ترامب يُطمئن الأكراد ويتفهّم الأتراك

00 : 51

معوّقون أكراد يتظاهرون تنديداً بالتهديدات التركيّة أمام مركز للأمم المتّحدة في القامشلي أمس

ما زالت قضيّة الانسحاب أو إعادة التموضع العسكري الأميركي، في شمال سوريا، كما مسألة احتمال شنّ أنقرة عمليّة عسكريّة ضدّ المناطق ذات الغالبيّة الكرديّة، تُثيران ردود فعل عند القوى الداخليّة والإقليميّة والدوليّة، بينما تستعدّ الجهات المعنيّة في الميدان الشمالي السوري لمعركة عسكريّة يتوقّع خبراء أن تكون ضارية جدّاً إن حصلت، هذا فضلاً عن أنّها غير محسوبة النتائج ومفتوحة على الاحتمالات كافة. وفي آخر المستجدّات، أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه لم يتخلّ عن الأكراد، بعد تصريحات أوحت بخلاف ذلك، مشدّداً في الوقت عينه على أن واشنطن لديها علاقة مهمّة مع تركيا، العضو في "حلف شمال الأطلسي" والشريك التجاري. بينما على الجبهة التركيّة، عزّزت أنقرة الانطباع بأنّ هجوماً على "قسد"، التي تضمّ وحدات كرديّة وسريانيّة وعربيّة، بات وشيكاً، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركيّة أن "كافة الاستعدادات استُكملت لشنّ العمليّة"، مع استقدام المزيد من التعزيزات العسكريّة إلى الحدود مع سوريا.

وتعرّض ترامب لموجة اتّهامات، حتّى من أقرب حلفائه، بالتخلّي عن الأكراد، الذين يُشكّلون العمود الفقري لـ"قسد" وخسروا آلاف المقاتلين في إطار دورهم القيادي في المعارك الطاحنة ضدّ تنظيم "داعش" الإرهابي، في حين نفى مسؤول أميركي رفيع أن يكون ترامب قد أعطى "الضوء الأخضر" لعمليّة عسكريّة تركيّة، أثارت المخاوف في شأن مصير آلاف المحتجزين من "الدواعش" في مراكز اعتقال كرديّة، بحيث حذّر الأكراد في هذا الإطار من أن اهتماماتهم وأولويّاتهم باتت على الجبهات. كذلك أكّد مسؤول كبير في الخارجيّة الأميركيّة أن قوّات بلاده، التي تُراقب المجال الجوّي في شمال شرقي سوريا، أغلقته أمام الطائرات التركيّة، مشدّداً على أنّه "لا ننوي تغيير ذلك في المستقبل القريب". ورأى المسؤول الأميركي أن المشروع التركي لنقل لاجئين سوريين إلى هذه المنطقة "الفكرة الأكثر جنوناً التي سمعتها". بدوره، حذّر المتحدّث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان، تركيا، من التداعيات المزعزعة للاستقرار لأيّ اجتياح تُنفّذه.

وفي ردود الفعل المتفاوتة، دعت روسيا إلى عدم "تقويض التسوية السلميّة" للنزاع في سوريا. وأوضح المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومجلس الأمن الروسي شدّدا في اجتماع على "أهمّية تجنّب أيّ عمل من شأنه أن يُقوّض التسوية السلميّة" للنزاع في سوريا، في وقت أعربت بريطانيا عن "قلقها البالغ" إزاء خطّة تركيا شنّ عمليّة عسكريّة في شمال سوريا، وأبلغت أنقرة بأنّها لن تدعم خطوتها.

وإذ أكّد رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب، ضرورة الحفاظ على "قوّات سوريا الديموقراطيّة"، أعرب عن قلقه بسبب تهديدات أنقرة بشنّ هجوم عسكري في شمال سوريا. كما أكّد أن "الحلّ السياسي وحده قادر على ضمان مكانة الأكراد والأقليّات الأخرى، خصوصاً المسيحيين، في سوريا، على الأجل الطويل".

من ناحيته، أبلغ وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو بأنّ طهران تُعارض عمليّة عسكريّة في سوريا، معتبراً أن "اتفاق أضنة كان أفضل وسيلة لسوريا وتركيا من أجل معالجة مخاوفهما المتبادلة". وفي حين دعت دمشق، الأكراد، لـ"العودة إلى الوطن"، على لسان نائب وزير الخارجيّة والمغتربين السوري فيصل المقداد، ألمح المسؤول الكردي في "قسد" بدران جيا كرد إلى أن السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا ربّما تبدأ محادثات مع دمشق وموسكو، لملء أيّ فراغ أمني، إذا ما انسحبت القوّات الأميركيّة بالكامل من المنطقة الحدوديّة مع تركيا.


MISS 3