زار كنيسة آيا مارينا وصلّى في كنيسة مار شربل في قبرص

الراعي: الله لا يقبل الظلم ولا الإستكبار أو أن يأكل القوي الضعيف

02 : 00

في كنيسة مار شربل في قبرص

في إطار زيارته الرعائية إلى جزيرة قبرص، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة آيا مارينا في بوليميديا - ضواحي ليماسول، برفقة لفيف من المطارنة، الآباء الكهنة، الأخوات الراهبات الأنطونيات، الوفد اللبناني من الرابطة المارونية، تجمع موارنة من أجل لبنان ورابطة قنوبين للرسالة والتراث.

إستهل الاستقبال بكلمة لكاهن الرعية الأب أندريه كاتشالوزي قال فيها: "نستقبل غبطتكم في هذه الرعية، رعية قديسة قنوبين مارينا بفرح وابتهاج يسكنان قلوبنا. نطلب منكم بركتكم الأبوية كي نتابع مسيرتنا المليئة بالصعاب بأرض آبائنا وأجدادنا. نحن اليوم وبعد 1200 سنة من وجودنا على أرض الجزيرة، ما زلنا نحافظ على تراثنا رغم الصعوبات، حيث أن كل ابناء هذه الرعية هم من قرية آيا مارينا ولا يريدون شيئاً الا العودة. ونأمل منكم يا صاحب الغبطة العمل من أجل ذلك".

ثم تلا زخيا بو مرعب قصيدة مهداة الى البطريرك الراعي والصرح البطريركي.

ورد الراعي بكلمة قال فيها: "بداية أنقل اليكم تحياتي القلبية، وانتم الذين تحافظون على محبتكم للقديسة مارينا، فنحن سعداء بأننا نرافق مطران الأبرشية الجديد سليم صفير، وهذه الزيارة هي مناسبة لنهنئكم ولنهنئه بأول ثمار انتخابه ألا وهي زيارة البابا فرنسيس الرسولية الى قبرص، ونحن أتينا الى هنا لنمثل كل سينودس اساقفتنا المقدس، وانقل اليكم صلاتهم لتعودوا الى بلدتكم الحبيبة آيا مارينا".

وأضاف: "عندما رأينا كنيسة القديسة مارينا في ضيعة آيا مارينا ترتدي حلتها الجديدة، أكدنا وبكل رجاء أنه لا بد أمام رحمة الله ومحبته من أن تعودوا الى بيوتكم كما عاد هذا البيت المقدس. وكونوا على ثقة ان الله لا يقبل بشعب مظلوم او شعب مشرد، أو ضحية، لأن الرب يريد الخير لكل الناس، كما ان الله يحقق ما يريده بالتعاون مع البشر، ونحن والسلطات المحلية نعمل من أجل إعادة وحدة قبرص، وبالتالي فنحن نعمل على المستوى التاريخي والرب يعمل ارادته حينما تتم في حينها".

في الختام، قدم الاب كاتشالوزي للبطريرك الراعي أيقونة العذراء مريم لتحميه وتقويه.

قداس مار شربل

من كنيسة القديسة مارينا توجه البطريرك الراعي ومرافقوه الى كنيسة مار شربل المارونية في ليماسول حيث ترأس قداساً بحضور سفيرة لبنان لدى قبرص كلود الحجل، النائب الماروني في البرلمان القبرصي جون موسى وحشد من أبناء الجالية وفاعليات.

وشارك في القداس وفد من رابطة كاريتاس لبنان برئاسة رئيسها الأب ميشال عبود الكرملي، والوفد اللبناني من الرابطة المارونية، تجمع الموارنة من اجل لبنان، رابطة قنوبين للرسالة والتراث.

إستُهل القداس بكلمة ألقاها راعي ابرشية قبرص المارونية المطران سليم صفير، كلمة أكد فيها السعي الى رعاية موارنة قبرص بروح المحبة والأبوة متابعة لرسالة الأسلاف الصالحين. وأمل أن تسفر اتصالات ومراجعات البطريرك الراعي لدى المرجعيات الدولية المعنية من التخفيف من الصعوبات التي يعانيها الموارنة المهجرون من قراهم. وعرض لتطلعاته المستقبلية التي سيعمل على تحقيقها لنمو أبرشية قبرص المارونية وازدهارها وخيرها الروحي.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان" اسمه يوحنا" مما جاء فيها:

"يسعدنا مع أخوتنا السادة المطارنة والوفد اللبناني من الرابطة المارونية، كاريتاس لبنان، تجمع الموارنة من أجل لبنان، رابطة قنوبين للرسالة والتراث، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم، شبيبة كاريتاس، شبيبة المكتب البطريركي الراعوي في بكركي، أن نكون معاً في هذه الزيارة الراعوية. كما يسعدنا ان تكتمل فرحتكم مع زيارة البابا فرنسيس حيث نأمل ان تتحقق بزيارته كل امنياتكم".

