بوتين: الهند قوّة كبرى وصديق موثوق

نيودلهي وموسكو تعزّزان علاقاتهما الإستراتيجية

02 : 00

مودي مصافحاً بوتين خلال استقباله في نيودلهي أمس (أ ف ب)

بينما أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نيودلهي أمس بالهند بوصفها "قوّة كبرى"، أعلن الحليفان التقليديان تعزيز علاقاتهما العسكرية وتعاونهما في مجال الطاقة. وفي هذا الصدد، أكدت الهند أن روسيا بدأت هذا الشهر تسليم منظومتها الدفاعية الصاروخية "أرض - جو" من طراز "أس 400" بعيدة المدى، ما استدعى تهديدات أميركية بفرض عقوبات.

ومن بين الإتفاقات الموقعة خلال محادثات بوتين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اتفاقيّة تعاون تقني في مجال الدفاع مدّتها 10 سنوات، وعقد نفطي مدّته سنة.

وقال بوتين في تصريحات لوسائل الإعلام في العاصمة الهندية وإلى جانبه مودي: "نعتبر الهند قوّة كبرى، دولة صديقة، وصديقاً موثوقاً". ولطالما كانت روسيا مزوّداً رئيساً للأسلحة إلى الهند، التي تتطلّع إلى تحديث قوّاتها المسلّحة.

ومن أهمّ العقود القائمة حاليّاً بين البلدَيْن عقد منظومة "أس 400". وقال وزير الخارجية الهندي هارش فاردهان في أعقاب القمة: "بدأت عمليات التسليم هذا الشهر وسوف تستمرّ"، فيما وقّع الإتفاق البالغة قيمته أكثر من 5 مليارات دولار العام 2018. لكن الأمر يُهدّد بزعزعة العلاقة بين نيودلهي وواشنطن.

وبالفعل، فقد هدّدت الولايات المتحدة بفرض عقوبات بموجب "قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات" الهادف لكبح جماح روسيا، فيما أشارت وزارة الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي إلى عدم وجود أي قرارات ترتبط بمنح الهند استثناءات في هذا الصدد.

لكنّ المتحدّث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قال للصحافيين أمس: "أصدقاؤنا الهنود شرحوا بوضوح أنهم دولة ذات سيادة وبأنهم سيتّخذون القرار في شأن الأسلحة التي سيشترونها ومن سيكون شريك الهند".

كذلك، أعلنت شركة "كلاشنيكوف كونسرن" أنها وافقت على عقد لتزويد وزارة الدفاع الهندية بأكثر من 600 ألف بندقية هجومية من طراز "إي كاي-203" تُصنّع في الهند. وعقد وزيرا خارجية ودفاع البلدَيْن محادثات الإثنين قُبيل وصول بوتين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ مواقف موسكو ونيودلهي "متطابقة أو شبه متطابقة حيال معظم القضايا العالمية والأمنية المهمّة".

وحضر المحادثات أيضاً رئيس مجموعة الطاقة الروسية العملاقة "روسنفت" إيغور سيتشين نظراً إلى وجود "عدد من إتفاقات الطاقة المهمّة" المطروحة على طاولة النقاش. وكشفت "روسنفت" في بيان أنها ستُزوّد الهند بما يصل إلى مليونَيْ طن من النفط من خلال مرفأ نوفوروسيسك المطلّ على البحر الأسود في جنوب روسيا.

وكانت الهند مقرّبة من الاتحاد السوفياتي إبّان "الحرب الباردة"، وهي علاقة استمرّت ووصفها الطرفان بأنها "شراكة استراتيجية خاصة ومميّزة"، في حين رأى مراقبون أن زيارة بوتين لها دلالات جيوسياسية كبيرة.

وتُرخي توازنات إقليمية معقدة بظلالها على زيارة بوتين مع ارتفاع مستوى التوتر بين نيودلهي وبكين، الحليف التقليدي لموسكو، بعد اشتباكات دامية في منطقة متنازع عليها في جبال هيمالايا.

وفي إطار محاولتها التعامل مع تزايد النفوذ الصيني، أسّست واشنطن حوار "كواد" الأمني مع الهند واليابان وأستراليا، في خطوة أثارت قلق بكين وموسكو على حدّ سواء.