إستطلاع "اليونيسف" و"غالوب الدولي": العالم سيُصبح أفضل

09 : 26

أظهر الإستطلاع الدولي الجديد الذي أجرته اليونيسف ومعهد غالوب الدولي ويصدر عشية الاحتفال باليوم العالمي للطفل "أن ثمة أرجحية بأن يعتقد اليافعون في العالم بأن الطفولة نفسها تحسنت. لكن على الرغم من التفاؤل الذي يظهره هؤلاء فإنهم أبعد ما يكونون عن السذاجة، إذ أعربوا عن نفاذ صبرهم إزاء العمل في شأن تغير المناخ، وعن شكوكهم حيال المعلومات التي يتلقونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنهم يعانون من مشاعر الاكتئاب والقلق.

تنطبق الاستنتاجات نفسها على لبنان، حيث أظهر الاستطلاع أن الأجيال الشابة وكبار السن على حد سواء تعتقد أن شباب اليوم يواجهون ضغوطًا أكبر لتحقيق النجاح. تكشف النتائج الرئيسية حول الوصول إلى الخدمات الأساسية أن لبنان هو البلد الوحيد الذي يقول فيه أقل من الغالبية في المجموعتين أن الأطفال يتمتعون بإمكانية أفضل للحصول على المياه النظيفة، في حين أن هناك فجوة كبيرة بين الأجيال في التفكير في أن الطفولة تتحسن فيما يتعلق بكمية الطعام الصحي الذي يأكلونه.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، "ليس ثمة نقص في الأسباب الداعية للتشاؤم في العالم حالياً: تغيّر المناخ، والجائحة، والفقر وانعدام المساواة، وتصاعد انعدام الثقة، وتنامي النزعات الوطنية الضيقة. ولكن ها هنا سبب للتفاؤل: الأطفال واليافعون يرفضون أن يروا العالم عبر عدسات قاتمة كما يراها الراشدون. فبالمقارنة مع الأجيال الأكبر سناً، يظل يافعو العالم ممتلئين بالأمل، وأكثر قدرة على التفكير على نطاق دولي، وعازمين على جعل العالم مكاناً أفضل. ويشعر يافعو اليوم بالانشغال إزاء المستقبل، ولكنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من الحل".

جرى هذا الاستطلاع في إطار مشروع الطفولة المتغيرة، وهو الأول من نوعه الذي يوجه أسئلة إلى أشخاص من عدة أجيال حول آرائهم في شأن العالم، وطبيعة الطفولة في الوقت الحالي.

تشير البيانات إلى أن مواقف الأجيال الأصغر سناً هي نتاج للعولمة. فعلى سبيل المثال، تزيد الأرجحية أن ينظر اليافعون إلى أنفسهم بوصفهم جزءاً من العالم (39%) بحوالي ضعفين عنها بين الأشخاص الأكبر سناً (22%)، في مقابل رؤيتهم لأنفسهم بوصفهم جزءاً من بلدانهم أو مناطقهم المحلية فقط. ومع كل زيادة بمقدار سنة على العمر، تقل الأرجحية بنسبة 1 بالمئة بأن يعتبر الأشخاص أنفسهم مواطنين عالميين.

ووجد الاستطلاع أيضاً — وقد جرى أثناء الجائحة — بأن الأطفال واليافعين يشعرون بثقة أكبر بالحكومات الوطنية والعلماء ووسائل الإعلام الدولية كمصادر للمعلومات الدقيقة. ومع ذلك، يُظهر الاستطلاع أن اليافعين في الوقت الحالي يدركون المشاكل التي يواجهها العالم:

يَعتبِر غالبية اليافعين أن هناك أخطاراً كبيرة على الأطفال على شبكة الإنترنت، من قبيل مشاهدة محتوى عنيف أو محتوى جنسي صريح (78 بالمئة) أو التعرض للتنمّر الرقمي (79 بالمئة).

قال 17 بالمئة فقط من اليافعين إنهم يثقون بمنصات التواصل الاجتماعي "ثقة كبيرة" لتوفر لهم معلومات دقيقة.

بينما يعتقد 64 بالمئة من اليافعين في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل أن الأطفال في بلدانهم سيكونون أفضل حالياً من الناحية الاقتصادية مقارنة بوالديهم، لا يوجد بين اليافعين في البلدان المرتفعة الدخل سوى ثقة قليلة بالتقدم الاقتصادي، إذ أفاد أقل من ثلثهم بأن الأطفال حالياً سينشؤون وسيتمتعون بوضع اقتصادي أفضل من وضع والديهم.

أفاد أكثر من ثلث اليافعين بأنهم كثيراً ما يشعرون بالتوتر أو القلق، وأفاد زهاء واحد من كل خمسة منهم بأنهم يشعرون عادة بالاكتئاب أو برغبة قليلة بالقيام بأنشطة.

يقول 59 بالمئة من اليافعين إن أطفال اليوم يواجهون ضغطاً أكبر للنجاح مقارنة مع والديهم عندما كانوا أطفالاً. يسجل لبنان درجات أعلى بكثير من المعدّل العام، حيث يعتقد 84 في المائة من الشباب أن الضغط أكبر في الوقت الحاضر.

ووجد الاستطلاع أيضاً أن اليافعين يريدون تقدماً أسرع في مكافحة التمييز، وتعاوناً أكبر بين البلدان، وإن يستمع صانعو القرارات إليهم:

وسطياً، يعتقد حوالي ثلاثة أرباع اليافعين الذين يدركون ظاهرة تغير المناخ بأن على الحكومات أن تقوم بإجراءات كبيرة لمواجهتها. وترتفع هذه النسبة في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل (83%) حيث من المتوقع أن يكون تأثير تغير المناخ أشد وطأة.

ثمة أغلبية كبيرة من اليافعين في معظم البلدان التي جرى فيها الاستطلاع أعربوا عن اعتقادهم بأن بلدانهم ستكون أكثر أمناً من التهديدات من قبيل كوفيد-19 إذا عملت الحكومات عبر تعاون مع بلدان أخرى بدلاً من أن تتعامل كل حكومة مع التهديدات لوحدها.

أظهر اليافعون دعماً أقوى لحقوق أفراد مجتمع الميم، وتقود الشابات الكفاح من أجل المساواة.

بالمعدل، يعتقد 58 بالمئة من اليافعين من الفئة العمرية 15–24 سنة أنه من المهم جداً أن يستمع القادة السياسيون إلى الأطفال. أما في لبنان فالنسبة هي 44 بالمئة.

وقال جوي دالي، وهو شريك متقدم في معهد غالوب الدولي، "لا يمكننا أن نعرف ما يفكر فيه اليافعون إذا لم نسألهم. ويُعزز استقصاء اليونيسف أهمية الاستماع إلى الجيل المقبل وفهم منظورات أفراده. فأطفال اليوم هم قادة المستقبل؛ ومن الأهمية بمكان أن تقوم الأجيال الأكبر سناً بدورها لضمان أن يرث الأطفال عالماً أفضل".

MISS 3