بلينكن من جاكرتا: لوقف الأعمال العدوانية الصينية

02 : 00

"مصافحة كورونا" بين وزيرَيْ خارجية أميركا وإندونيسيا في جاكرتا أمس (أ ف ب)

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في جاكرتا أمس، الصين، إلى "وقف أعمالها العدوانية" في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ، خلال زيارة إلى المنطقة تأمل واشنطن من خلالها بتعزيز تحالفاتها الجيوسياسية ضدّ السلطات الشيوعية في بكين. وقال بلينكن خلال خطاب ألقاه في حرم جامعة إندونيسيا: "إنّنا مصمّمون على ضمان حرّية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، حيث تُهدّد أعمال بكين العدوانية تبادلات تجارية تزيد قيمتها على 3 تريليونات دولار كلّ عام".

وأكد مجدّداً خلال جولته الأولى في جنوب شرق آسيا والتي ستشمل أيضاً ماليزيا وتايلاند، تمسّك واشنطن بـ"السلام والإستقرار في مضيق تايوان"، الذي بات أكثر من أي وقت مضى في صلب التوتر الجيوستراتيجي الشديد بين أكبر اقتصادَيْن في العالم.

كما شدّد بلينكن على رغبته في تعزيز التحالفات مع دول المنطقة، متعهّداً "حماية حق كلّ الدول في اختيار طريقها الخاص، بلا ضغط أو ترهيب"، وقال: "إنّها ليست منافسة بين منطقة تتمحور حول الولايات المتحدة أو تتمحور حول الصين"، منتقداً بشكل صريح السلوك الصيني.

وتابع: "هناك كثير من القلق، من شمال شرق آسيا إلى جنوب شرق آسيا، ومن نهر ميكونغ إلى جزر المحيط الهادئ، في شأن أعمال بكين العدوانية"، متّهماً الصين بأنّها "تُطالب بمياه مفتوحة على أنها مياهها وتُشوّه أسواقاً مفتوحة من خلال مساعدات لشركاتها المملوكة للدولة، ورفض التصدير أو إلغاء إتفاقات مع دول لا تُوافق (بكين) على سياساتها".

ورأى أن "دول المنطقة تُريد أن يتغيّر هذا السلوك، ونحن أيضاً"، موضحاً أن سياسة الردع الأميركية تهدف إلى "تفادي أن تؤدّي المنافسة (الأميركية - الصينية) إلى نزاع"، محذّراً من أن ذلك سيكون "كارثيّاً للجميع".

ولفت بلينكن كذلك إلى أنّه لإقناع شركائها تُطوّر الولايات المتحدة "إطاراً اقتصاديّاً لمنطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ"، وتسعى إلى تعزيز تحالفاتها العسكرية في المنطقة.

وتشهد المنطقة تصاعداً في التوتر في بحر الصين الجنوبي، حيث تُطالب بكين بشكل شبه كامل بهذه المنطقة المحورية في المبادلات التجارية، رافضةً مطالبات سيادية مماثلة من الدول الساحلية الأخرى، وهي فيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان والفيليبين.

وتتزامن زيارة بلينكن إلى جاكرتا مع زيارة رئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروتشيف، ما قد يُشكّل مؤشّراً إلى المنافسة الشرسة بين القوى الكبرى في المنطقة.