السعوديّة تُدمّر صاروخاً حوثيّاً استهدف الرياض

أبو ظبي تأمل في بدء "فصل جديد" مع طهران

02 : 00

الرئيس الإيراني مستقبلاً مستشار الأمن القومي الإماراتي في طهران أمس (أ ف ب)

في إطار سياسة الإمارات الإنفتاحيّة التي تهدف إلى نسج علاقات متشعّبة مع أكثر من خصم إقليمي، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان في طهران أمس.

وعلى نقيض الوقائع الدامغة التي تثبت تدخّل الجمهوريّة الإسلامية في شؤون دول المنطقة عبر دعمها ميليشيات مسلّحة فضلاً عن تهديد الملاحة البحريّة في الخليج العربي، شدّد رئيسي على أن "إيران تدعم أمن دول الخليج"، مرحّباً بتعزيز العلاقات مع الإمارات، ورافضاً أن تتأثر هذه العلاقات بـ"الإملاءات الخارجية".

وأوضح أن "سياسة إيران القطعية تنصّ على حماية الشعوب الإسلامية"، مشيراً إلى أن "الصهاينة في المنطقة يسعون وراء أهدافهم المشؤومة، وأينما وجدوا موطئ قدم، فإنّهم يُحوّلونها إلى أداة للتوسّع وإثارة الفتن، وهذا يدعو إلى حذر دول المنطقة".

كما رأى الرئيس الإيراني أن "تطوّر العلاقات الاقتصادية بين البلدَيْن يوفر الأرضية لازدهار العلاقات في مجالات أخرى"، في حين اعتبر الشيخ طحنون بن زايد أن "هذا اللقاء سيكون نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدَيْن"، وقال: "نأمل في أن يبدأ فصل جديد في العلاقات بين البلدَيْن مع زيارة رئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة"، وفق ما ذكر موقع الرئاسة الإيرانية.

وأشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى أن مستشار الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني استقبل الشيخ طحنون وعقد اجتماعاً معه، فيما أوضح المستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش أن زيارة الشيخ طحنون إلى طهران تأتي "استمراراً لجهود الإمارات الهادفة إلى تعزيز جسور التواصل والتعاون في المنطقة، وبما يخدم المصلحة الوطنية"، لافتاً إلى أن الإمارات "تسعى إلى تعزيز الإستقرار والازدهار الإقليمي عبر تطوير علاقات إيجابية من خلال الحوار والبناء على المشترك وإدارة الرؤى المتباينة".

وفي الوقت عينه، اتّهمت إيران على لسان المتحدّث باسم وزارة خارجيّتها سعيد خطيب زاده فرنسا بـ"زعزعة استقرار" المنطقة بعد 3 أيّام من توقيع باريس عقداً بمليارات الدولارات مع الإمارات يشمل بيع 80 مقاتلة من طراز "رافال".

وقال خطيب زاده: "يجب ألّا يتمّ تجاهل دور فرنسا في زعزعة استقرار" المنطقة، مضيفاً: "نتوقع أن تُبدي فرنسا مسؤولية أكبر: عسكرة منطقتنا غير مقبولة والأسلحة التي يبيعها (الفرنسيون) هي أصل الاضطرابات التي نشهدها". وتابع: "نشهد بيع أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات للدول العربية في الخليج، فيما تُعقد اجتماعات مكثّفة حول صواريخنا".

كذلك، رفض خطيب زاده طلب فرنسا "إشراك" دول المنطقة "للمضي قدماً" في "محادثات فيينا" حول النووي الإيراني، وقال: "فرنسا تعرف جيّداً أن هذه التصريحات ليس لها أساس قانوني ولا عقلاني"، بينما إتّهم الغربيين بالمماطلة في "محادثات فيينا" مؤكداً استعداد طهران لبحث المقترحات التي قدّمتها في فيينا.

وأردف المتحدّث الإيراني: "نحن ننتظر أن نتلقى رأي الجانب الآخر حول الوثيقتَيْن اللتَيْن قدمناهما"، معتبراً أن الأطراف الأخرى "تُريد لعب لعبة يُلقي فيها كلّ طرف المسؤولية على الآخر"، بينما رفضت ألمانيا المقترحات الإيرانية، محذّرةً من أن الوقت ينفد.

وفي طهران أيضاً، استقبل رئيسي وفداً سوريّاً برئاسة وزير الخارجية فيصل المقداد ونائبه بشار الجعفري. وخلال مؤتمر صحافي لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره السوري، قال عبد اللهيان: "لا تقبل طهران بالحضور الأجنبي في سوريا وتعتبره مزعزعاً لإستقرار المنطقة"، مرحّباً بعودة العلاقات العربية مع سوريا.

وعلى صعيد إقليمي آخر، اعترض الدفاع الجوّي السعودي صاروخاً باليستيّاً أُطلق في اتجاه الرياض ودمّره، فيما أوضحت وزارة الدفاع السعودية أن عملية اعتراض الصاروخ الباليستي تسبّبت في تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية من دون وقوع أي أضرار، مشدّدةً على أنّها ستتّخذ "الإجراءات اللازمة والرادعة وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية لحماية أراضي المملكة ومقدّراتها الوطنية وحماية المدنيين".

من جهته، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية البدء في تنفيذ "عملية واسعة" ضدّ ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران "استجابة للتهديد". وشدّد التحالف على أنّه "لحماية المدنيين، سنضرب بيد من حديد"، مؤكداً أن عمليّاته "تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".