إدانة أميركيّة - خليجيّة لسياسات إيران العدوانيّة

02 : 00

هل تعود إيران إلى التزاماتها النوويّة في عهد رئيسي؟ (أ ف ب)

في موقف صارم موحّد، دانت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي أمس ما وصفته بـ"مجموعة من السياسات الإيرانية العدوانية والخطرة"، بما في ذلك الإنتشار والإستخدام المباشر للصواريخ الباليستية المتقدّمة وأنظمة الطائرات بلا طيّار، مرحّبةً في الوقت عينه بالجولة السابعة المقبلة من "محادثات فيينا" النووية، ودعت إلى عودة متبادلة عاجلة للإلتزام الكامل بالإتفاق النووي.

وتحدّث بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية عن أن إيران أو وكلاءها استخدموا الصواريخ الباليستية والطائرات بلا طيار في مئات الهجمات ضدّ المدنيين والبنية التحتية الحيوية في السعودية، وضدّ بحارة تجاريين مدنيين في المياه الدولية لبحر عُمان، وقد عرّضت القوات الأميركية التي تُقاتل "داعش" للخطر.

وبحسب البيان، فإنّ الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي اتفقت على أن برنامج إيران النووي يُشكّل مصدر قلق بالغ، بحيث اتخذت إيران خطوات ليس لديها حاجة مدنية لها، لكنّها ستكون مهمّة لبرنامج الأسلحة النووية.

وجاءت هذه المواقف بعد اجتماع عقده مسؤولون أميركيون وخليجيّون كبار في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس، في إطار "مجموعة العمل حول إيران"، التي أُنشئت خلال اجتماع وزراء خارجية الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في 23 أيلول الماضي في نيويورك.

وفي الغضون، كشفت مصادر أميركية أن المبعوث الأميركي للشأن الإيراني روبرت مالي أفاد الجانب الإسرائيلي بأنّ إدارة الرئيس جو بايدن ترى حاجة لمزيد من الضغط على إيران، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".

وأوضحت المصادر أن توجّه واشنطن حاليّاً هو الذهاب إلى "محادثات فيينا" بحسن نية ومعرفة ما تقترحه إيران خلال المحادثات النووية، مشيرةً إلى أن مالي أوضح أن إدارة بايدن تعتقد أن الاختلاف الأساسي في شأن الضغط على إيران يكمن في توقيت اتخاذ خطوات أخرى ضدّها.

توازياً، يبدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي زيارة إلى طهران الإثنين، فيما كشفت الوكالة أن الجمهورية الإسلامية تواصل زيادة مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وذلك بالتزامن مع بدء الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة في فيينا، وقبل أسبوع من عودة طهران والقوى الدولية إلى طاولة المباحثات النووية.

وأوضح المتحدّث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي أن غروسي "سيصل طهران مساء الإثنين 22 تشرين الثاني، ويلتقي الثلثاء رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية (محمد إسلامي) ووزير الخارجية" حسين أمير عبداللهيان، وفق وكالة "فارس".

وستكون هذه الزيارة الثانية لغروسي منذ تولّي حكومة رئيسي مهامها، علماً أن زيارته الأولى في 12 أيلول اقتصرت على لقاء مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

تزامناً، رفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير أي دور لكاميراتها في الهجوم على مجمّع تيسا في كرج في حزيران، مشيرةً إلى أن طهران أبلغتها بأنها تدرس هذه الفرضية. وأوضح التقرير أن غروسي "يرفض بشكل قاطع فكرة أن تكون كاميرات الوكالة لعبت دوراً لمساعدة طرف آخر في شنّ هجوم على مجمع تيسا في كرج".

ووفق التقرير ذاته، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب. وفي أرقام تعود إلى السادس من تشرين الثاني، بلغت كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة 17.7 كلغ (مقابل 10 كلغ في نهاية آب)، بينما زادت كمية اليورانيوم المخصّب بنسبة 20 في المئة من 84.3 كلغ إلى 113.8. وتفوق نسب التخصيب هذه بشكل كبير السقف الذي حدّده الإتفاق النووي.

وفي المقابل، أعلنت وكالة أنباء "الطلبة" الإيرانية شبه الرسمية أن طهران ترفض تقرير الوكالة الدولية في شأن أنشطتها النووية، وتعتبر أن له "دوافع سياسية"، داعيةً أعضاء مجلس محافظي الوكالة إلى "الكفّ عن الإدلاء بتعليقات متسرّعة".

وعلى صعيد آخر، كشفت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤول إيراني كبير أن "مسؤولاً إماراتيّاً كبيراً سيزور طهران قريباً"، فيما أفاد موقع "أمواج ميديا" الذي يتّخذ من المملكة المتحدة مقرّاً له نقلاً عن مصدر مطّلع في أبوظبي بأن مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات طحنون بن زايد آل نهيان سيتوجّه في زيارة نادرة الأسبوع المقبل إلى طهران لإجراء محادثات.


MISS 3