاته المباشرة جداً.

إلى ذلك، دفعت تغريدة من المدير العام لفريق "هيوستن روكتس" داريل موري دعماً للاحتجاجات في هونغ كونغ، والتي قال فيها: "قاتل من أجل الحرّية. قف مع هونغ كونغ"، نجم الفريق جيمس هاردن إلى الاعتذار من الصين، خشية خسارة قاعدة جماهيريّة ودعم الرعاة، بينما وجدت كرة السلّة الأميركيّة نفسها في موقف دفاعي إزاء سوق أساسيّة بالنسبة إليها. وأثارت تغريدة موري انتقادات واسعة في الصين، حيث يحظى روكتس بشعبيّة، لا سيّما وأنّه سبق له أن ضمّ في صفوفه النجم المحلّي ياو مينغ. وأدّى ما أدلى به موري، إلى خسارة روكتس عقوداً للرعاية في الصين وإعلان وسائل عدّة التوقف عن بث مبارياته.

وسعى موري بنفسه إلى التخفيف من وطأة ما أدلى به، من دون أن يبلغ حد الاعتذار الذي تقدّم به هاردن. فقد أزال المنشور السابق، وكتب موري: "لم أقصد بتغريدتي أن أتسبّب بأيّ إساءة إلى مشجّعي روكتس وأصدقائي في الصين". وتُعدّ السوق الصينيّة ذات أهمّية كبيرة بالنسبة إلى دوري المحترفين. وعلى سبيل المثال، من المقرّر أن يخوض فريقا لوس أنجليس ليكرز وبروكلين نتس، مباريات في مدينتَيْ شنغهاي وشينزين في الأيّام المقبلة، ضمن تحضيراتهما لانطلاق الموسم الجديد أواخر الشهر الحالي. لكن ما إن عملت رابطة دوري "أن بي ايه" على معالجة تبعات تصريحات موري في الصين، حتى وجدت نفسها محطّ انتقاد في بلادها على خلفيّة تبريراتها. وأشار سياسيّون أميركيّون إلى أنّ الرابطة فضّلت الأرباح على حقوق الانسان، معتبرين تبريراتها "محرجة ومعيبة".


MISS 3