تابع: "يسعدنا بالمناسبة اننا قمنا بزيارة قرانا في قبرص الشمالية كنيسة كنيسة، وأكدنا من هناك اننا مع ابنائنا بكل امكاناتنا والعمل من اجل اعادة وحدة قبرص. كما يسعدنا اننا زرنا رعية آيا مارينا في ليماسول ونحيي كاهنها الاب اندريه، الذي كان له الفضل في بناء كنيسة مار شربل بعهد المطران بطرس الجميل".

أضاف غبطته: "هذا الأحد نحتفل ليتورجيا بعيد مولد يوحنا المعمدان، الاسم الذي قاله الملاك لزكريا وبشره أنه عجوز وإمرأته العاقل، والرب اعطاهما ولداً ورحمهما وكم نحن بحاجة الى رحمة الله وهذا هو عيدنا بامتياز.

فيوحنا الذي كان قد سبق المسيح معنى ذلك ان رحمة الله تتمّ بأوانها، لأن الرب أمين لوعوده ونحن ننتظر برجاء رحمته. وأقول لأبناء قبرص إن رحمة الله ستتجلى يوماً".

تابع: "إن الكتب المقدسة وبخاصة المزامير فنحن ننشد من خلالها رحمة الله التي تدوم من جيل الى جيل والى الأبد، ان الله هو رحوم لا يقبل الظلم ولا الاستكبار والحقد والنزاعات ولا يقبل بأن يأكل القوي الضعيف، لذلك ان رحمة الله هي الكلمة النهائية أي الصخرة التي نبني عليها حياتنا. وعندما نقرأ بالكتاب المقدس نرى بأن هناك لفظتين، لفظة بالعبرية الاولى: "حساد" بمعنى ان الله أمين لذاته، والثانية: "رحامين" اي ان الرحمة تنبع من أحشائه رحمته وأبوته. وعالم اليوم بحاجة ماسة الى الرحمة ولا يستطيع ان يعيش من دونها كالزوجين، وأولادهم تسودهم الخلافات اذا لم تكن الرحمة موجودة".

وفي الشق الوطني قال:

"إذا لم يتحلَّ المسؤولون السياسيون بالرحمة تكون خدمتهم خدمة ظلم واهمال وحمل الناس على الجوع والفقر، وهذا ما نختبره في لبنان وعلى المستوى الدولي، لذلك لا يمكن للعالم ان يعيش من دون رحمة".

ختم البطريرك الراعي عظته بالقول: "إن البابا القديس بولس السادس بخطابه الى الأمم المتحدة قال: "اذا انفقدت الرحمة عند الانسان والمسؤولين يصبح الانسان وحشاً لأخيه الانسان"، لذلك فلنلتمس من شفاعة القديس يوحنا، مار شربل، والقديسة مارينا الرحمة حتى نعيش الأخوة الانسانية".

في ختام القداس ألقى كاهن رعية مار شربل المارونية في ليماسول الأب ابراهيم خيتا كلمة قال فيها: "ان محبتك لنا يا صاحب الغبطة بدأت عندما كنا رهباناً مريميين في روما وكنتم آنذاك مطراناً على أبرشية جبيل، جئتم الى ليماسول يا صاحب الغبطة رغم تعبكم، حاملين معكم كل اوجاع لبنان الجريح ووجع الأشخاص المقهورين، وسوف تحملون معكم ايضاً وجع القبارصة، نعم يا صاحب الغبطة نحن نتعلم منكم المحبة لأن لغتكم هي لغة المحبة والسلام. واسمحوا لنا يا صاحب الغبطة أن نقدم لكم باسم الرعية أيقونة مار شربل وأيقونة العذراء باسم لجنة وقف المدافن".

بعد القداس، إلتمس أبناء الكنيسة بركة البطريرك الراعي الأبوية.

معرض الميلاد

كذلك افتتح الراعي المعرض الميلادي في كنيسة مار شربل - ليماسول في قبرص، وجال في ارجائه مثنياً على جهود منظميه وكل من ساهم بإنجاحه، ومتمنياً ان "يحمل ميلاد السيد المسيح السلام والامان للشعبين القبرصي واللبناني".

وأوضح كاهن الرعية الأب ابراهيم خيتا لـ"تيلي لوميار- نورسات" أن "هذا المعرض الميلادي هو معرض سنوي دائم يعود ريعه لدعم نشاطات الكنيسة".

وتضمن المعرض زينة الميلاد، هدايا، مأكولات تراثية، أيقونات ومسابح صلاة.


MISS 3