الولايات المتحدة تشهد أسوأ أيامها مع "غضب الطبيعة"

02 : 00

مايفيلد كما بدت بالأمس (أ ف ب)

لم يرحم "غضب الطبيعة" بلاد "العم سام"، حيث تعمل أجهزة الإغاثة بشكل حثيث بحثاً عن ناجين محتملين من أعاصير مدمّرة ضربت 6 ولايات أميركية وخلّفت أكثر من 100 قتيل وعشرات المفقودين وأضراراً هائلة في المدن، فيما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن موجة الأعاصير، وأحدها قطع أكثر من 200 ميل (320 كلم)، وهي إحدى أطول المسافات منذ بدء تسجيل مسار الأعاصير، بأنّها "إحدى أكبر" العواصف في التاريخ الأميركي.

وقال بايدن متأثراً في تعليقات متلفزة: "إنها مأساة"، متعهّداً بتقديم الدعم للولايات المتضرّرة. وأضاف: "ما زلنا حتّى الآن لا نعرف عدد الخسائر في الأرواح والنطاق الكامل للأضرار"، بينما تُساعد أعداد كبيرة من عناصر أجهزة البحث والإنقاذ المواطنين في ولايات عدّة وسط الدمار.

وقُتِلَ أكثر من 80 شخصاً في ولاية كنتاكي وحدها، معظمهم عاملون في مصنع شمع في مايفيلد، وفق ما أعلن حاكم الولاية إندي بيشير، الذي قال لشبكة "سي أن أن" إنّه مع استمرار توقعات الطقس السلبية "سيتجاوز الرقم المئة" قتيل.

وفي الأثناء، قضى 6 أشخاص على الأقلّ في إيلينوي جرّاء انهيار مستودع لشركة "أمازون" كان في داخله قرابة 100 موظّف. وعمل عناصر الإنقاذ في الموقعَيْن طوال ليل السبت - الأحد، لكن تعليقات حاكم كنتاكي المتشائمة تُشير إلى أن على سكان الولاية توقع الأسوأ.

وأوضح بيشير أنه من بين 110 موظّفين كانوا يعملون بدوام ليلي في مصنع الشمع "أُنقذ نحو 40 منهم، ولست متأكداً إن كان سيتمّ إنقاذ المزيد". وأضاف: "أُصلّي من أجل ذلك، لكنّها ستكون معجزة" إذا تمّ العثور على المزيد من ضحايا المصنع أحياء.

وأكد أن "هذا أسوأ إعصار في تاريخ كنتاكي، وأكثرها تدميراً، وأكثرها دموية"، لافتاً إلى أن "الدمار لا يشبه أي شيء رأيته في حياتي، وأجد صعوبة في وصفه بالكلمات".

من جهتها، قالت رئيسة بلدية مايفيلد كاثي أونان خلال تصريح لشبكة "أن بي سي" إنّ البلدة الواقعة غربي كنتاكي تحوّلت إلى "ركام"، مضيفةً: "هناك دائماً أمل في العثور على ناجين بين المفقودين"، وأردفت: "نأمل في حدوث معجزة في الأيّام المقبلة".

وبالفعل، فقد سوّيت مايفيلد بالأرض وانهارت منازل ومبان تاريخية وجُرّدت جذوع الأشجار من أغصانها وانتشرت سيارات مقلوبة في الحقول. لكن لا يزال من الممكن رؤية بعض زينة عيد الميلاد على جوانب الطرق.

ومن بين مظاهر قوّة العواصف، أخرجت الرياح المرعبة قطاراً مؤلّفاً من 27 عربة من مساره قرب إيرلينغتون في ولاية كنتاكي، وجُرفت إحدى العربات إلى أعلى تلّة على ارتفاع 75 ياردة، وسقطت أخرى على منزل، ومن حسن الحظ أنه لم يُصب أحد. وأفادت تقارير بأنّ العدد الإجمالي للأعاصير في المنطقة بلغ 30.

وبينما يُحاول الأميركيون التعامل مع الكارثة، تدفقت التعازي من حول العالم. وقال البابا فرنسيس إنّه يُصلّي من أجل "ضحايا الإعصار الذي ضرب كنتاكي"، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية إلى بايدن: "في روسيا، نُشاطر ألم هؤلاء الذين فقدوا أقرباءهم. نأمل في تعافي الجرحى وتجاوز تداعيات الكارثة".


MISS 3