توسيع العقوبات الأوروبّية على بيلاروسيا

واشنطن تكشف "خطة" موسكو الأوكرانية... وبوتين يطلب ضمانات

02 : 00

بوتين متحدثاً خلال حفل تقديم خطابات اعتماد سفراء أجانب في الكرملين أمس (أ ف ب)

تحدّثت الولايات المتحدة أمس عن "أدلّة" تُثبت أن روسيا تعتزم القيام بـ"أفعال عدائية كبيرة ضدّ أوكرانيا"، متوعّدةً بجعلها تدفع "ثمناً غالياً" في حال نفّذت نواياها، بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التوصّل إلى "إتفاقات ملموسة" تحول دون توسّع "حلف شمال الأطلسي" شرقاً ونشر أنظمة أسلحة بالقرب من الحدود الروسية، مقترحاً بدء "مفاوضات جوهرية" حول هذا الموضوع. وفي موقف "يُعرّي" روسيا وغاياتها الجيوستراتيجية، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إثر اجتماع لـ"الأطلسي" في ريغا: "نحن قلقون للغاية إزاء الأدلّة التي تُثبت أن روسيا خطّطت لأفعال عدائية كبيرة ضد أوكرانيا، تشمل جهوداً بهدف زعزعة استقرار أوكرانيا من الداخل وكذلك عمليات عسكرية واسعة النطاق".

واتّهم موسكو بحشد "عشرات آلاف (من عناصر) القوات القتالية الإضافية" قرب الحدود. وأضاف: "لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين اتخذ قراراً في شأن الغزو"، لكنّنا "نعرف أنه بصدد بناء القدرة على القيام بذلك بسرعة، إذا قرّر ذلك". وشدّد على أن "الديبلوماسية هي الطريقة المسؤولة الوحيدة لحلّ هذه الأزمة المحتملة".

وتابع بلينكن: "لقد قلنا بوضوح للكرملين إنّنا سنردّ، خصوصاً من خلال سلسلة تدابير اقتصادية ذات تأثير كبير كنّا قد امتنعنا عن استخدامها في الماضي"، مؤكداً أن الحلف "سيدرس ما يجب أن يفعل في حال حصول عدوان روسي جديد، لتعزيز دفاعاته الخاصة". وجاء هذا التصريح قُبيل لقاء مرتقب مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في السويد اليوم.

وفي المقابل، طالب بوتين بضمانات غربيّة لعدم توسّع "الأطلسي" شرقاً، وقال: "في الحوار مع الولايات المتحدة وحلفائها، سنُصرّ على وضع إتفاقات ملموسة تمنع أي توسّع لـ"حلف شمال الأطلسي" نحو الشرق ونشر أنظمة أسلحة تُهدّدنا على مقربة شديدة من الأراضي الروسية".

وأضاف "القيصر الروسي" خلال حفل تقديم خطابات اعتماد سفراء أجانب في الكرملين: "نحن بحاجة إلى ضمانات قانونية، لأنّ زملاءنا الغربيين لم يحترموا التزاماتهم الشفوية المناسبة... يعلم الجميع أنه تمّ تقديم تأكيدات شفهية في شأن عدم توسيع الناتو في اتجاه الشرق (بعد سقوط الاتحاد السوفياتي)، لقد فعلوا العكس تماماً".

واتهم بوتين الحلف بأنّه "تجاهل بذلك المخاوف الأمنية الروسية المشروعة ويستمرّ في تجاهلها". وأصرّ على أن روسيا تُريد "ضمانات أمنية قوية وطويلة الأمد"، مشيراً إلى أن هذه الإتفاقات يجب أن "تأخذ في الحسبان مصالح روسيا، مثلها مثل كلّ الدول الأوروبّية الأطلسية". وأردف: "يجب ضمان وضع هادئ ومستقرّ للجميع، الجميع يحتاج ذلك بلا استثناء".

من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى "مفاوضات مباشرة" مع روسيا بهدف "وقف الحرب" مع الإنفصاليين الموالين لموسكو في شرق بلاده، وقال خلال خطاب أمام البرلمان: "علينا أن نقول الحقيقة، وهي أنّنا لن نكون قادرين على وقف الحرب من دون مفاوضات مباشرة مع روسيا". لكن موسكو رفضت هذه الدعوة بطريقة ماكرة، إذ قال المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافة عندما سُئِلَ عن تصريحات زيلينسكي: "إنّها حرب أهلية... لا يُمكن وقفها إلّا من خلال مفاوضات بين الأوكرانيين".

وعلى صعيد آخر، وافق ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على إدراج 28 فرداً وكياناً في لائحة العقوبات المفروضة على بيلاروسيا ردّاً على تسهيلها تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى حدود التكتّل. وكشف ديبلوماسي أوروبي أن من بين المستهدفين الجُدد 17 مسؤولاً و11 شركة أو هيئة رسمية. ومن المتوقّع أن يُصادق وزراء دول الاتحاد الأوروبي رسميّاً على القرار اليوم.

وفي الأثناء، اقترحت المفوضية الأوروبّية السماح لدول أعضاء محاذية لبيلاروسيا وتُواجه تدفقاً للمهاجرين، تعليق بعض أحكام طلبات اللجوء وإطالة أمد الإجراءات القانونية للبت في الطلبات. ومن شأن هذه التدابير أن تُتيح لبولندا وليتوانيا ولاتفيا تمديد فترة التسجيل لطلبات اللجوء إلى 4 أسابيع بدلاً من الحد الأقصى الحالي البالغ 10 أيام، وتمديد مهلة مراجعة الطلب إلى 16 أسبوعاً.

وفي قضيّة أخرى، أمهلت روسيا عدداً من الديبلوماسيين الأميركيين حتّى نهاية الشهر المقبل لمغادرة البلاد. وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ أفراد السفارة الأميركية الذين كانوا سيقضون أكثر من 3 سنوات في روسيا، سيتعيّن عليهم مغادرة البلاد بحلول 31 كانون الثاني، موضحةً أن المطلب الروسي يأتي ردّاً على إجراء أميركي يُجبر 55 ديبلوماسياً روسيّاً على المغادرة.


MISS 3