كييف تسعى إلى "حزمة شاملة" لمواجهة الأنشطة الروسيّة

بوتين مستاء من الغرب: ينظرون إلى تحذيراتنا بـ"سطحيّة"

02 : 00

مهاجرون داخل مركز بيلاروسي قرب الحدود مع بولندا (أ ف ب)

بعدما اتّهمت واشنطن موسكو بحشد قوّاتها قرب الحدود الأوكرانية، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب يُصعّد النزاع مع كييف عبر إجراء مناورات في البحر الأسود وإرسال قاذفات للتحليق قرب الحدود الروسية.

وقال بوتين خلال خطاب في مقرّ وزارة الخارجية الروسية، إنّ "شركاءنا الغربيين يُصعّدون الوضع عبر تزويد كييف بأسلحة حديثة فتّاكة وإجراء مناورات عسكرية استفزازية في البحر الأسود"، مشيراً إلى أن قاذفات غربية حلّقت "على بُعد 20 كيلومتراً عن حدودنا وهي تحمل، كما نعلم، أسلحة خطرة جدّاً".

كما اتّهم الغرب بالنظر بـ"طريقة سطحية" إلى تحذيرات موسكو من تخطّي "الخطوط الحمر"، قائلاً في معرض تحذيره من خطورة التطوّرات الأخيرة في حوض البحر الأسود: "هواجسنا وتحذيراتنا في ما يتعلّق بتوسيع حلف شمال الأطلسي شرقاً تمّ تجاهلها كلّياً".

وفي المقابل، أعلنت كييف أنها تسعى للحصول على مساعدات عسكرية إضافية من حلفائها الغربيين بعدما أعربوا عن قلقهم حيال تحرّكات القوات الروسية عند الحدود الأوكرانية، حيث أظهرت تسجيلات مصوّرة تحرّك قوات ودبّابات وصواريخ في اتّجاه الحدود.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "إزدادت عدائية روسيا الديبلوماسية والعسكرية بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة"، مشيراً إلى أن "أوكرانيا تُعزّز (تعاونها مع) حلفائها بشكل نشط لمواجهة التهديدات". ولفت إلى أنه بعد زيارتَيْن أجراهما إلى واشنطن وبروكسل، فإنّ "العمل جار لتطوير حزمة شاملة لاحتواء روسيا".

وأوضح أن الحزمة تُترجم بـ"دعم سياسي" لأوكرانيا من حلفائها الغربيين و"تكثيف الضغط الديبلوماسي ومن خلال العقوبات" على روسيا، إلى جانب "إمداد جيشنا بمزيد من الأسلحة الدفاعية".

وعلى صعيد "أزمة المهاجرين" على الحدود البولندية - البيلاروسية، ندّد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي بأي محاولة عقد لقاءات رسمية مع النظام البيلاروسي برئاسة ألكسندر لوكاشنكو، معتبراً أن ذلك يعني "إضفاء شرعية" عليه.

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء البولندي بعد محادثات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولوكاشنكو، أعقبها اتصال هاتفي مع مورافيتسكي، الذي قال: "أكدت للمستشارة أن أي إتفاق في شأن بولندا والوضع برمّته لا يُمكن أن يحصل من دون مشاركتنا"، فيما لاقى تحرّك ميركل انتقادات شديدة من قبل السلطات البولندية.

وفي الغضون، دعا وزراء خارجية دول "مجموعة السبع" النظام البيلاروسي إلى "الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية" وإلى وضع حدّ لأزمة الهجرة غير الشرعية، متّهمين إياه بإثارة الأزمة عمداً وتعريض حياة الناس للخطر.

وفي بيان وقّع عليه الاتحاد الأوروبي أيضاً وصدر عن حكومة لندن، قال الوزراء: "نقف صفاً واحداً في تضامننا مع بولندا، كما مع ليتوانيا ولاتفيا، التي استُهدفت جميعها بهذا الاستخدام الاستفزازي للهجرة غير النظامية كتكتيك مصطنع".

ميدانيّاً، كشفت بيلاروسيا وجود نحو 7000 مهاجر على أراضيها، 2000 منهم تقريباً في مخيّمات عند الحدود مع بولندا التي أعلن جيشها توقيف نحو 100 مهاجر عبروا الحدود البيلاروسية ليل الأربعاء - الخميس، متّهماً قوات مينسك بتنظيم العملية.

تزامناً، أعادت أوّل رحلة من نوعها مهاجرين عراقيين لم يتمكّنوا من دخول الاتحاد الأوروبي إلى بلدهم أمس، إذ حطّت أوّل طائرة تقلّ مئات المهاجرين في مطار إربيل، بحسب متحدّث باسم حكومة إقليم كردستان.