حَكَمَ القضاء الألماني أمس بالسجن مدى الحياة على العراقي "الداعشي" طه الجميلي (29 عاماً)، بعد إدانته بتهمة ارتكاب "إبادة" بحق الأيزيديين، في حكم تاريخي هو الأوّل من نوعه في العالم ويُعتبر أساسيّاً للإعتراف بالفظائع التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق هذه الأقلية الناطقة بالكردية.
واعتبر قضاة محكمة فرانكفورت أن الجميلي "مذنب بتهم الإبادة وارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية أفضت إلى الوفاة وجرائم حرب وتواطؤ في جرائم حرب". وتوقفت تلاوة الحكم بُعيد النطق بالعقوبة إذ أُغمي على المُتّهم. ودين الجميلي بتهمة ترك طفلة أيزيدية في الخامسة من العمر تموت عطشاً في صيف العام 2015 في الفلوجة في العراق، بعدما اشتراها مع والدتها سبية، بحسب ما أفادت جهة الإدعاء.
وفي إطار التهمة نفسها، حُكِمَ على زوجته السابقة جنيفير فينيش (30 عاماً) بالسجن 10 سنوات الشهر الماضي، بعد إدانتها بتهمة ارتكاب "جريمة ضدّ الإنسانية أدّت إلى مقتل" الطفلة. وروت والدة الطفلة نورا ب. وهي الشاهدة الرئيسية أمام المحكمة، المأساة التي عانتها طفلتها "وهي معلّقة على نافذة" خارج المنزل وسط حرارة "تصل أحياناً إلى أكثر من 50 درجة مئوية".
وعاقب الجميلي الفتاة لأنّها تبوّلت على سريرها. وأكدت والدة الطفلة أنها تعرّضت للإغتصاب مرّات عدّة على أيدي عناصر من تنظيم "داعش" بعدما اقتحموا قريتها الواقعة في منطقة سنجار في شمال غرب العراق في آب 2014. ويُمثل والدة الطفلة 3 محامين، من بينهم أمل كلوني.
وبينما كان أفراد هذه الأقلية يترقبون صدور الحكم، قالت العضو في منظمة "يزدا" المدافعة عن حقوق الأيزيديين المحامية ناتيا نافروزوف لوكالة "فرانس برس": "اليوم (أمس) هو يوم تاريخي للبشرية. إبادة الأيزيديين تدخل أخيراً في تاريخ القانون الجنائي الدولي".
كما رحّبت نادية مراد الحائزة جائزة "نوبل" للسلام العام 2018، بالحكم. واعتبرت مراد، إحدى سبايا التنظيم الجهادي والشخصية الأيزيدية المعروفة عالميّاً، في بيان، أن "هذا الحكم هو انتصار للناجين من الإبادة والناجين من العنف الجنسي ومجمل المجتمع الأيزيدي". ورحّبت منظمة "العفو الدولية" أيضاً بهذا الحكم، معتبرةً أنه "إشارة ضدّ الإفلات من العقاب" تضع "أُسس محاكمات أخرى".
