البابا يُدين "العبوديّة والتعذيب" في مخيّمات المهاجرين

02 : 00

البابا خلال إحيائه قدّاساً في الهواء الطلق في الملعب البلدي في نيقوسيا أمس (أ ف ب)

دعا البابا فرنسيس من نيقوسيا أمس العالم إلى عدم التغاضي عن ممارسات "العبودية والتعذيب" التي يتعرّض لها المهاجرون في المخيّمات، مقارناً بينها وبين ما حصل خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك في اليوم الثاني من زيارته إلى قبرص في حضور آلاف المؤمنين من جنسيات مختلفة.

وقال البابا في كلمة طويلة خلال صلاة بحضور مهاجرين في العاصمة القبرصية: "هذا يُذكّرنا بتاريخ القرن الماضي وتاريخ النازيين وستالين، ونتساءل كيف أمكن لهذا أن يحدث؟"، مضيفاً: "ما حدث ذات مرّة يحدث اليوم على السواحل المجاورة... هناك أماكن للتعذيب، وأشخاص يُباعون. أقول هذا لأنّ من مسؤوليّتي أن أنشر الوعي".

وكان الحبر الأعظم يتحدّث في كنيسة الصليب المقدّس قرب المنطقة العازلة التي تخضع لإدارة الأمم المتحدة والتي تُقسّم الجزيرة المتوسطية. وقال أمام تجمّع يضمّ قرابة 250 شخصاً معظمهم مهاجرون: "نُشاهد ما يحدث، والأسوأ من ذلك أنّنا اعتدنا عليه. التعوّد عليه مرض خطر جدّاً"، فيما تحدّث أيضاً عن "الحلم بأن تتحرّر البشرية من جدران الإنقسام، التحرّر من العداء"، مشيراً إلى أن التنوّع والفردية هما من "عطايا الله".

كما جدّد البابا فرنسيس في قداس أحياه في الهواء الطلق في الملعب البلدي في نيقوسيا في وقت سابق، الدعوة إلى "تجديد الأخوة والحوار" لمواجهة التحدّيات وحلّ المشكلات.

وقال البابا في عظته: "نحن مدعوّون، أمام كلّ ظلمة شخصیة وأمام التحدّیات التي نُواجھھا في الكنیسة والمجتمع، إلى تجدید الأخوّة. إن بقینا منقسمین في ما بیننا، وإن فكّر كلّ واحدٍ في نفسه فقط أو في مجموعته، وإن لم نجتمع معاً، ولم نتحاور، ولم نسِرْ سويّاً، لا یُمكننا أن نتعافى تماماً مِن كلّ ما ھو عَمى فینا".

وأضاف: "یأتي الشّفاء عندما نحمل جراحنا معاً، وعندما نُواجه مشكلاتنا معاً، وعندما نستمع ونتكلّم بعضنا مع بعض"، فيما شارك في القدّاس الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس. وامتلأت المدرّجات بأكثر من 7 آلاف شخص، وفق المنظّمين. واستُقبل البابا الأرجنتيني بالتصفيق لدى دخوله ولدى مغادرته أرض الملعب، بينما لوّح كثيرون بأعلام بلادهم، فكانت هناك أعلام قبرصية ولبنانية وفيليبينية وأرجنتينية. وكان بين الحضور فوج كبير من القوات الأرجنتينية العاملة ضمن القوات الدولية المنتشرة بين شطرَيْ قبرص. وجرى القدّاس وسط تدابير أمنية مشدّدة، شاركت فيها طوافات. وخدمت القدّاس جوقة مؤلّفة من 130 شخصاً، من جنسيات ومذاهب مسيحية مختلفة، وأُديت تراتيل باللغات اليونانية والإنكليزية والعربية. وكانت وقائع القدّاس تُنقل في الوقت نفسه على شاشتَيْن عملاقتَيْن نُصِبَتا إلى جانبَيْ المذبح. ويتجاوز عدد الكاثوليك في قبرص 25 ألفاً، بينهم قرابة 7 آلاف ماروني، بينما معظم الكاثوليك الآخرين من جنسيات آسيوية وأفريقية.

وقبل القدّاس، زار البابا الكاتدرائية الأرثوذكسية في نيقوسيا القديمة، حيث استقبله رئيس أساقفة قبرص خريسوستوموس الثاني، وأعضاء المجمع الأرثوذكسي. وفي مبادرة رمزية، سينقل البابا من قبرص 50 مهاجراً معه إلى الفاتيكان، في إطار التشديد على أهمّية هذه القضية بالنسبة إليه، وتشجيع أوروبا على استقبال المهاجرين و"هدم الجدران".