واشنطن تُحصّن أوكرانيا من هجوم روسي

02 : 00

بايدن متحدّثاً للصحافيين في البيت الأبيض أمس (أ ف ب)

تتزايد المخاوف الغربيّة من احتمال شنّ روسيا هجوماً عسكريّاً على أوكرانيا، ما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس إلى الإعلان عن أنه سيجعل من "الصعب جدّاً" بالنسبة إلى موسكو شنّ أي غزو ضدّ أوكرانيا، التي حذّرت من هجوم محتمل واسع النطاق الشهر المقبل. وإذ قال بايدن خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض إنه يعدّ "مجموعة من المبادرات" تهدف إلى حماية أوكرانيا من هجوم روسي، أوضح أن الهدف من هذه المبادرات "أن تجعل من الصعب جدّاً بالنسبة إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن يفعل ما يخشى الناس أن يفعله".

من جانبه، حذّر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف خلال كلمته أمام البرلمان من أن روسيا تُواصل نشر قوّاتها على حدود أوكرانيا وستكون مستعدّة لتصعيد عسكري محتمل في نهاية كانون الثاني، لافتاً إلى أن "الوقت الأكثر ترجيحاً لشنّ هجوم سيكون نهاية كانون الثاني".

وكشف ريزنيكوف أن روسيا بدأت "تدريبات عسكرية قرب أوكرانيا وهي تختبر اتصالاتها"، مشيراً إلى إمكانية مشاركة نحو 100 ألف جندي روسي في هجوم محتمل. ورأى أن "التصعيد سيناريو محتمل لكنّه ليس حتميّاً ومهمّتنا تقضي بمنع حدوثه"، مشدّداً على أنّ أوكرانيا والدول الحليفة يجب أن تجعل كلفة هجوم محتمل "غير مقبولة بالنسبة إلى المعتدي".

بدوره، صرّح وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا لوكالة "فرانس برس" بأنّ كييف ترفض رفضاً قاطعاً أي التزام بالتخلّي عن خطّتها الإنضمام إلى "حلف شمال الأطلسي" وأي "ضمانات" أخرى تُطالب بها روسيا، معتبراً أن "وعداً من هذا النوع ليس خياراً"، داعياً الولايات المتحدة وحلفاءها إلى رفض المطالب التي قدّمتها موسكو لخفض التوتر على الحدود الأوكرانية.

ودعا كوليبا أيضاً حلفاء بلاده الغربيين إلى عدم إبرام إتفاق من هذا النوع مع موسكو، محذّراً من أن كييف لن تعترف به مطلقاً، وقال: "لدينا قاعدة ذهبية في السياسة الخارجية الأوكرانية: لا يتمّ إبرام قرار في شأن أوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا"، مضيفاً: "إذا توصّل أي طرف كان، حتّى ولو كان من أقرب حلفائنا، إلى إتفاق متعلّق بأوكرانيا من وراء ظهرنا، فلن نعترف بهذا القرار".

وفي المقابل، إنتقد بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان استخدام الجيش الأوكراني طائرات مسيّرة عسكرية تركية الصنع. وبحسب بوتين، فإنّ استخدام الجيش الأوكراني مسيّرة تركية من طراز "بيرقدار" لتنفيذ هجوم ضدّ الإنفصاليين الموالين لروسيا في تشرين الأوّل، هو "استفزاز".

كما انتقد الرئيس الروسي "سياسة كييف المدمّرة" التي تهدف، بحسب قوله، إلى "تقويض إتفاقات مينسك" للعام 2015 التي تهدف إلى إنهاء الصراع في شرق أوكرانيا الإنفصالي، لكنّها لم تُطبّق بتاتاً. وأشار إلى "حاجة كييف إلى التخلّي عن أي محاولة لنشاطات عدائية" في شرق أوكرانيا، بحسب بيان صادر عن الكرملين.

توازياً، أوضح الكرملين أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنظيم اجتماع عبر الفيديو بين الرئيسَيْن الأميركي والروسي. وقال المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف للصحافيين ردّاً على سؤال عن شكل اللقاء: "العمل جار. إنّه مؤتمر عبر الفيديو"، في وقت كشف فيه مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أنه "تمّ تحديد موعد" الاجتماع من حيث المبدأ، وقال: "نحن على وشك الإتفاق على الساعة التي تُلائم الجميع"، لافتاً إلى أن اللقاء سيحصل "بعد زيارة الهند" التي سيقوم بها بوتين والمقرّرة الإثنين.


MISS 3