فيما لا يزال المهاجرون غير الشرعيين يُحاولون عبور الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا سعياً منهم لدخول دول الاتحاد الأوروبي، أعلنت مينسك وحليفتها موسكو أمس أنّهما يُجريان تدريبات عسكرية مشتركة قرب حدود بيلاروسيا الغربية مع بولندا.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية على "تلغرام" أن "كتيبة مشتركة" من قوات مظلّية من البلدَيْن تُجري تدريبات في غوسكي في غرب بيلاروسيا، نظراً "لتفاقم النشاط العسكري" قرب الحدود.
وأضافت أن طائرات روسية من طراز "إل 76" ومروحيات عسكرية بيلاروسية تُشارك في التدريبات، حيث يُجري جنود "عدداً من المهام المرتبطة بالتدريب على القتال".
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن موسكو أرسلت قوات مظلّية إلى بيلاروسيا للمشاركة في المناورات لـ"التحقق من الجهوزية للقتال المفاجئ".
وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع البريطانية إرسالها عسكريين إلى حدود بولندا مع بيلاروسيا بطلب من وارسو، مشيرةً إلى أن فريقاً صغيراً من العسكريين البريطانيين انتشر، بموجب إتفاق مبرم مع الحكومة البولندية، بغية دراسة إمكانية "تقديم الدعم الهندسي للتعامل مع الوضع الحالي عند حدود بيلاروسيا".
توازياً، أعلنت روسيا أنها ستُواصل إمداد أوروبا بالغاز بعدما هدّد رئيس بيلاروسيا المشكّك في شرعيّته ألكسندر لوكاشنكو بقطع الإمدادات ردّاً على عقوبات أوروبّية محتملة على خلفية "أزمة الهجرة".
وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "لطالما كانت روسيا ولا تزال وستبقى بلداً يفي بكافة التزاماته بتوفير الغاز للزبائن الأوروبّيين"، مؤكداً أن "إمكانية الاعتماد على روسيا كمصدر للإمدادات بموجب العقود الحالية والمستقبلية أمر لا يُمكن التشكيك فيه".
وفي الأثناء، أعلن نائب رئيسة المفوضية الأوروبّية مارغاريتيس شيناس أن جهود وقف تدفّق المهاجرين تؤتي ثمارها، مؤكداً أن مجموعة جديدة من العقوبات ضدّ نظام بيلاروسيا في طور التحضير، في وقت دعت باريس موسكو إلى التدخل لدى مينسك لوقف تدفق المهاجرين. وشجّع وزيرا الخارجية والقوات المسلّحة الفرنسيان جان إيف لودريان وفلورنس بارلي خلال لقاء في باريس مع نظيرَيْهما الروسيَّيْن سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، روسيا، على "استخدام روابطها الوثيقة مع بيلاروسيا لضمان وقف ذلك"، بحسب بيان صادر عن الخارجية الفرنسية.
كذلك، أعرب الوزيران عن "مخاوفهما في شأن تدهور الوضع الأمني في أوكرانيا"، وحذّرا بوضوح من "العواقب الخطرة لأي انتهاك محتمل آخر لوحدة أراضي أوكرانيا"، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية.
وفي الغضون، كشف الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف لوكالة "فرانس برس" أن العراق يعمل على إعادة المهاجرين العراقيين الراغبين بالعودة إلى بلادهم من بيلاروسيا، مؤكداً أنه على استعداد تام لـ"توفير استجابة عاجلة لكلّ من يُريد العودة الطوعية".
وفي سياق متّصل، أعلنت شركة الطيران البيلاروسية الحكومية "بيلافيا" أنها علّقت نقل المسافرين حاملي جنسيات العراق وسوريا واليمن إلى البلاد من تركيا، فيما حظرت أنقرة بدورها على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا.
