مايا الخوري

جوليان معلوف: ظروفنا الحالية فرصة للإبتكار والإنتشار

25 تشرين الثاني 2021

02 : 00

حصدت أعمال المخرج اللبناني جوليان معلوف، جماهيرية محلية واسعة، ومنها "مش أنا" و"الحب الحقيقي" و"بالقلب"، ويُعرض له حالياً المسلسل اللبناني السوري "خرزة زرقا" (تأليف كلوديا مرشليان) عبر محطة "OSN" و"MTV" اللبنانية. عن المسلسل وقطاع الدراما يتحدّث معلوف إلى "نداء الوطن".



بعد سلسلة من النجاحات الدرامية المحلية، تقدّم المسلسل اللبناني السوري "خرزة زرقا"، هل إختلفت النظرة الإخراجية مع إختلاف هوية المشاهد؟

النظرة الإخراجية واسعة تتضمن مراحل عدّة، إنما ما يختلف فعلاً هو الهدف. إذا كان العمل موجّهاً إلى جمهور عربي لا محلي، إختلفت الصورة التي نقدّمها عن البلد الذي تدور فيه الأحداث. بالنسبة إلى مسلسل "خرزة زرقا"، ركّزت على جماله وطبيعته ومنازله ومواقعه من ضمن إطار القصّة.



هل ثمة محظورات لدى التوجّه إلى الجمهور العربي؟

نتّخذ حيطة على صعيد اللغة وإنتقاء الكلمات لتكون مفهومة من قبل الجمهور العربي فلا تحمل تأويلات معيّنة، خصوصاً أن لغتنا المحكية صعبة بالنسبة إليهم.

أي عنصر هو الأهم لنجاح المسلسل، النصّ أو الإخراج أو هويّة الممثلين؟رغم أن العناصر الثلاثة أساسية لبناء المسلسل، إلا أن النصّ هو مفتاح نجاح العناصر مجتمعة. بعدها يأتي الإخراج وكيفية ترجمته للنص، ومن ثم أداء الممثلين.



لكل مخرج أسلوبه الخاص الواضح في أعماله، إنما كيف يتطوّر ويستمرّ من دون الوقوع في التكرار؟

يتطوّر من خلال إكتساب المزيد من الثقافة والمعرفة عبر الإطلاع على كل تطوّر فكري في الخارج. وكذلك من خلال قدرته على التنويع وإختيار النص الجميل المختلف عمّا قدّمه سابقاً. لهذا السبب أحضّر "سيت كوم" كوميدياً مختلفاً عن الأعمال التي قدّمتها في السابق.



هل يتأثر أداؤك الإخراجي بجودة النصّ؟

تبدأ مسؤولية المخرج عند إستلامه النص، حيث ينطلق في عملية حياكته بشكل يريح المشاهد. ويتحقق ذلك عبر تحديد هوية الجمهور أوّلاً، وكيفية التوجّه إليه، عندها تتضح الصورة والرؤية الإخراجية للنصّ.



ما أهمية أن يكون المخرج مؤلفاً أيضاً؟

يتميّز مخرج عن سواه بقدرته على حياكة النصّ. فكلّما كان ملمّاً في أسلوب الكتابة، عبّر أكثر عن رؤيته وصورته الإخراجية.



ما رأيك بالدور الذي تقوم به المنصّات الرقمية على صعيد الإنتاج الدرامي؟

توقّعنا منذ 10 سنوات أن تسبق المنصّات الرقمية الإنتاج التلفزيوني، وهي تؤدي حالياً دوراً جيّداً على صعيد الصناعة، ما أكسبها جمهوراً متابعاً من كل الدول العربية خصوصاً أن إطارها أوسع من الدراما المحلية وتعرض أعمالاً بلغات مختلفة. لا تزال الدراما المحلية للأسف، مكبّلة بالقصص التركية والمكسيكية وغيرها.






هل سنشهد إنتاجاً رقمياً على حساب الإنتاج التقليدي؟

نعم، هذا ما يسمّى بالتجارة المربحة. يدفعنا الوضع الإقتصادي الحالي إلى شدّ الهمّة والإبداع وتشكّل الظروف الحالية فرصةً للإبتكار والتوجّه إلى الخارج حيث هناك فرص أكثر لطرح مواضيع مختلفة عن المواضيع المحلية.



إنما عانينا ظروفاً قاسية في العامين المنصرمين؟

إنعكست هذه الظروف إيجاباً على القطاع، حيث إضطرّ الفنانون أن يبتكروا ويجتهدوا أكثر ويتمسّكوا بالمهنة لكسب لقمة العيش. كما أدّت هذه الظروف المالية إلى إهتمام خارجي بالتصوير عندنا، ما ساهم في توافر فرص عمل كثيرة للعاملين في هذا القطاع الذين إستفادوا مادياً بفضل النشاط الإنتاجي الدرامي على منصّة "شاهد". نتميّز بطاقات لبنانية هائلة، ولا يُستهان أبداً بثقافتنا العميقة وسعة إطلاعنا، إلا أن ما ينقصنا فعلاً هو التمويل للتعبير عن ذلك. فما إن توافر برأيي حتى إستطعنا إبراز أنفسنا من خلال المنصات.


كيف تبرز الطاقات اللبنانية الرازحة تحت وطأة الأوضاع الصعبة؟

لا تحول الظروف دون التفكير والإبداع والتعبير، والدليل هو ولادة أهم الأفلام العالمية من النكبات. ليس الفنان موظفاً عادياً، لأن الفنّ هو شغف وأسلوب حياة، وبالتالي يجب أن تشكّل هذه الظروف وسيلة للإبداع كونها تفسح في المجال أمام تسليط الضوء على مواضيع لم تكن واضحة المعالم سابقاً.



ألا تفكّر بالهجرة إلى دول عربية يتوافر فيها الإستقرار والأمان؟

لا مانع من إقتناص الفرص والعمل على مشاريع خارجية ومن ثم العودة إلى الوطن. أو تنفيذ فيلم محلي قصير لتسويقه في الخارج، أو تنفيذ مشاريع خارجية من قلب لبنان. برأيي إذا توافرت فرصة لكسب لقمة العيش من دون مغادرة بيئتنا المحلية، تعلّمنا كمخرجين وأصبحنا خلاّقين أكثر من العمل في بيئة مختلفة عنّا.



ما هي مشاريعك المقبلة؟


تنفيذ "سيت كوم" كوميدي محلي بإمتياز.



ما الذي يميّز الأعمال المحلية عن سواها؟

تحتاج الأعمال المحلية إلى جهد إضافي وتحدٍ من أجل تنفيذها في شكل يفسح في المجال أمام تسويقها في الخارج. تنتشر الأعمال المحلية متى كُتبت بواقعية وحقيقية وأضاءت بصدق على الأحداث اليومية. يجب إبراز خفّة ظلّ الشعب اللبناني، لذلك أتمنّى أن يكون "سيت كوم" جميلاً، يضيء على روح شعبنا الجميلة.


ما رأيك بالنصوص الدرامية المحلية؟

تعاني النصوص المحلية من خلل كبير، رغم أنها تُعرض عبر المنصّات. صحيح أن ثمة إبتكاراً في المواضيع لكنها لا تشبهنا ولم نتطوّر بعد. لا يوجد أحد لا يحارب عبر كتابة عمل درامي محلّي صرف، وتسويقه في الخارج، بل يكتفي بتقديم نصوص مشتركة بهدف الربح التجاري، ما يفسّر عدم إهتمام الجيل الجديد بالدراما المحلية.


MISS 3