سينما الصين القارّية تغيب عن Golden Horse

02 : 00

يقام اليوم في تايوان احتفال توزيع جوائز "غولدن هورس" السينمائية، لكن هذه النسخة، وهي الثالثة، ستتميز بغياب الأفلام الجماهيرية من البر الرئيسي للصين توخياً لتجنيب مؤلفيها وممثليها أي مشاكل. ورغم عدم منح جوائز للمخرجين والممثلين من الجزء القاري من الصين، تتفق الأوساط السينمائية على أن مكافآت "غولدن هورس" تشكّل في "السياق السياسي الحالي" حصناً مهماً ضد رقابة بكين.

ويعود هذا الغياب إلى الخطاب الذي ألقاه عام 2018 مخرج تايواني أيّد فيه استقلال الجزيرة ما أثار حفيظة بكين وأدى إلى دعوة رسمية لمقاطعة المهرجان. وتعتبر بكين تايوان مقاطعة متمردة ينبغي أن تعود إلى سلطتها، وحذرت من أن أي إعلان لاستقلالها سيكون دافعاً للحرب. ولم تُعرَض أي أفلام من البر الرئيسي للصين عام 2019 بناءً على طلب من المجلس الوطني الصيني للسينما الذي أمر المخرجين والممثلين بمقاطعة الاحتفال. كذلك تخلت أفلام عدة من هونغ كونغ عن المسابقة في ذلك العام كما فعل الرعاة الدوليون، تحت ضغط من بكين. وكان هذا الضغط أقل قوة في العامين التاليين، لكن السينما الصينية الجماهيرية وبعض المعلنين يفضلون الاستمرار في توخي الحذر.

وأوضح المنظمون أن أكثر من 200 فيلم، معظمها مستقل، من هونغ كونغ والصين قدمت ترشيحاتها هذا العام، لكن لم يُقبل سوى فيلمين فحسب من الصين القارية. وفضلت أهم الإنتاجات السينمائية من الصين القارية البقاء بعيدة من هذا المهرجان خوفاً من العواقب.

ويهدف قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على الإقليم شبه المستقل في حزيران2020، رداً على الحركة المؤيدة للديموقراطية، إلى تجريم كل ما يمكن اعتباره "انفصالاً وتخريباً وإرهاباً وتواطؤاً مع قوى أجنبية". وفي تشرين الأول، عزز مسؤولو المدينة الرقابة على الأفلام من خلال قانون يتيح للسلطات حظر الأفلام السابقة التي تهدد الأمن القومي. ومنعت السلطات أخيراً عرض فيلم تايواني قصير بعدما رفض المخرج حذف المشاهد التي تستحضر الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2020 في الجزيرة الديموقراطية المستقلة.