المعركة تستعر بين ترامب والديموقراطيين

01 : 32

ترامب مستمرّ بشنّ هجماته العنيفة على الديموقراطيين (أ ف ب)

احتدمت المواجهة السياسيّة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخصومه الديموقراطيين، إذ وصف الرئيس الجمهوري أمس، جلسات الاستماع الحاليّة في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزله بأنّها "مهزلة"، مبرّراً بذلك قرار وزارة الخارجيّة منع السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند الإدلاء بشهادته.

وهكذا، صعّدت إدارة ترامب من حدّة "المعركة السياسيّة" أمس مع الديموقراطيين في الكونغرس، عبر منعها السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي من الإدلاء بشهادة في إطار التحقيق المتعلّق بإجراءات عزل الرئيس الجمهوري. وكان السفير سوندلاند قد وافق طواعيّة على الادلاء بشهادته، لكن طلبت وزارة الخارجيّة الأميركيّة منه عدم القدوم للإدلاء بشهادته المقرّرة، من دون توضيح أسباب هذا القرار، كما أفاد محاميه روبرت لوسكن.

وأكّد لوسكن أن سوندلاند، وهو مستثمر الفنادق الثري والمتبرّع الرئيس لحملة ترامب الرئاسيّة 2016، سافر من بروكسل إلى واشنطن وكان مستعدّاً للشهادة، مضيفاً: "السفير سوندلاند يعتقد حقاً أنّه تصرّف دائماً لخدمة مصالح الولايات المتّحدة الأميركيّة على أفضل وجه، ومستعدّ للإجابة على أسئلة اللجنة بشكل كامل وصادق".

وفيما أشار المحامي إلى أن الخارجيّة كانت وراء القرار، سارع ترامب إلى تبنّي المسؤوليّة عنه، وأوضح أنّه كان يرغب في أن يُرسل سوندلاند للمثول أمام مجلس النوّاب، و"لكن للأسف فقد كان سيُدلي بشهادته أمام محكمة مهزلة يتمّ فيها نزع حقوق الجمهوريين، ولا يُسمح لعامة الناس برؤية الحقائق الصادقة".

وتُصعّد هذه الخطوة التي جاءت قبل ساعات من إفادة سوندلاند، المواجهة المفتوحة بين البيت الأبيض والديموقراطيين، الذين يُحقّقون في إمكانيّة ارتكاب ترامب مخالفات قد تؤدي بنظرهم إلى عزله، ومن بينها عرقلة العدالة. وذكر الديموقراطيّون الذين يقودون التحقيق، مراراً، أن جهود الإدارة لعرقلة التحقيق ستُعتبر عرقلة للعدالة، وشدّدوا على هذه النقطة مجدّداً أمس بعد خطوة البيت الأبيض.

وفي هذا الصدد، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النوّاب آدام شيف للصحافيين: "نعتبر عدم السماح بمثول هذا الشاهد دليلاً إضافيّاً على عرقلة الوظائف الدستوريّة للكونغرس". وسوندلاند، واحد من عدد من الديبلوماسيين الأميركيين الذين ظهر اسمهم على سلسلة من الرسائل النصيّة التي تمّ تقديمها للديموقراطيين الذين يقودون التحقيق. وتُظهر الرسائل بين الديبلوماسيين ومحامي ترامب الشخصي رودي جولياني ومساعد في الرئاسة الأوكرانيّة، أنّهم ساعدوا على تنسيق جهود الإدارة في الضغط على أوكرانيا للتحقيق في شأن المرشّح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن، وفق وجهة نظر الديموقراطيين.

كذلك، رأى الرؤساء الديموقراطيّون للجان المكلّفة في هذا التحقيق، أن البيت الأبيض "بمنعه لاعباً أساسياً في المسألة الأوكرانيّة من الادلاء بشهادته، يُحاول مرّة أخرى عرقلة التحقيق الهادف إلى عزل ترامب"، محذّرين من أنّهم سيوجّهون أوامر إلى السفير سوندلاند لإجباره على الإدلاء بشهادته وتسليم الوثائق التي لا تُريده وزارة الخارجيّة أن يُسلّمها، في وقت أعلن السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، أنّه ينوي دعوة رودي جولياني إلى المثول أمام مجلس الشيوخ، حيث الأكثريّة للجمهوريين وتقديم شهادته في شأن مسائل فساد في أوكرانيا. وهذا يعني أن الجمهوريين يُمهّدون للتركيز سياسيّاً وإعلاميّاً على الشكوك في شأن ملفات فساد كبيرة كالتي يتكلّم عنها المحامي جولياني منذ أشهر والتي تحوم حول جو بايدن وابنه هانتر.

وفي المحصّلة، انتقل البيت الأبيض إلى الهجوم المضاد في هذا التحقيق الحسّاس، رافضاً طلبات عدّة تقدّم بها الديموقراطيّون، معتبراً أن الهدف منها هو الإضرار بترامب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسيّة المقبلة في العشرين من تشرين الثاني 2020، بينما ذهب الديموقراطيّون إلى حدّ التذكير بأنّ أحد الأسباب الثلاثة التي دفعت إلى الدخول في اجراءات لعزل الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون العام 1974 قبل استقالته، كانت عرقلة عمل العدالة، في تهديد صريح لترامب.


MISS 3