مقتل العشرات خلال اشتباكات قبليّة في غرب دارفور

السودان: تظاهرات تُطالب بإسقاط "حكم العسكر"

02 : 00

شهدت شوارع الخرطوم تظاهرات حاشدة أمس (أ ف ب)

على الرغم من الإتفاق المُثير للجدل الذي أعاد رئيس الوزراء المدني عبدالله حمدوك إلى منصبه بعد إقالته بقرار من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان في 25 تشرين الأوّل، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع السودان أمس مطالبين بإسقاط "حكم العسكر".

وبينما اعتبرت الأمم المتحدة أن التظاهرات تُعدّ اختباراً للجيش الذي يُحاول استعادة الدعم الدولي، تفرّق المتظاهرون بهدوء مع حلول المساء في الخرطوم وفي دارفور (غرب) وشمال كردفان (وسط) وفي جنوب الخرطوم وفي كسلا (شرق)، حيث خرجت مسيرات.

وحصل حادث وحيد من دون أن يُسفر عن سقوط قتلى، عندما أطلقت قوات الأمن القنابل المسيّلة للدموع على المتظاهرين في ضاحية الخرطوم وفي وسط البلاد وغربها.

ومنذ أيّام دعا الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي إلى تظاهرات جديدة الخميس أطلقوا عليها "مليونية الوفاء للشهداء" الذين سقطوا خلال قمع قوات الأمن للتظاهرات المندّدة بالإنقلاب العسكري.

ورأى صديق الجبير، الذي شارك في تظاهرات العاصمة السودانية، أن إتفاق حمدوك مع البرهان "ما هو إلّا خنجر في ظهر ثورة" 2019، فيما قالت سهير حمد النيل: "خرجت أوّلاً للمطالبة بالقصاص للذين قُتِلوا بعد إنقلاب البرهان، وثانياً لرفض إتفاق البرهان وحمدوك لأنّه يُريد قطع الطريق على حكومة مدنية كاملة"، مضيفةً: "لا نُريد دوراً للعسكريين في السياسة".

وهتف المتظاهرون في منطقة أم درمان: "حكم العسكر ما يتشكر" و"المدنية خيار الشعب". كما ردّد محتجّون في شارع الستين بوسط الخرطوم: "الشعب يُريد إسقاط النظام". وهتفوا أيضاً ضدّ البرهان واتهموه بأنّه مرتبط بالإسلاميين وبنظام عمر البشير الذي أُسقط إثر الثورة الشعبية في العام 2019. وعلّقت مكبّرات صوت أخذت تبثّ أُغنيات كانت تُسمع كذلك إبّان الثورة ضدّ البشير.

من جانب آخر، قُتِلَ 43 شخصاً جرّاء إشتباكات قبليّة نشبت في إقليم دارفور غرب السودان، بسبب نهب الماشية. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإنّ "التقارير الأولية تُشير إلى مقتل ما لا يقلّ عن 43 شخصاً، وإحراق ونهب 46 قرية، وإصابة عدد غير معروف من الأشخاص بسبب القتال المستمرّ".

وأشار إلى نزوح غالبيّة المتضرّرين على خلفية أعمال العنف وقد بلغ عددهم 4300 شخص. وأوضح مفوّض العون الإنساني عمر عبد الكريم لوكالة "فرانس برس" من الجنينة عاصمة غرب دارفور أن العنف اندلع منذ 17 تشرين الثاني بين قبيلة المسيرية الجبل ومجموعة من القبائل العربية، في منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور.

ويقطن منطقة جبل مون الصخرية مجموعات من المزارعين والرعاة ويتجاوز عدد سكّانها 66 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة. وفي العام 2003 شهد إقليم دارفور حرباً أهلية إبّان حكم البشير الإستبدادي.

والحرب التي خلّفت 300 ألف قتيل نشبت عندما حملت مجموعة تنتمي إلى أقليّات غير عربية السلاح ضدّ حكومة البشير، بسبب إضطهادها وتهميشها سياسيّاً وإقتصاديّاً. وقبل أكثر من عقد، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرة اعتقال بحق البشير، متّهمةً إيّاه بارتكاب جرائم "إبادة جماعية" أثناء نزاع دارفور.