عودة أوروبية إلى "تعزيز القيود"

رصد "متحوّرة جديدة" شديدة العدوى

02 : 00

عضو في الطاقم الطبي يتلقى جرعة معزّزة في أحد مستشفيات ووهان أمس (أ ف ب)

إكتُشفت "متحوّرة جديدة" من "كورونا" شديدة العدوى في جنوب أفريقيا، حيث قال عالم الفيروسات توليو دي أوليفيرا خلال مؤتمر صحافي عُقِدَ افتراضيّاً وأشرفت عليه وزارة الصحة: "للأسف، اكتشفنا متحوّرة جديدة مُثيرة للقلق في جنوب أفريقيا"، مضيفاً: "تظهر المتحّورة "بي.1.1.529" عدداً مرتفعاً جدّاً من الطفرات ويُمكننا رؤية أن لديها القدرة على أن تنتشر بسرعة كبيرة".

وكان فريقه من معهد "كريسب" للبحوث المدعوم من جامعة "كوازولو - ناتال" اكتشف المتحوّرة "بيتا" العام الماضي. ويُمكن تحوّلات الفيروس الأوّلي أن تجعله أكثر قابلية للإنتقال إلى حدّ يُصبح فيه مهيمناً، وهذه كانت الحال مع المتحوّرة "دلتا" التي اكتُشفت في الهند والتي، بحسب منظمة الصحة العالمية، خفّضت من فعالية اللقاحات بنسبة 40 في المئة.

وفي هذه المرحلة، يجهل العلماء ما إذا كانت اللقاحات المتاحة حاليّاً فعّالة ضدّ المتحوّرة الجديدة التي اكتشفوها، الأمر الذي يُثير مخاوف جدّية حول العالم. وقال البروفسور ريتشارد ليسيلز، وهو باحث آخر في معهد "كريسب": "ما يُقلقنا هو أن هذه المتحوّرة قد لا تكون لديها قدرة على الإنتقال بشكل أسرع فحسب، بل أن تكون أيضاً قادرة على إتلاف أجزاء من جهاز المناعة لدينا".

وأوضح المعهد في بيان أن "عدد الإصابات المكتشفة ونسبة الإختبارات الإيجابية تتزايد بسرعة"، خصوصاً في مقاطعة غوتنغ الأكبر من حيث عدد السكان والتي تشمل بريتوريا وجوهانسبرغ. وحذّر العلماء من أن المنشآت الصحية تتوقع موجة جديدة من المرضى في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وفي مواجهة "العاصفة الوبائية" التي بدأت تهبّ في أوروبا، أعلنت فرنسا تعزيز القيود الصحية، لكن من دون تدابير حجر أو حظر تجوّل. وأعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران عودة إلزامية وضع الكمامات في الأماكن المغلقة اعتباراً من اليوم، بما في ذلك الأماكن التي يُطلب فيها التصريح الصحي (مطاعم ومراكز تسوّق وأماكن ترفيه ومتاحف...).

وفُرِضَت قيود أخرى أقلّ صرامة في بلدان مثل لاتفيا وهولندا. كما أُعيد فرض قيود إضافية في سلوفاكيا وإيطاليا. كذلك، يجري النظر في تعزيز التدابير في هولندا، حيث تسبّبت القيود الصحية في السابق في أعمال شغب غير مسبوقة.

وبالنسبة إلى رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دو كرو، الذي سيعقد اجتماعاً عاجلاً اليوم لاتخاذ قرار في شأن فرض إجراءات جديدة، فإنّ الإرتفاع في عدد الإصابات وحالات الإستشفاء "أعلى من الإتجاهات الأكثر تشاؤماً" التي حدّدها الخبراء العلميون الأسبوع الماضي.

وتُواجه ألمانيا، التي كانت في السابق مثالاً يُحتذى به في مكافحتها للجائحة، أعنف موجة وبائية، فيما تستعدّ الحكومة الإئتلافية الجديدة لتولّي مهمّاتها. وتوفي 100119 شخصاً بالفيروس الفتّاك في ألمانيا منذ بداية تفشي الوباء، بحسب ما أعلنت هيئة الصحة الألمانية. وسجّلت البلاد خلال 24 ساعة عدداً قياسيّاً من الإصابات الجديدة بلغ 75961 إصابة.

من جانبها، أوصت المفوضية الأوروبّية بإعطاء جرعة معزّزة في موعد لا يتجاوز 9 أشهر بعد الجرعة الثانية من اللقاح، بهدف تمديد صلاحية الشهادة الصحية الأوروبّية، التي لن يُعترف بصحتها بلا هذه الجرعة، في وقت أعلنت فيه الهيئة الناظمة الأوروبّية للأدوية الموافقة على إعطاء لقاح "فايزر" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، ما يُمهّد الطريق أمام بدء تطعيم هذه الفئة في دول الاتحاد الأوروبي. بالتوازي، كشف تقرير صادر عن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية أن اللقاحات أنقذت حياة نصف مليون شخص في أوروبا.


MISS 3