قصف صاروخي على قاعدة أميركية في ريف الحسكة

إسرائيل ترفض الإتفاق النووي وتلوّح باستهداف إيران

02 : 00

وزير الخارجية الإيراني مستقبلاً غروسي في طهران أمس (أ ف ب)

تترقّب الدول المعنية بالإتفاق النووي الإيراني استئناف "محادثات فيينا" في 29 من الشهر الحالي، سعياً منها لإنقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة، في وقت ما زالت فيه إسرائيل على موقفها المتشدّد من هذا الملف الحسّاس بالنسبة إليها، إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس أن الدولة العبرية لن تُوافق على الإتفاق النووي مع إيران، وتعتبر نفسها غير ملزمة به.

وقال بينيت خلال كلمة أمام المؤتمر الأمني - السياسي الذي يرعاه معهد الشؤون السياسية والإستراتيجية في جامعة "ريتشمان": "نحن مقبلون على فترة معقدة، وقد نُواجه كذلك عدم التوافق مع أفضل أصدقائنا، وهذه لن تكون المرّة الأولى"، مضيفاً: "حتّى إذا تمّت العودة إلى الإتفاق النووي، إسرائيل بطبيعة الحال لن تكون طرفاً فيه وهو لا يلزمها"، وأردف: "الخطأ الذي ارتكبناه بعد الإتفاق النووي الأوّل العام 2015، لن يتكرّر".

وإذ حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن "الإيرانيين يُحاصرون إسرائيل بالصواريخ في الوقت الذي يجلسون فيه بأمان في طهران"، اعتبر أن "ملاحقة إرهابي معيّن يخضع لأوامر "فيلق القدس" لم يعُد بالأمر المنطقي، فعلينا استهداف الجهة التي تُرسله". ورأى أن "النظام الإيراني يمرّ بعملية تآكل وهو عبارة عن نظام عديم الجدوى"، مشيراً إلى أن "الذي يكون اقتصاده ضعيفاً وإدارته فاسدة ويحكم بالقوّة الهمجية والترهيب، فهو أكثر عرضة للاستهداف بكثير مِمَّا يظنّه البعض".

وقال بينيت: "نشهد مرحلة هامة في هذا النضال المستمرّ الذي تخوضه إسرائيل ضدّ إيران، والذي يُشكّل عمليّاً نضال العالم كلّه ضدّ نظام إسلامي متطرّف"، معرباً عن أمله في أن "لا يتردّد العالم، لكن حتّى إذا تردّد، فنحن لسنا بصدد التردّد". وشدّد على أنه يتعيّن على إسرائيل "الحفاظ على حرّية التصرّف والقدرة على التصرّف... مهما كانت الظروف السياسية".

وفي المؤتمر ذاته، إتهم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إيران، بشنّ هجمات على أهداف بحرية عبر طائرات مسيّرة من قواعد في شبهار (قرب حدود باكستان) وجزيرة قشم (قرب مضيق هرمز)، مشيراً إلى أن هذه المواقع الإيرانية تُستخدم لتخزين طائرات حربية مسيّرة. كما أوضح أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي "اقترح العمل مع شركاء عرب... ضدّ تهديد الطائرات المسيّرة" الإيرانية.

وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي أن "إيران لا تستخدم الطائرات بلا طيار فقط للهجوم، ولكن أيضاً لنقل الأسلحة إلى وكلائها". كما حذّر من أن طهران "لا تُشكّل تهديداً لإسرائيل فحسب، بل تُحاول أن تُصبح قوّة مهيمنة إقليمية وعالمية في نهاية المطاف"، معتبراً أن "طريقة عمل إيران للقيام بذلك، هي السيطرة على الدول الضعيفة وغير المستقرّة مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان". وأردف: "الطريقة واضحة: نأخذ دمشق أوّلاً، ثمّ نأخذ برلين".

وفي السياق عينه، لفت غانتس إلى قيام إيران بالعمل أيضاً خارج المنطقة، وقيامها بتهريب النفط والأسلحة إلى فنزويلا، وحشد "فيلق القدس" في أميركا الجنوبية وبسط نفوذها في أفغانستان، في حين قدّر وزير المال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن إيران قد تمتلك سلاحاً نووياً خلال 5 سنوات، معتبراً أن تلك الخطوة لن تتأثر بـ"محادثات فيينا"، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

بدورها، كرّرت وزارة الخارجية الأميركية أمس تحذير واشنطن من أن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي "لن تستمرّ إلى ما لا نهاية"، مهدّدةً بأنّه "إذا لم يُظهر الإيرانيون الرغبة في التوصّل إلى إتفاق، فسنلجأ إلى وسائل أخرى نُناقشها مع حلفائنا".

وفي طهران، التقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي دعا إلى "عدم تسييس المحادثات"، مشدّداً على "أهمّية العمل الفني والحيادي" للوكالة.

وقال غروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع إسلامي: "عملنا كان مكثّفًا... نُواصل مفاوضاتنا بهدف التوصّل إلى أرضية تفاهم"، مضيفاً: "نعمل أيضاً على مواضيع أخرى... من المهمّ جدّاً وضع كلّ شيء في منظور البرنامج النووي السلمي لإيران".

وعلى صعيد إقليمي آخر، نفى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأنباء التي تحدّثت عن تعرّض القاعدة الأميركية في مطار خراب الجير في ريف الحسكة، لهجوم بخمسة صواريخ، فيما كانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري قد تناقلت خبراً عن تعرّض المطار العسكري الذي تتّخذه القوات الأميركية قاعدة لها لهجوم صاروخي.