ماكرون يتعهّد بمحاربة "الإرهاب الإسلامي"

01 : 28

دعا الرئيس الفرنسي الأمّة بأكملها إلى التحرّك في وجه "الوحش الإسلامي" (أ ف ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إلى "معركة دون هوادة" في مواجهة "الإرهاب الإسلامي"، وذلك خلال مشاركته في مراسم تكريم أربعة من عناصر شرطة باريس قُتِلوا الخميس على يد زميل لهم اعتنق الإسلام وتبنّى أفكاراً متطرّفة. كما طالب ماكرون، الفرنسيين، بـ"التكاتف" بعد هذا الهجوم الدموي غير المسبوق، الذي وقع داخل مديريّة يُفترض بها أن تكون أحد رؤوس حربة أمن الدولة. وقال ماكرون: "سقطوا بضربات إسلام زائف يحمل الموت ويتعيّن علينا القضاء عليه"، وذلك في كلمة أمام النعوش الأربعة في باحة مقرّ شرطة باريس، حيث قَتَلَ شرطي مرتكب الاعتداء ميكايل هاربون، بعد قتله زملاءه.

ودعا الرئيس الفرنسي، الأمّة بأكملها، إلى التحرّك في وجه "الوحش الإسلامي"، وإلى التكاتف عبر "بناء مجتمع حذر"، مضيفاً: "ستتّضح الوقائع وتُرفع الشكوك وتُحدّد المسؤوليّات وتأخذ العدالة مجراها". وعثرت أجهزة مكافحة الإرهاب على قرص مدمّج الكتروني لتخزين المعلومات، يتضمّن تسجيلات فيديو دعائيّة لتنظيم "داعش" ومعلومات عن زملاء، في مكتب هاربون، وفق ما كشف مصدر قريب من الملف لوكالة "فرانس برس". ويبحث المحقّقون عن شركاء محتملين في الأوساط الإسلاميّة المتطرّفة، كما يُحاولون استيضاح طبيعة المعلومات التي قد يكون المعتدي وصل إليها في مقرّ الشرطة، حيث كان يعمل منذ العام 2003 بصفة تقني.

وفي هذا الإطار، تعرّض وزير الداخليّة كريستوف كاستانير إلى هجمات عدّة بعد الاعتداء الإرهابي، وسيتوجّب عليه حضور جلسات استماع برلمانيّة تتعلّق في هذا الخصوص. وقبل التكريم، حضر الوزير أمام لجنة الاستخبارات البرلمانيّة لسؤاله عن "أماكن الخلل"، في جلسة مغلقة. كما حضر لاحقاً أمام لجنة القوانين في الجمعيّة الوطنيّة، وسيحضر كذلك أمام لجنة القوانين في مجلس الشيوخ غداً الخميس، في حين أعلن رئيس الجمعيّة الوطنيّة ريشار فيران أنّه سيُوافق على طلب "الجمهوريين" (يمين، معارضة) بتشكيل لجنة تحقيق حول الهجوم، موضحاً أنّها ستبدأ عملها "بدءاً من الأسبوع المقبل".

ومنذ الهجوم، يسعى كثر إلى فهم كيفيّة تمكّن ميكايل هاربون من التفلّت من الرصد. وبحسب وزارة الداخليّة، فقد بدرت عنه مؤشّرات تطرّف إسلامي محتمل أثناء عمله في مديريّة الاستخبارات في شرطة باريس. ووفق تقرير داخلي، فإنّ هاربون، الموظّف الإداري المخوّل الإطلاع على أسرار رسميّة، علّق أمام زميلين على اعتداء "شارلي ايبدو" في كانون الثاني 2015 والذي تسبّب بسقوط 12 قتيلاً، بالقول: "هذا جيّد"، ولكنّهما لم يوجّها بلاغاً مكتوباً إلى إدارتهما، بينما اعتبر وزير الداخليّة أنّ "البلاغ كان من شأنه أن يكون كفيلاً بفتح تحقيق شامل". وفي محاولة لتهدئة الجدل، دعا كاستانير إلى أن يتحوّل من الآن فصاعداً كلّ تحذير حول مسائل تطرّف إلى "بلاغ تلقائي"، من دون مزيد من التوضيحات.

واعتنق هاربون الإسلام قبل نحو عشرة سنوات، وكان يُخالط التيّار السلفي، وفق المحقّقين الذين يبحثون أيضاً عن احتمال معاناته من اضطرابات نفسيّة. وكلّف رئيس الوزراء ادوار فيليب، مفتّشية جهاز الاستخبارات، متابعة تحقيقَيْن إداريَيْن طلب فتحهما. وأخلت السلطات مساء الأحد سبيل زوجة هاربون، بعد ثلاثة أيّام من الاحتجاز الموَقت، إثر توقيفها في منزل أسرتهما في غونس في ضواحي باريس.