"الأطلسي" يحذّر موسكو... وكييف تتحضّر للحرب

روسيا - أوكرانيا: هدوء ما قبل العاصفة؟

02 : 00

جندي أوكراني يتجوّل داخل أحد الخنادق في شرق البلاد أمس (أ ف ب)

التوتّر بين موسكو وكييف عند أعلى مستوياته منذ أشهر، فيما تُقرع "طبول الحرب" مع حشد روسيا قوّاتها بكثافة قرب الحدود الأوكرانية، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التعبير عن قلقه من إشارات "خطرة جدّاً" تُرسلها موسكو إلى بلاده، لكنّه أبدى في الوقت عينه استعداد كييف الكامل لتصعيد عسكري محتمل مع "بلاد القياصرة".

واعتبر الرئيس الأوكراني أن روسيا تبحث عن ذريعة لتدخل عسكري في بلاده، وقال زيلينسكي: "هناك اليوم تهويل من أن الحرب ستبدأ غداً"، مضيفاً: "نحن مستعدّون كليّاً لكلّ تصعيد".

وتابع: "علينا الاعتماد على أنفسنا، على جيشنا، إنّه قوي"، مديناً "أعمال ترهيب" توحي بأن الحرب وشيكة، فيما أعلنت قوّاته عن مقتل جندي على خط الجبهة مع الإنفصاليين الموالين لموسكو في الشرق. ودعا أيضاً نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى القول علناً إنّه لا ينوي اجتياح أوكرانيا، ما سيُشكّل "إشارة هامة".

ووسط هذا التوتّر الجيوسياسي، تلقّت كييف جرعة دعم من الغرب، إذ حذّر الأمين العام لـ"حلف شمال الأطلسي" ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في مقر الحلف روسيا من "التداعيات" و"الثمن الذي ستدفعه إذا لجأت إلى القوّة ضدّ أوكرانيا" بعد نشرها "قوات مستعدّة للقتال" على حدود هذا البلد، وقال: "نحن قلقون جدّاً لما يحدث. روسيا نشرت للمرّة الثانية هذا العام معدّات ثقيلة ودبّابات وقوّات مستعدّة للقتال على حدود أوكرانيا. إنّها تُكثف الخطاب العدائي ونواياها ليست واضحة".

كذلك، أوضحت مساعدة وزير الخارجية الأميركي كارين دونفرايد أن الولايات المتحدة "تُراقب من كثب" الوضع "وستتشاور" مع شركائها حول "طريقة وقف" تحرّك روسي محتمل، فيما عبّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي في لندن عن "الدعم الثابت" لأوكرانيا، بحسب بيان صادر عن "10 داونينغ ستريت".

ميدانيّاً، وعلى الرغم من الهدوء الظاهر، يُراقب جندي أوكراني يحمل سلاحه الرشاش السهوب الرمادية في اتجاه مواقع الإنفصاليين الموالين لروسيا، ويبدو متيقظاً. مرتدياً خوذة وسترة واقية من الرصاص، يقول الجندي البالغ 21 عاماً وكنيته "جورا": "لا أستبعد احتمال وقوع هجوم كبير".

ويُضيف جورا الذي يُدافع عن المواقع الأوكرانية قرب قرية تالاكيفكا في منطقة دونيتسك شرق البلاد: "نردّ من حين إلى آخر على نيران العدو". وبالنسبة لجورا "قد يكون (الروس) يُريدون زيادة الضغط" أو "ببساطة رفع منسوب التوتر داخل المجتمع الأوكراني". لكنّه لا يستبعد إمكانية وقوع هجوم، ويُشدّد: "أنا مستعدّ لذلك... سنردّ على العدو بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى".

وعلى بُعد كيلومترات قليلة من جورا، يُشارك الجندي الأوكراني أناتوليتش في تدريب على الرماية بواسطة رشاش كلاشنيكوف. ويقول الجندي البالغ 21 عاماً والمتحدّر من منطقة تشيرنيفتسي في غرب البلاد: "الوضع هادئ إلى حدّ ما في الوقت الحالي، لكنّه هدوء قد يسبق العاصفة"، إذ هناك "احتمال كبير جدّاً" لنشوب حرب مع موسكو.


MISS 3