عون التقى أمير قطر: المرحلة تتطلب وقوف الدول العربية الى جانبنا

12 : 57

أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لرئيس الجمهورية ميشال عون خلال استقباله له قبل ظهر اليوم في الديوان الاميري في الدوحة، ان "قطر تقف الى جانب لبنان، ومستعدة لمساعدته في كل المجالات التي يتطلبها نهوض لبنان من الظروف الصعبة التي يعيشها والتي انعكست سلبا على اللبنانيين في حياتهم اليومية"، فيما اعتبر الرئيس عون ان "الدعم الذي تقدمه قطر للبنان، نموذجي ويؤكد علاقات الاخوة والتعاون التي تجمع بين البلدين الشقيقين".

مواقف الرئيس عون وامير قطر جاءت خلال المحادثات التي عقدت في الديوان الاميري بعيد وصول رئيس الجمهورية الى مطار الدوحة الدولي عند العاشرة قبل ظهر اليوم بتوقيت الدوحة حيث كان في استقباله وزير الرياضة والشباب القطري صلاح بن غانم العلي على رأس وفد من الديوان الاميري، سفيرة لبنان في قطر فرح بري وكبار موظفي السفارة.

ثم انتقل عون والوفد المرافق الى الديوان الاميري مباشرة، حيث عقد لقاء موسع شارك فيه عن الجانب القطري رئيس الديوان الاميري الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الشباب والرياضة صلاح بن غانم العلي، وزير الدولة لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي، رئيس جهاز امن الدولة عبد الله بن محمد الخليفي، وزير الدولة للشؤون القطرية سلطان بن سعد المريخي. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الطاقة والمياه وليد فياض، سفيرة لبنان في قطر فرح بري، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، والمستشارون الوزير السابق بيار رفول، رفيق شلالا واسامة خشاب.

في مستهل المحادثات، رحب أمير قطر بالرئيس عون، شاكرا له تلبيته الدعوة التي كان وجّهها اليه لحضور افتتاح بطولة كأس العر ب- فيفا 2021 في كرة القدم، وتدشين الملاعب الاولمبية الجديدة، معتبرا ان "لهذه الزيارة معاني خاصة نظرا لما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من اواصر المحبة".

وقال: "ان قطر كانت وستبقى دائما الى جانب الشعب اللبناني في كل الطريق التي مر بها خلال الاعوام الماضية، وهي علاقة تاريخية متجذرة، وما تقدمه قطر للبنان واللبنانيين هو اقل الواجب".

ونوه الامير تميم بـ "دور اللبنانيين في قطر، وما يقدمونه في مجالات عملهم واختصاصهم"، مؤكدا "الترحيب الدائم باللبنانيين الذين بات عددهم يتخطى الـ 55 الف شخص".

وتحدث عن "الظروف الصعبة التي يمر فيها اللبنانيون وقدرتهم على النهوض من جديد"، لافتا الى ان بلاده "سعيدة جدا بأي تعاون يقوم بين البلدين في المجالات كافة". ولفت الى "استعداد بلاده للمساهمة في الاستثمار في لبنان بعد انجاز القوانين المناسبة لذلك"، مؤكدا "الرغبة في العمل مع لبنان على تجاوز الظروف الراهنة"، لافتا الى انه "سوف يوفد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت في الفترة المقبلة، لمتابعة البحث في التطورات، وتقديم المساعدة الضرورية للبنان".

وأعرب الامير تميم عن امله في ان "تجد الازمة القائمة بين لبنان وعدد من دول الخليج حلولا في القريب العاجل، ولا سيما أن لبنان كان دائما الى جانب الدول العربية والخليجية كافة".

بدوره رد الرئيس عون شاكرا للامير تميم دعوته، وأعرب عن سروره لتلبيتها، مقدرا خصوصا "الدعم الدائم الذي قدمته قطر للبنان والمساعدات التي ساهمت في التخفيف من معاناة اللبنانيين". كما شكر له "ما تقدمه بلاده للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية"، معربا عن أمله في أن "يتعزز التعاون بين البلدين أكثر لما فيه مصلحة الشعبين".

ورحب بأي "استثمار تقوم به قطر لتنفيذ مشاريع انمائية في لبنان في مجالات الطاقة والكهرباء والقطاع المصرفي وغيرها، حيث الفرص كثيرة ومتفرعة".

