ريتا ابراهيم فريد

إختصاصيّة التغذية ميريام شهاب: إحموا أطفالكم من البدانة بنمط حياة صحّي مبكّر

16 كانون الأول 2021

02 : 00

إزدادت في الفترة الأخيرة نسبة الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة، التي تعود أسبابها الى عوامل مختلفة، منها قلّة النشاط البدني، وتمضية الوقت أمام أجهزة الهاتف بدلاً من اللعب خارجاً، إضافة الى الإكثار من الوجبات السريعة والسكريات. "نداء الوطن" تواصلت مع إختصاصية التغذية ميريام شهاب، التي أوضحت لنا تأثيرات البدانة على الأطفال وكيف يمكن مساعدتهم على تنظيم نظامهم الغذائي، لا سيما في فترة الأعياد.

كيف يمكننا أن نحدّد أنّ طفلنا يعاني من البدانة وليس من مجرّد كيلوغرامات إضافية؟

هناك مخطّط اسمه "CDC" نستعمله للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن السنتين، والذي يظهر من خلاله إذا كان الطفل يعاني من البدانة. وبعد عمر السنتين، نستعين بالـBMI (Body Mass Index) أي مؤشّر كتلة الجسم، الذي يقيس العلاقة بين الطول والوزن لدى الطفل، بحيث أنّ المعدّل الطبيعي لهذا المؤشّر يجب أن يتراوح بين 18 و25، أما إذا تعدّى الثلاثين، فتكون هناك بدانة. وبالنسبة للأطفال فوق التسع سنوات، يمكن أن نستعين بجهاز قياس نسبة الدهون في الجسم الذي نستعمله للكبار.

متى يمكن أن نعتبر أنّ الوضع بات يستدعي تدخّلاً من مختصّ؟

عادةً طبيب الأطفال هو الذي يحوّلهم لنا، كونه يتابع ملفّهم ويسجّل وزنهم وطولهم في كل مرّة يزورونه فيها للمعاينة. وحين يجد هذا الطبيب أنّ النسبة تخطّت الحدّ المعين تبعاً لعمر الطفل بحسب مؤشّر "CDC" الذي تحدّثنا عنه منذ قليل، تلقائياً ينصح الأهل بزيارة إختصاصي تغذية.



ما هي أبرز المضاعفات الصحية للوزن الزائد عند الأطفال؟

مهما كان سنّهم صغيراً، البدانة عند الأطفال قد ترفع من نسبة الكوليسترول والتريغليسيريد وحتى السكري في الدم.

وإذا كانت نسبة الدهون لديهم مرتفعة، يمكن أيضاً أن تؤثّر سلباً على الكبد.ما هي الأمور التي يجب أن ينتبه لها الأهل في تعاملهم مع الطفل الذي يعاني من البدانة؟

في البداية على الأهل أن يستدركوا الأمر ويأخذوه على محمل الجدّ قبل أن يتطوّر ويخرج عن السيطرة في مراحل لاحقة. بالتالي من الأفضل أن يستشيروا طبيب أطفال أو إختصاصي تغذية، كخطوة أولى نحو تغيير في النمط الغذائي لطفلهم. ومن الضروري الإشارة هنا الى أنّ الطفل لا يمكن أن يخضع لحمية قاسية، فهو في طور النمو ونسبة التركيز لديه يجب أن تبقى مرتفعة. بالتالي يتمّ توجيهه نحو نظام غذائي صحي ومنظّم. وهُنا يشرح له إختصاصي التغذية أهمية تنظيم أوقات تناوله للطعام، ويحاول إقناعه بأنّ بعض الأطعمة مضرّة له ولصحتّه ومن الأفضل ألا يكثر من تناولها.

