"أوميكرون" مستمرّة بالتفشّي حول العالم

منظمة الصحة: لا وفيات مرتبطة بالمتحوّرة الجديدة

02 : 00

إجراءات وقائيّة قاسية لمكافحة تفشّي "كورونا" في ألمانيا (أ ف ب)

أعلن عدد متزايد من الدول أمس رصد حالات عدوى محلّية بالمتحوّرة "أوميكرون" لفيروس "كورونا"، التي أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّها لم تتلقَ "أي معلومات" بخصوص وفيات محتملة جرّاءها.

وقال المتحدّث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف: "لم أطّلع على أي معلومات تُفيد بحدوث وفيات مرتبطة بأوميكرون". وأضاف أنه مع لجوء مزيد من الدول إلى إجراء فحوص لرصد المتحوّرة الجديدة "سيكون لدينا مزيد من الإصابات، ومزيد من المعلومات، رغم أنّني آمل في ألّا يكون هناك وفيات".

من جهته، قدّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها أن "أوميكرون" "يُمكن أن تتسبّب بأكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فيروس "سارس كوف 2" في الاتحاد الأوروبي في غضون الأشهر القليلة المقبلة".

كما أظهرت دراسة أجراها علماء في جنوب أفريقيا أن خطر تكرّر الإصابة بـ"كوفيد 19" أعلى بثلاث مرّات مع المتحوّرة "أوميكرون" مقارنةً مع المتحوّرتَيْن "بيتا" و"دلتا".

وفي جنوب أفريقيا، حيث رُصِدَت "أوميكرون" للمرّة الأولى الأسبوع الماضي، تحدّثت السلطات عن تفشّ مطّرد للفيروس التاجي. فقد صارت المتحوّرة الجديدة هي السائدة، فيما أبلغت السلطات الصحية عن ارتفاع الإصابات لدى الأطفال، دون أن تتمكّن من التأكد في الوقت الحالي ما إذا كان ذلك مرتبطاً بـ"أوميكرون".

ولم يسبق أن سبّبت متحوّرة مثل هذا الذعر منذ ظهور "دلتا"، إذ توالى في أنحاء العالم الإعلان عن تدابير صارمة وقيود على السفر. وفي ألمانيا، أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل تشديد القيود على الأشخاص غير المطعّمين الذين لن يتمكّنوا من دخول المتاجر والمطاعم والفضاءات الثقافية والترفيهية غير الضرورية، وسيتعيّن عليهم الحدّ من الاختلاط.

وسيُقدّم مشروع قانون حول التطعيم الإجباري إلى البرلمان الألماني على أن يدخل حيّز التنفيذ في شباط أو آذار، كما هي الحال في النمسا، التي أعادت حجر سكانها، وفي اليونان. وفي فرنسا، حيث تمّ تأكيد 9 إصابات بـ"أوميكرون"، وعلى غرار الدول الأوروبّية الأخرى، تواجه البلاد تفشيّاً وبائيّاً حتّى قبل ظهور المتحوّرة الجديدة، فيما أقرّ رئيس الوزراء جان كاستكس بأنّ "الموجة الخامسة من الوباء قوية بشكل خاص... والوضع مقلق".

ومثل العديد من البلدان في العالم، شدّدت دول "القارة العجوز" القيود الصحية والرقابة على الحدود وحظرت السفر من دول أفريقيا الجنوبية، وأُعيد فرض الأقنعة في وسائل النقل والمحلّات التجارية، لا سيما في المملكة المتحدة، والتوصية بتلقيح الأطفال الصغار المعرّضين للخطر في فرنسا.

كذلك، أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو أن رياض الأطفال والمدارس الابتدائية في بلجيكا ستُغلق أبوابها قبل أسبوع من عطلة عيد الميلاد، في محاولة لكبح انتشار الفيروس الفتّاك.

وعلى عكس التوجه السائد، أعلنت سويسرا إلغاء الحجر الصحي الإلزامي للمُلقّحين عند دخول البلاد اعتباراً من اليوم، لكنّها صارت تشترط على الوافدين إجراء فحص قبل السفر وآخر بعد دخول البلد بأيّام.

بدورها، رصدت الولايات المتحدة وأستراليا حالات إصابة محلّية بـ"أوميكرون" الخميس والجمعة. وفي آسيا، وبعد إعلان سنغافورة عن إصابتَيْن بالمتحوّرة الجديدة، أبلغت ماليزيا المجاورة عن أوّل إصابة الجمعة لدى طالب عاد من جنوب أفريقيا في 19 تشرين الثاني. كما أعلنت سريلانكا أوّل إصابة بـ"أوميكرون" لدى شخص عائد من جنوب أفريقيا أيضاً.

وفي الغضون، حذّرت منظمات ونقابات تُمثل قطاع النقل البرّي والجوّي والبحري من ردود الفعل المتسرّعة للدول التي تُقيّد حركة عمّال النقل الدوليين على خلفية المتحوّرة "أوميكرون"، ما يُفاقم خطر انهيار سلاسل التوريد العالمية.


MISS 3