وعرض عون الظروف التي يمر بها لبنان حاليا، لافتا الى انها نتيجة تراكمات تجمعت منذ سنوات، بالاضافة الى "سياسات اقتصادية خاطئة تم اعتمادها". وقال ان "الجهود قائمة حاليا لوضع برنامج للنهوض الاقتصادي في البلاد سوف يعرض على صندوق النقد الدولي لاطلاق ورشة عمل متعددة الوجوه، تعالج الثغرات التي اوصلت البلاد الى ما هي عليه حاليا من أزمات".

وتناول البحث بين عون والامير تميم مواضيع عدة، لا سيما منها اعادة تأهيل مرفأ بيروت وتأمين الطاقة الكهربائية والتعاون في مجال النفط والغاز حيث تقرر ان يعقد الوزير فياض اجتماعا مع نظيره القطري لاستكمال البحث في النقاط التفصيلية اللازمة، لا سيما بعدما اطلق لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في كانون الثاني 2022.

واتفق الرئيس عون والامير تميم على ان يعقد الوزراء المعنيون في كل من لبنان وقطر، اجتماعات للبحث في المواضيع المشتركة التي تهم البلدين وفق الاتفاقات المعقودة بين البلدين.

خلوة ثنائية

وعلى الاثر، عقد الرئيس عون وامير قطر خلوة ثنائية استكمل خلالها البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وبعد اللقاء، ادلى الرئيس عون بالبيان الآتي: "سعدت اليوم بلقاء سمو الامير تميم بن حمد آل ثاني، صديق لبنان الكبير، وبحثنا في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، اضافة الى الاوضاع في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة. وكانت مناسبة شكرت فيها سمو الامير باسمي الشخصي وباسم الشعب اللبناني، على الدعم الذي يلقاه لبنان من دولة قطر الشقيقة عموماً، ومن سموه خصوصاً، وهو دعم يدل على عمق الاخوة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين. وقد جدد سمو الامير التأكيد على وقوف قطر الى جانب لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها على مختلف الصعد، منوها بالدور الذي يلعبه افراد الجالية اللبنانية في الدوحة ومساهمتهم الفاعلة في الاقتصاد القطري. واكد ان قطر باقية الى جانب اللبنانيين وستعمل ما في وسعها للتخفيف من معاناتهم ومن الضائقة الاقتصادية التي يمر بها بلدنا".

أضاف: "دعوت صاحب السمو الى توجيه رجال الاعمال القطريين الى الاستثمار في لبنان حيث الفرص متاحة في المجالات كافة، لا سيما في قطاع الطاقة للاستفادة من الخبرات القطرية المشهود لها في هذا المجال. وكانت الآراء متفقة على ان المرحلة تتطلب وقوف الدول العربية الشقيقة، ودول الخليج خصوصا، الى جانب لبنان، ولا سيما أن العلاقات اللبنانية - الخليجية كانت دائما ويجب ان تبقى، مبنية على الاخوة المتبادلة، ما يعني ضرورة تجاوز اي خلل يصيب هذه العلاقات، ولا سيما أن لبنان يتطلع الى افضل العلاقات وامتنها مع هذه الدول الشقيقة. وما حضوري اليوم الى الدوحة مع الوفد المرافق، الا لتأكيد تمسكنا بهذه العلاقات ورغبتنا الصادقة بالتعاون على إبقائها على صفائها واعادة الامور الى نصابها لما فيه خير لبنان ودول الخليج الشقيقة".

وتابع: "توافقت مع سمو الامير، على تفعيل اعمال اللجنة العليا المشتركة اللبنانية - القطرية والاسراع في توقيع مشاريع الاتفاقات التي هي قيد التحضير. وجهت الى سمو الامير دعوة لزيارة بلده الثاني لبنان، ولقاء اللبنانيين الذين يكنون له ولدولة قطر كل المحبة والوفاء والتقدير على دوره في بلسمة جروحهم والمساعدة على حل الازمات، ولا سيما أن الدوحة كانت دائما مكانا للتلاقي والحوار. وتناول البحث الوضع في منطقة الشرق الاوسط حيث كانت الآراء متفقة على ضرورة العمل الجدي للوصول الى حلول عاجلة للازمات التي تواجهها الدول العربية، على امل ان يعود الاستقرار قريبا الى ربوع هذه الدول لتنهض شعوبها من جديد وتسلك مسار التقدم والتنمية المستدامة والخير".

وختم: "في المناسبة، هنأت سمو الامير على نجاح قطر في استضافة وتنظيم كأس العرب ومشاركة دول عربية فيه بما فيها لبنان، على امل ان تكون الرياضة المدخل الطبيعي لجمع الشمل دائما. كذلك تمنيت التوفيق في استكمال التحضير لفعاليات كأس العالم الذي ستستضيفه قطر السنة المقبلة".