الأوروبيون والأميركيون يتريّثون في تقييم محادثات فيينا

لابيد لماكرون: التهديد العسكري فقط يُلجم إيران

02 : 00

قصر "كوبورغ" الذي يحتضن "محادثات فيينا" النوويّة (أ ف ب)

ما زالت إسرائيل تُحاول الترويج لأجندتها في مواجهة "النووي الإيراني" عند عواصم القرار في الغرب، على الرغم من انطلاق قطار "محادثات فيينا" على سكّة إعادة إحياء الإتفاق النووي، إذ أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن موقف إسرائيل أصبح "مسموعاً وحازماً"، معتبراً أنّه "يجب عدم رفع العقوبات عن إيران"، لا بل "يجب تشديدها"، وقال لابيد لماكرون: "يجب أن نضع على ايران تهديداً عسكرياً حقيقياً، لأنّ هذا فقط سيمنعها من الإستمرار في سباق التسلّح النووي".

وأضاف لابيد: "سباق التسلّح لن يتوقف هنا... لن يتوقف في "محادثات فيينا"، سوية مع رئيس الحكومة (نفتالي) بينيت ومع وزير الدفاع (بيني) غانتس، الذي سيُسافر إلى واشنطن الأسبوع المقبل، سنستمرّ بالعمل حتّى يفهم العالم التهديد الإيراني بالكامل"، في وقت كشف فيه ديبلوماسيون أوروبّيون بارزون لوكالات عدّة أنّه تمّ الإنتهاء حتّى الآن من صياغة 70 إلى 80 في المئة من مسوّدة الإتفاق النووي مع إيران في "محادثات فيينا"، "لكن لا يزال ينبغي حلّ بعض المسائل الأكثر تعقيداً".

وأضاف الديبلوماسيّون أن هناك استعجالاً في المحادثات مع إيران، "لكنّنا لا نُريد فرض مواعيد نهائية مصطنعة"، موضحين أن ما تمّ الإتفاق عليه مع إيران ليس نهائيّاً ويُمكن أن يتغيّر. وأكدوا في الوقت عينه أنه ستكون هناك مشكلة إذا لم تُبدِ طهران جدّية في المفاوضات النووية مع القوى العالمية هذا الأسبوع، معتبرين أن الأيّام المقبلة ستسمح بتقييم "جدّية" الإيرانيين. وأشاروا إلى أن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون بالغة الأهمّية".

وإذ أعلن منسّق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يرأس المفاوضات، أنه متفائل بعد الاجتماع الإفتتاحي، بدا الديبلوماسيون الأوروبّيون أكثر حذراً. فقال أحدهم: "لا تنفّسنا الصعداء ولا شعرنا بأن كارثة قد حلّت". كما أعرب الديبلوماسيون عن أملهم في أن تكون لديهم "بحلول نهاية الأسبوع صورة أوضح"، مشيرين إلى احتمال "توقف" المفاوضات في حال غياب التقدّم. وأردفوا: "سيكون قد حان الوقت لإعادة النظر في النهج الديبلوماسي، لكنّنا لسنا في هذه المرحلة بعد". من جهته، اعتبر البيت الأبيض أنّه "من الصعب تقييم ما يجري في محادثات فيينا في الوقت الراهن"، مؤكداً أن واشنطن لن تُجري "مفاوضات في العلن".

وبعد الاجتماع الرسمي الذي عُقِدَ الإثنين، بدأت مجموعات خبراء أمس مناقشة مسألة العقوبات الأميركية الحسّاسة، قبل التطرّق اليوم إلى الشقّ المتعلّق بالتزامات طهران النووية بموجب الإتفاق، فيما شدّد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده على أن فريق طهران لـ"محادثات فيينا" يُركّز على رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية، وقال: "لن نقبل بأي شيء أقلّ من هذا، ولن نتعهّد بأي التزام أكثر مما ورد في الإتفاق النووي"، مضيفاً: "الإلتزامات الجديدة لا مكان لها في مفاوضاتنا"، بينما نبّه المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف إلى أن الملف ليس سهلاً، إذ إنّ "الشيطان يكمن في التفاصيل".

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين، عزم بلاده على أن تُفضي "محادثات فيينا" إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران، مشدّداً على أن ذلك عنصر أساسي في المفاوضات، في حين ذكّر ماكرون رئيسي بهدف باريس المتمثل "برؤية إيران تعود إلى الإحترام الكامل لإلتزاماتها كلّها... وأن تعود الولايات المتحدة إلى الإتفاق".

وعلى صعيد آخر، كشف المستشار السياسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن بلاده ستُرسل وفداً إلى إيران في إطار الجهود لتحسين العلاقات بين البلدَيْن، مشيراً إلى أن أبوظبي ستُطلع الحلفاء في منطقة الخليج على مستجدّات الأمور. وقال قرقاش في معرض ردّه على سؤال عن الموعد الذي سيعقد فيه وفد إماراتي محادثات في طهران: "كلّما كان ذلك أقرب كان أفضل"، مضيفاً: "هناك تقدير من جانب الإيرانيين لإعادة بناء الجسور مع الخليج. نحن نتعامل مع ذلك بمنظور إيجابي".

وشدّد قرقاش على أن بلاده لا تزال تُشارك المخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية، لكنّه رأى في الوقت عينه أن "المواجهة ليست السبيل الأمثل للمضي قدماً"، موضحاً أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، كما أشار إلى أن "الأمر سيستغرق وقتاً". واعتبر أيضاً أنه حتّى إذا توصّلت "محادثات فيينا" إلى نتائج إيجابية، فهي لن تُعالج كلّ المخاوف في شأن السياسات الإيرانية.


MISS 3