للَجْم أعمال شغب ونهب واسعة اندلعت فيها

أستراليا تنشر قوّة حفظ سلام في جزر سليمان

02 : 00

أُحرق العديد من المباني في الحي الصيني في هونيارا أمس (أ ف ب)

سارعت أستراليا إلى إرسال قوّة لحفظ السلام إلى جزر سليمان أمس، سعياً للجم أعمال شغب وعنف تُهدّد بإسقاط حكومة الدولة الواقعة في المحيط الهادئ، وتخلّلها إحراق عدد من المباني في عاصمتها.

وفي أعقاب يوم ثان من احتجاجات عنيفة شهدت أعمال شغب ونهب واسعة النطاق، وإحراق العديد من المباني، أمر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بنشر قوّة قوامها 100 عنصر من الشرطة والجيش. وعلى الرغم من قرار حكومي بفرض الإغلاق، نزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة هونيارا للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء ماناسيه سوغافار.

وجاءت التوترات على خلفية استياء من جرّاء التداعيات الإقتصادية الناجمة عن الفيروس التاجي، ونقمة مزمنة لأهالي جزيرة مالايتا، الأكبر لجهة التعداد السكاني، على الحكومة المركزية في غوادلكنال.

وأُحرق العديد من المباني في الحي الصيني في هونيارا أمس، بما في ذلك شركات وفرع لأحد المصارف، بينما أعربت الحكومة الصينية عن "قلق بالغ" إزاء ما يبدو استهدافاً لشركات يملكها صينيون.

ودعا المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان حكومة جزر سليمان إلى "اتّخاذ كلّ الإجراءات الضرورية لتأمين حماية الرعايا الصينيين والمؤسّسات الصينية". واندلعت الاضطرابات الأربعاء عندما حاول متظاهرون اقتحام مقرّ البرلمان للمطالبة باستقالة سوغافار، وخرّبوا مراكز للشرطة المحلّية وأرهقوا الشرطة الوطنية. وكان سوغافار قد أكد في بادئ الأمر أن حكومته تُسيطر كلّياً على الوضع، وأن "البلاد في أمان"، محذراً مثيري الشغب من أنهم "سيُواجهون أشدّ العقوبات التي ينصّ عليها القانون".

لكن في غضون ساعات أُضرمت النيران في أنحاء هونيارا وتصاعدت سحب الدخان في سماء العاصمة، وطلب سوغافار من أستراليا إرسال قوات. وسارع موريسون إلى إعلان نشر القوّة الأسترالية فوراً، وتوقع أن تستمرّ مهمّتها "بضعة أسابيع"، بعكس مهمّة سابقة لكانبيرا لحفظ السلام في جزر سليمان، استمرّت بين 2003 و2017 وبلغت كلفتها 2.2 مليار دولار أميركي. وقال رئيس الوزراء الأسترالي: "لا تنوي الحكومة الأسترالية بأي شكل التدخل في الشؤون الداخلية لجزر سليمان، حلّ المسألة يعود إليهم"، مضيفاً: "هدفنا هناك إرساء الإستقرار والأمن".

وشهدت جزر سليمان توترات إتنية متكرّرة وأعمال عنف منذ استقلالها عن بريطانيا العام 1978. ولم تهدأ التوترات سابقاً إلّا بعد نشر بعثة أسترالية لحفظ السلام.

ومنذ العام 2019 تأجّج النزاع بسبب خلاف حول قرار سوغافار المفاجئ قطع العلاقات الديبلوماسية مع تايوان والاعتراف ببكين، في حين عارضت سلطات مالايتا القرار واستمرّت بالتواصل مع سلطات تايبيه. ونتيجة لذلك، لا تزال هذه المقاطعة تتلقى مساعدات من تايبيه وواشنطن.