مع أو بدون إبرة الظهر؟إنّه قرارك أنت!

02 : 11

تسمح إبرة الظهر، أو التخدير المعروف بالـ "Peridurale"، بإزالة الألم أثناء الولادة وقد أحدثت ثورة حقيقية في حياة النساء. لكن يتردّد بعضهنّ في استعمالها راهناً. في ما يلي أهم التفاصيل عن هذا التخدير الموضعي قبل استعماله...

يشير تخدير فوق الجافية إلى إبرة تُعطى في أسفل الظهر، وتحديداً بين الفقرة القطنية الثانية والثالثة، أو بين الثالثة والرابعة. يسمح هذا الخيار بالحد من الألم خلال المخاض. لكن تتعدد موانع الاستعمال، أبرزها الجنف، واضطرابات تخثر الدم، والالتهابات الجلدية، والحمى المرتفعة في يوم الولادة. كذلك، قد تقع أحداث غير متوقعة دوماً، كأن يكون طبيب التخدير غائباً أو ينتهي المخاض سريعاً... لكن إذا كانت وضعية الطفل مقلوبة أو إذا كنت تنتظرين توأماً، قد يفرض عليك الطبيب هذا الخيار. عدا هذه الضرورات الطبية، من حقك أن تتخذي قرارك بنفسك!

خيار فاعل؟

إذا كنت تخافين من الألم وتريدين أن تلدي طفلك في جو هادئ وألا تشعري بانزعاج كبير، لا تترددي في تلقي إبرة الظهر.

وحده طبيب التخدير أو طبيب إنعاش القلب والرئتين يستطيع إعطاء هذه الإبرة لأنه يتلقى تدريباً طوال أربع سنوات بعد فترة تخصصه. في بعض المستشفيات، تستطيع القابلة أن تعيد حقن مادة التخدير شرط أن تكون مُدرَّبة على ذلك وأن تنفذ تعليمات طبيب التخدير بدقة. ويجب أن يكون هذا الأخير متاحاً طوال الوقت تحسباً لأي طارئ.

تكون زيارة الطبيب إلزامية في نهاية فترة الحمل لتحديد أي حالات تمنع تلقي الإبرة. تسمح هذه الزيارة أيضاً بمراجعة تاريخك الطبي لتجنب أي مفاجأة سيئة خلال الولادة. لكن للأسف، لا تتلقى جميع النساء هذه الاستشارة الطبية الأخيرة بسبب ضيق الوقت أو نقص الطاقم الطبي. ولا تستفيد المرأة أحياناً من المراجعة الطبية إلا في بداية المخاض. لكن هل تكون إبرة الظهر فاعلة دوماً؟ وفق 5% من النساء، لا تُعتبر هذه الطريقة مريحة بدرجة كافية أو تامة. تتعلق الأسباب بتلقي جرعة قليلة أو حقن الإبرة في موقع غير مناسب، ما يمنع انتشار مادة التخدير بالتساوي. في هذه الحالة، يتخدّر جانب واحد من الجسم فقط. إذا لم تشعري بالراحة خلال 10 أو 15 دقيقة، لا تترددي في إبلاغ طبيب التخدير. يستطيع هذا الأخير حينها أن يصحح الجرعة أو موقع الإبرة في أسرع وقت.

سلبيات محتملة

- ربما تفضلين الولادة الطبيعية إذا شعرتِ بخيبة أمل لأن ولادة طفلك الأول كانت طبية أكثر من اللزوم وترغبين في عيش التجربة الثانية طبيعياً.

- تزول الحاجة التلقائية إلى الدفع تحت تأثير التخدير، لكن قد تطول مدة المرحلة الثانية من المخاض نتيجةً لذلك.

- إذا أردتِ تجنب استعمال الملقط لإخراج الطفل، لا تختاري إبرة الظهر.

- لن تتمكني من التحرك بحرية إلا إذا تلقيتِ إبرة موقتة، لكنها ليست شائعة بعد. قد يبدو لك الوقت طويلاً جداً إذا لم تتحركي خلال هذه المرحلة.

- قد تصابين بالصداع خلال 48 ساعة بعد الولادة.

- إذا كنت تريدين خوض تجربة الولادة الطبيعية حتى المرحلة التي تستطيعين تحمّلها وتفضلين عدم استعمال إبرة الظهر، يمكنك الاستغناء عنها في بداية المخاض على الأقل. إنه قرار صائب إذا كانت الولادة بنظرك تجربة عاطفية فريدة من نوعها وإنجازاً بحد ذاته.ما زلتِ مترددة؟

هل تعجزين عن اتخاذ قرارك النهائي؟ إليكِ بعض المعلومات الإضافية للتفكير بكل هدوء...

يمكنك أن تشاركي في حصص تدريبية للولادة والأمومة. تسمح لك هذه الحصص بالتعبير عن مخاوفك (تخاف المرأة عموماً من المجهول أكثر من الألم) وتلقي أجوبة دقيقة على جميع أسئلتك والتعرف على جسمك وردود أفعالك. حين تحصلين على معلومات وافية وتشعرين بالاطمئنان، يسهل أن تتحكمي بالانقباضات وتُخففي هلعك، ويمكنك أن تستغني حينها عن إبرة الظهر.

كيف تستطيعين التأكد من أن ألم الولادة سيكون مقبولاً إذا كنت تنتظرين مولودك الأول؟ تقارن النساء أحياناً بين أوجاع الولادة والتهاب المعدة والأمعاء! باختصار، لا يمكن أن يتوقع أحد طريقة تفاعل كل امرأة مع هذه التجربة. يتعامل كل شخص مع الألم بطريقة مختلفة، إذ يتوقف الوضع على عدد مستقبلات الألم في الجسم والتاريخ الطبي والتجارب الشخصية. إذا كنت تسمعين طوال فترة الحمل قصصاً مرعبة عن هذه التجربة، من الطبيعي أن تتوتري. في مطلق الأحوال، لا تستطيع إبرة الظهر تبديد الخوف!

أخيراً، تبقى إبرة الظهر خياراً وارداً إلى أن يتوسع الرحم بمعدل 10 سنتم كحد أقصى. لكن في هذه المرحلة، قد تلدين خلال ربع ساعة أو ساعة ونصف. من حقك أن تطلبي الإبرة في أي لحظة إذا أصبحت معاناتك كبيرة... شرط أن يكون طبيب التخدير حاضراً!