أوروبا "مسكونة" بالفيروس التاجي

02 : 00

الوضع الوبائي في ألمانيا مُثير للقلق (أ ف ب)

بينما حذّرت الوكالة الأوروبّية المكلّفة الأمراض أمس من أن الوضع الوبائي يُواصل تدهوره في الاتحاد الأوروبي وبات يُعتبر "مقلقاً جدّاً" في 10 دول و"مقلقاً" في 10 أخرى، يتخوّف المواطنون الأوروبّيون من إعادة فرض الحكومات إجراءات الإغلاق لمنع موجة وبائيّة جديدة فتّاكة قد لا يحتملها النظام الصحي. وباتت أوروبا "مسكونة" بالفيروس التاجي وعادت بؤرة وبائية عالميّة، إذ تُمثل "القارة العجوز" أكثر من نصف الإصابات في متوسّط 7 أيام على مستوى العالم ونحو نصف أحدث الوفيات، وهو أعلى مستوى منذ نيسان من العام الماضي عندما اجتاح الفيروس إيطاليا للمرّة الأولى.

وتشهد ألمانيا وفرنسا وهولندا زيادة في الإصابات، ما يُبرز التحدّي الذي تواجهه البلدان التي فيها معدّلات قبول مرتفعة للتطعيم ويُقوّض آمال استخدام اللقاحات كوسيلة للعودة إلى وضع شبه طبيعي.

وأورد التقييم الأخير للأخطار للمركز الأوروبي لمراقبة الأمراض أن "الوضع الوبائي في الاتحاد الأوروبي يطبعه حاليّاً ارتفاع سريع وكبير في الإصابات ونسبة وفيات ضعيفة، لكنّها ترتفع ببطء".

وذكرت الوكالة الأوروبّية التي مقرّها في ستوكهولم أن "الإصابات وحالات الاستشفاء وعدد الوفيات يتوقع أن تزيد كلّها في الأسبوعَيْن المقبلَيْن".

وبين الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد، أُدرجت بلجيكا وبولندا وهولندا وبلغاريا وكرواتيا وجمهورية تشيكيا واستونيا واليونان والمجر وسلوفينيا، ضمن الفئة الأكثر إثارة للقلق.

كما أُدرجت ألمانيا والنمسا والدنمارك وفنلندا وإيرلندا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ ورومانيا وسلوفاكيا، ضمن الفئة "المقلقة". وثمّة 3 دول في فئة "القلق المعتدل" هي فرنسا والبرتغال وقبرص، في حين أُدرجت 4 دول في فئة "القلق المحدود" هي إيطاليا وإسبانيا والسويد ومالطا.

وفي السياق نفسه، لاحظ المركز الأوروبي أن الوضع الوبائي "مقلق" أيضاً بالنسبة إلى 3 دول أخرى خارج الاتحاد، هي النروج وآيسلندا وليشتنشتاين.

وفي الغضون، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إعادة فرض سلسلة قيود صحية تطاول خصوصاً قطاع المطاعم لمواجهة ارتفاع قياسي في الإصابات بـ"كورونا"، فيما حذّرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن الجائحة لم تنتهِ بعد، داعيةً دول العالم إلى تعلّم كيفية اتخاذ تدابير وقائية بسرعة لمكافحتها.

توازياً، أعلنت السلطات الصحية الفرنسية اكتشافها في بداية تشرين الأوّل الفائت متحوّراً جديداً من "كورونا" في مدرسة في مدينة باناليك في شمال غرب البلاد، مشيرةً إلى أنه تمّ التعرّف إلى المتحوّر الجديد داخل مدرسة منى أوزوف الابتدائية، حيث أُصيب 24 شخصاً، بينهم 18 طفلاً.

وتحدّثت تقارير صحافيّة عن أن هذا المتحوّر لا يتشابه مع أي متحوّر آخر، فيما أوضح معهد "باستور" أن العيّنات المأخوذة من المصابين "لديها طفرات جديدة متعدّدة، لا سيما في بروتين "سبايك"، الذي يسمح للفيروس بدخول الخلايا البشرية".


MISS 3