سرطان الثدي لدى الرجال: كيف تتحسّن نتائج العلاج؟

01 : 13

سرطان الثدي مرض نادر نسبياً لدى الرجال. لذا تَقِلّ الدراسات التي تُقيّم العوامل المرتبطة بتحسين نتائج العلاج. لكن يحاول بحث جديد سدّ هذه الفجوة...

يشكّل سرطان الثدي الذكري 1% من مجموع حالات هذا السرطان. لكن يظن العلماء أن عدد الحالات ارتفع خلال العقود الأخيرة، وقد رصدوا أيضاً اختلافات بين الرجال والنساء على مستوى المعطيات البيولوجية الخاصة بورم سرطان الثدي.

كذلك، لاحظوا اختلافات أخرى بين الفئتَين. ينشأ سرطان الثدي الذكري مثلاً في مرحلة متقدمة من الحياة، ويمتد عموماً إلى الغدد اللمفاوية، ما يزيد صعوبة معالجته. تعني هذه العوامل مجتمعةً أن العلاج الذي يستهدف أشكالاً أكثر شيوعاً من سرطان الثدي قد لا يكون فاعلاً بالقدر نفسه مع الرجال.

تحت المجهر

تحسّن علاج سرطان الثدي بطريقة جذرية في السنوات الأخيرة، لكن لم يتّضح بعد أثر ذلك التحسّن على طريقة التحكم بسرطان الثدي الذكري تحديداً. أراد باحثون من مركز "مايو كلينك" في "روتشستر" فهم طريقة معالجة هذا السرطان في الولايات المتحدة والعوامل التي تسمح بتحسين النتائج النهائية. فأجروا واحدة من أكبر الدراسات عن هذا المرض حتى الآن، ونشروا نتائجهم حديثاً في مجلة "السرطان".

لاستكشاف الموضوع، استعان العلماء بـ"قاعدة البيانات الوطنية للسرطان"، ودققوا بسجلات رجال مصابين بسرطان الثدي (بين المرحلتين الأولى والثالثة)، بين العامَين 2004 و2014. في النهاية، ارتكزت الدراسة على بيانات 10873 رجلاً.

بلغ متوسط أعمار المشاركين عند تشخيص المرض لديهم 64 عاماً، وتم تشخيص 51% من الحالات بين عمر 50 و69 عاماً. أخيراً، اقتصرت نسبة من تلقوا التشخيص قبل عمر الخمسين على 15%.

اكتشف الباحثون أن 24% من الرجال خضعوا لجراحة من دون استئصال الثدي، بينما تلقى 70% منهم علاجاً بالأشعة. تبيّن أيضاً أن 44% من المرضى خضعوا للعلاج الكيماوي، بينما تلقى 62% منهم علاجاً مضاداً للأستروجين لأن أورامهم ارتبطت بمستقبِلات هذا الهرمون.على مر 10 سنوات، رصد الباحثون زيادة ثابتة في معدلات استئصال الثدي الكامل والوقائي (يزيل الجراح في هذه الحالة الثدي السليم كتدبير وقائي)، ولاحظوا زيادة شيوع اختبارات الجينوم للأورام والعلاج المضاد للأستروجين.

على صعيد آخر، أراد الباحثون معرفة العوامل التي تنذر بأسوأ النتائج الصحية. فاكتشفوا أن التوقعات تسوء لدى الرجال السود، وكبار السن، والمصابين بمشاكل صحية مستمرة أو بأورام بلغت مراحل متقدمة.

كذلك، تدهورت النتائج لدى من خضعوا لاستئصال كامل الثدي. لكن يوضح الباحثون أن هذه النتيجة قد تنجم عن ارتفاع عدد المصابين بأورام كبيرة أو بأمراض في الغدد اللمفاوية في هذه الفئة.

في المقابل، تحسنت النتائج المتوقعة لدى المقيمين في المناطق ذات الدخل المرتفع، والمصابين بأورام تحمل مستقبلات البروجستيرون، أو من تلقوا علاجاً كيماوياً أو بالأشعة أو علاجاً مضاداً للأستروجين.

تقول الدكتورة كاثرين رودي التي شاركت في الإشراف على الدراسة: "تستطيع الاختلافات الصحية التي رصدناها على مستوى الانتماء العرقي والوضع الاقتصادي والسن توجيه الجهود المستقبلية لاستهداف المقاربات الرامية إلى تحسين نتائج علاجات سرطان الثدي الذكري".

مع ذلك، يلفت الباحثون إلى بعض الضوابط في دراستهم. فلم يطّلعوا مثلاً على أسماء الأدوية التي وصفها الأطباء، ولم يتأكدوا في جميع الحالات من عدم تجدد السرطان بعد العلاج. كذلك، شملت المجموعات الفرعية أعداداً صغيرة من المشاركين أحياناً، منهم من هم مصابون بأورام تفتقر إلى مستقبلات الأستروجين، لذا يصعب تعميم النتائج على جميع المرضى. مع ذلك، تبقى هذه الدراسة الأكبر من نوعها، لذا يأمل الباحثون في أن تُوجّه نتائجهم الأطباء الذين يعالجون الرجال المصابين بسرطان الثدي وتُمهّد لإجراء أبحاث مستقبلية عن هذا المرض الذي يجهله الكثيرون.


MISS 3