بعض الأسر تعاني من بدانة وراثية. هل من نصائح وقائية للأطفال؟

إذا كان الأهل مصابين بالبدانة، هناك احتمال يتراوح بين 60 الى 70 في المئة أن يصبح طفلهم بديناً أيضاً وأن يزداد وزنه بشكل سريع. لذلك من الأفضل متابعة هذا الأمر في مرحلة مبكرة. أنصحهم أن يبادروا الى تغيير نمط التغذية في المنزل قبل أن يبلغ الطفل السابعة من عمره، وأن يبعدوا عنه الأطعمة غير الصحية كي لا يعتاد عليها حين يكبر. ومن المستحسن أن يحاولوا قدر الإمكان التخفيف من كمية السكريات التي يتناولها، وأن يقتصر تناوله للوجبات السريعة على يوم واحد في الأسبوع، في مقابل أن يعتاد على تناول الطبخ.




معظم الأطفال يحبّون الوجبات السريعة والشوكولا و"التشيبس". كيف يجب التعاطي مع الطفل الذي يعاند ويصرّ على تناولها؟

أولاً لا يجوز أبداً منع الطفل عنها، لأنّه سيلجأ الى تناول هذه الأطعمة بشكل سرّي، وبالتالي قد يتناول كمية أكبر، وقد يصحو خلال الليل ليأكل منها، وهنا يصبح الموضوع خطيراً. من الأفضل إذاً أن يشرف الأهل بأنفسهم على تزويده بها وأن تكون الكميات المعطاة له تحت إشرافهم. مثلاً يحقّ للطفل أن يتناول حبّتين من الفاكهة يومياً، يمكن استبدال إحداها بلوح شوكولا يتضمّن "wafer". ويمكن أن يتّفق الأهل مع الطفل على أنّ يتناول "التشيبس" مرة واحدة في الأسبوع. هكذا لا يشعر أنه ممنوع عنها، وفي المقابل لا يكثر من تناولها كي لا تتحوّل مع الوقت الى عادة سيئة ستؤدي به حتماً الى البدانة.

نحن مقبلون على فترة أعياد، كيف يمكن أن نحمي أطفالنا من أضرار المأكولات الدسمة؟

من الطبيعي أن يكثر الأطفال من تناول السكريات والشوكولا خلال فترة العيد. كما أنّ نظام حياتهم بشكل عام قد يشهد خللاً. فالطفل لن يأكل في أوقات محددة، كذلك الأمر بالنسبة للنوم أو الاستيقاظ، فهي فترة عطلة. على الأهل هُنا أن يحاولوا حصر هذا "التخبيص" في يومي العيد، على أن تكون بقية أيام الأسبوع منظّمة. وبهذه الطريقة لن يتأثّر وزن الأطفال أو نسبة الدهون في أجسامهم.

متى يجوز أن يخضع الطفل لعملية جراحية لتصغير أو ربــــــط المعدة؟

عادةً طبيب الأطفال هو الذي يتّخذ هذا القرار تبعاً لصحّة لطفل. فعندما تكون نسبة الـ"BMI" فوق الـ30 كما ذكرنا منذ قليل، تتّجه الخطوة الأولى نحو اتباع نظام غذائي صحّي لفترة لا تقلّ عن ستة أشهر وقد تمتدّ الى سنة. وإذا لم يحصل الطفل على نتيجة، وتبيّن من خلال تحاليل الدم أنّ نسبة الكوليسترول والتريغليسريد مرتفعة وباتت تشكّل خطراً على صحّته، حينها يقرّر طبيب الأطفال توجيه الأهل نحو اختصاصي في هذه الجراحة.

ماذا عن إجراءات البوتوكس في المعدة لتخفيف الشهية؟

شخصياً كإختصاصية تغذية، أرى أنّ طريقة البوتوكس غير صحية مثل العملية الجراحية، ولا أنصح بها. كما أنّي لا أعطي وصفات لأدوية أو "ديتوكس". أنا أعتمد بالدرجة الأولى على التغيير في نمط الحياة كي يكون صحياً، فلكلّ هذه الإجراءات سلبياتها، لكن في المقابل، تنظيم الطعام بطريقة صحية لا يضرّ أبداً، بل على العكس، قد يكون الأكثر إفادة.


MISS 3