واشنطن تحذّر: طهران تقترب من نقطة اللاعودة

تظاهرة حاشدة في أصفهان: مياهنا رهينة!

02 : 00

جانب من التظاهرة الحاشدة في أصفهان أمس (أ ف ب)

في مشهد غير مسبوق في الآونة الأخيرة، تجمّع الآلاف من محافظة أصفهان وسط إيران أمس احتجاجاً على شحّ المياه وتوقف جريان نهر "زاينده رود" الرئيسي في المدينة التاريخية، يعزى بعض أسبابه إلى الجفاف الذي يضرب مناطق عدّة في الجمهورية الإسلامية منذ أشهر. وسبق لمزارعين في المحافظة أن نظّموا منذ الأسبوع الماضي، تظاهرات في المجرى الجاف لنهر "زاينده رود"، احتجاجاً على توقف جريان مياهه لأسباب تعود إلى الجفاف وتحويلها نحو مناطق أخرى، إلّا أن التجمّع الذي أُقيم بالأمس، وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات مباشرة منه، كان الأكبر حتّى الآن.

وقال مراسل القناة وهو يتحدّث من قرب مكان التجمّع: "آلاف الأشخاص من أصفهان، مزارعون من غرب المحافظة وشرقها، تجمّعوا في مجرى نهر "زاينده رود" مع مطلب أساسي: إعادة جريان مياهه"، فيما ردّد المحتجّون شعارات عدّة منها: "مياه النهر تتعرّض للنهب منذ 20 عاماً"، و"على المياه أن تعود إلى مجاري زاينده رود".

كما رفعوا شعارات منها "شرق أصفهان بات مهجوراً"، و"مياهنا رهينة"، وفق صور نشرتها وسائل إعلام إيرانية. ووقف المحتجّون في مجرى النهر وعلى جانبَيْه، وأسفل القناطر الأثرية لجسر "سي وسه بُل" (جسر الثلاثة والثلاثين) الذي كان "زاينده رود" يمرّ أسفله ولطالما شكّل نقطة استقطاب للسكان والسياح في المنطقة.

وانقطعت مياه النهر منذ نحو عقدَيْن من الزمن، باستثناء فترات وجيزة في مراحل مختلفة حين فُتحت بوابات سد "نكو آباد". ومنذ أعوام، يشكو سكان أصفهان من تحويل مياه النهر أيضاً إلى محافظة يزد المجاورة. وأفادت وكالة "فارس" للأنباء في 23 تشرين الأوّل بأنّ "محتجّين" حطّموا تجهيزات مخصّصة لنقل مياه الشرب إلى محافظة يزد.

ووعد مسؤولون بالعمل على حلّ المشكلات التي تُثير احتجاجات أهل أصفهان، ثالث كبرى مدن إيران، ويبلغ عدد سكانها نحو مليونَيْ نسمة، وتتضمّن ساحة "نقش جهان" (رسم العالم) المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس الجمهورية محمد مخبر للتلفزيون الرسمي أمس: "طلبت من وزارتَيْ الطاقة والزراعة اتخاذ إجراءات فورية لإدارة المسألة"، مشدّداً على أن الحكومة "تبحث جدياً عن حلّ للمشكلة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة".

من جهته، تقدّم وزير الطاقة علي أكبر محرابيان بـ"اعتذار من كلّ المزارعين الأعزاء لأنّنا غير قادرين على توفير المياه لمحاصيلهم"، وقال: "نأمل في التمكّن من معالجة هذه الثغرات خلال الأشهر المقبلة".

أمّا على الصعيد النووي، فقد حذّر المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي خلال منتدى "حوار المنامة" المنعقد في البحرين من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الإتفاق النووي، بعدما عزّزت مخزونها من اليورانيوم المخصّب قبل استئناف "محادثات فيينا" هذا الشهر.

وأوضح مالي أنّ إيران تُخاطر أن يكون "من المستحيل" الحصول على أي فائدة من إحياء الإتفاق النووي، وقال: "سيأتي وقت إذا استمرّت إيران في هذه الوتيرة من التقدّم الذي حققته، سيكون من المستحيل، حتّى لو كنّا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب التي حقّقها الإتفاق".

وأضاف: "تقدّم إيران يُشيع قلقاً في أنحاء المنطقة... وهذا ما يجعل الوقت يمرّ أسرع ويجعلنا جميعاً نقول إنّ الوقت ينفد للعودة إلى الإتفاق النووي"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تشترك في "أهداف" مع خصمَيْها روسيا والصين "لأنّنا نُريد تجنّب تلك الأزمة التي ستنشب إذا استمرّت إيران في مسارها الحالي".

كذلك، حضّت فرنسا إيران على استكمال "محادثات فيينا" من حيث توقفت قبل أشهر. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: "إعتقادي أن الأميركيين مستعدّون للعودة إلى المفاوضات من حيث توقفت في حزيران، بطريقة تُتيح إنجازها بسرعة"، وذلك في حوار نشرته صحيفة "لوموند" أمس.


MISS 3